الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور سليمان بن سليمان في انتفاضة أفريل 1938

فاروق الصيّاحي
كاتب وباحث وشاعر

(Assayahi Farouk)

2024 / 4 / 9
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تتنزّل اِنتفــاضة أفریل 1938 في تونس في ظرفیّة تمیّزت بسقوط حكومة لیون بلوم وفشل ‏سیاسة المفاوضات وبأزمة اقتصادیّة حادّة في تونس كانت لھا تأثیرات خطیرة على المستوى ‏الاجتماعي انجرّ‎ ‎عنھا تصاعد الاحتجاجات الشعبیّة وبتفاقم مظاھر القمع التي عمدت إلیھا ‏قوّات الاحتلال الفرنسي في مواجھتھا لھذه الاحتجاجات وخاصّة المجازر التي ارتكبتھا ضدّ ‏الكادحین وعمّال المناجم المضربین ممّا أدّى إلى سقوط 17 شھیدا في المتلوي یوم 4 مارس ‏‏1937 و 5 آخرین في المظیلة في الیوم الموالي وشھیدین في الجریصة یوم 20 جویلیة، وقد ‏تواصلت سیاسة القمع ھذه إلى بدایة 1938. وقد ھیّأت ھذه الظروف لانفجار الأوضاع ‏ولحدوث مواجھة بین الشعب التونسي والمحتلّ‎ .‎
‏ ‏‎ ‎وقد كان للدّكتور سلیمان بن سلیمان خلال الفترة السّابقة لأحداث 9 أفریل 1938 دور ‏فعّال في إعداد الشّعب لھذه المواجھة من خلال ما كان یتمتّع به ھذا المناضل من سمات ‏وخصال أبرزھا إیمانه بضرورة التغییر الثّوري وقناعته بأنّ ھذا التغییر لا یمكن أن یتحقّق ‏دون الاعتماد على الطّبقات الاجتماعیّة الأكثر اضطهادا من أجل الھدف الأسمى وھو ‏الاستقلال الوطني. ‏
‏ وقد تمیّز نضال ابن سلیمان خلال ھذه الفترة، باتّصاله المباشر بالجماھیر الشعبیّة من جھة ‏وبنشاط صحفي مكثّف ومؤثّر والتّحریض على المواجھة.‏

* الجولات الميدانيّة‎: ‎
‏ انطلق ابن سلیمان منذ دیسمبر‎1937‎‏ ‏‎ ‎في القیام بسلسلة من الجولات المیدانیة قادته إلى ‏منطقة الساحل وبنزرت لتنتھي في الشمال الغربي في بدایة أفریل 1938، فتنقّل بین قرى ‏البلاد وبلداتھا ومدنھا. وبما أنّ سلیمان بن سلیمان، كان متزعّما للشق الداعي إلى المقاومة ‏والتضحیة ووضع حدّ ‏‎"‎لكل مشاركة"، فإنّه سیكون متحمّسا للقیام بھذه المھام من أجل تجسید ‏مواقفه وھو ما جعل الغایة من ھذه الجولات المیدانیة تتحوّل من مجرّد الدعایة إلى التحریض‎. ‎‏ وقد تسارع نسق الاجتماعات الشعبیّة، وخصوصا في شھر مارس 1938، فلا یكاد یمرّ یوم ‏دون أن یعقد اجتماعا في قریة أو بلدة ما، بل إنّه كان یقوم أحیانا بأكثر من اجتماع شعبيّ في ‏الیوم الواحد. ‏
‏ أبرزت خطابات سلیمان بن سلیمــان خلال الاجتماعات التي تمّ تنظیمھا في المناطق التي ‏شملتھا زیاراته، حسب ما ورد في التقاریر الأمنیة الفرنسیة وفي التحقیقات البولیسیة ‏والقضائیة التي خضع لھا، تأكیده على المواجھة والمقاومة الشعبیة للسیاسة الاستعماریة محمّلا ‏في كلّ مرّة الاستعمار المسؤولیة عن تردّي أوضاع السكان و حالة الغضب التي أصبحت تسم ‏تصرّفاتھم. ففي الاجتماع الذي عقد في فرنانة یوم 3 أفریل 1938 قال ابن سلیمان ‏للحاضرین: "لقد أخذ المعمّرون أراضیكم ورموا بكم إلى البؤس. إنّ أعوان الحكومة یدوسونكم ‏بكلامھم، وإذا تواصل شقاؤكم فلأنّ ذلك خطأ فرنسا... إنّه لا یمكننا الحصول على حقوقنا إلا ‏إذا اتّحدنا، لا تناموا". و في باجة، دعا الشّعب إلى العصیان من خلال اتّخاذ عدید الأشكال بل ‏بلغ به الأمر إلى دعوة السكان إلى التسلّح استعدادا للمواجھة والتضحیة الجسدیة، إذ یقول: " ‏نعلم أنّ فرنسا قویّة لأنھا تملك المدافع و الطائرات والذّخیرة، لكننا لا نخاف كلّ ذلك، ولا نرید ‏أن نقاتل لأجل فرنسا. یجب أن نتسلّح ونتكوّن جیّدا... لا تدفعوا الضرائب... یجب أن نتحرّك ‏لأنّ الساعة تقترب، الوضع خطیر، توجّھوا دائما إلى الأمام حتّى و إن قتل بعضكم...".‏‎ ‎لقد ‏كان سلیمان بن سلیمان على یقین بأنّ المواجھة بین الاستعمار الفرنسي والشعب التونسي ‏قادمة لا محالة ولذلك سعى إلى شحذ ھمم الشعب من أجل الاستعداد لھذه المواجھة بشتّى ‏الطّرق والأشكال لیس فقط باكتساب الوعي الوطني والعصیان، بل إنّه صدح بالدّعوة إلى ‏ضرورة التسلّح، ذلك أنّ تطوّر الأوضاع بالبلاد كانت تشیر إلى حصول مواجھة قریبة.‏
‏ وقد اكتشف ابن سلیمان خلال ھذه الزّیارات عُمق المأساة وتفشّي مظاھر الفقر والحرمان ‏ومختلف أوجه البؤس الاجتماعي التي أدّت إلى انتشار المجاعات في مناطق عدیدة، وكان في ‏كلّ مرّة لا یتردّد في تحمیل المسؤولیّة عن ھذه الأوضاع إلى الاستعمار الفرنسي وسیاساته ‏الاقتصادیّة والاجتماعیّة والصحیّة وغیرھا. وقد كانت ھذه المشاھد التي اطّلع علیھا خلال ‏جولاته المیدانیّة مادّة لعدید المقالات الصّحفیّة التي نشرھا في نفس ھذه الفترة. ‏

* النّشاط الصّحفي: ‏
‏ بعدما عاد سلیمان بن سلیمان إلى تونس نھائیا، تكثـف نشاطه الصحفي وذلك بالتوازي مع ‏تزاید مسؤولیاته الحزبیة وتطوّر تجربته النضالیة الوطنیة ونشاطه السیاسي. وقد مثّلت ‏صحیفة الحزب الدستوري الجدید، "لاكسیون تونیزیانL’Action ) "‎‏ ‏Tunisienne)‎، أھمّ ‏وسیلة إعلامیة حبّر على صفحاتھا ابن سلیمان عدید المقالات في الفترة الممتدّة بین دیسمبر ‏‏1936 وبداية أفریل 1938 (بعد أن عادت هذه الجريدة إلى الصّدور یوم 16 دیسمبر ‏‏1936 وتواصلت إلى یوم 2 أفریل‎1938‎‏ ‏‎ ‎لیتمّ منعھا من جدید إثر أحداث أفریل). كتب ‏الدّكتور ابن سلیمان في ھذه الفترة 24 مقالا بإمضائه من مجموع أعداد ھذه الصحیفة. اھتمّ ‏سلیمان بن سلیمان في مقالاته بالجانب السیاسي والجانب الاقتصادي والمالي والاجتماعي‎. ‎‏ ‏أولى ابن سلیمان اھتماما بالمشاكل الاقتصادیة التي تعاني منھا البلاد التونسیة في ظل ‏الاحتلال الفرنسي وقد ربط ھذه الأوضاع بسیاسة الاستعمار في ھذا المیدان، لیبرز كلّ مرة ‏الانعكاسات المترتبة عن ھذه السیاسة على أوضاع السكان‎. ‎فالسیاسة الفرنسیة في تونس كما ‏في باقي أقطار شمال إفریقیا تقوم على الاستیطان الزراعي، بل وقد تجاوزت ذلك إلى ‏مستوى ‏‎"‎الاستیطان الوظیفي" حسب تعبیره. و كثیرا ما یقیم ابن سلیمان مقارنة بین ‏المستوطنین الفرنسیین في تونس من جھة والسكان المحلیین من جھة أخرى لیعدّد مواطن ‏التفاوت بینھم، ففي بحثه عن مصادر المیزانیة لسنة 1938 ومجالات صرفھا یعتبر أنّ ‏‏"أغلب المداخیل تقریبا سیقع انتزاعھا من ‏‎"‎المحميّ"، لكنّھا ستصرف لفائدة ‏‎"‎الحامي"، كما أنّ ‏السیاسة الصحیة وضعت مسألة الرعایة الصحیة بالنسبة للتونسیین في درجة ثانیة مقارنة ‏بمثیلتھا المخصصة للفرنسیین فـ "لـ 150 ألف ساكن‎ ‎في العاصمة و أحوازھا، دون احتساب ‏عشرات الآلاف القادمین من الدّواخل، لا یوجد سوى مستشفى واحدا مع فرع أحدث مؤخّرا. ‏وھذا المستشفى ھو موجود قبل الحمایة التي لم تقم سوى بتنظیمه و محاولة تعصیره".‏
‏ كان الدّكتور ابن سلیمان في مقالاته أكثر اھتماما بالشرائح الاجتماعیة الأكثر تضرّرا من ‏السیاسة الاستعماریة القائمة على منح الامتیازات للفرنسیین مقابل النھب المتواصل والمتزاید ‏لجموع الكادحین من التونسیین من خلال سیاسة الترفیع في الضرائب وإحداث ضرائب جدیدة ‏و ھو ما یؤدّي إلى تزاید أعداد البؤساء والعاطلین عن العمل و الجیاع. وقد تمیّز ابن سلیمان ‏في بحثه للمسائل الاقتصادیة والاجتماعیة باعتماده على معطیات دقیقة تتمثل في الأرقام ‏والإحصائیّات. ففي المجال الصحّي یورد أعداد المرضى الذین یقصدون المستشفى الصادقي ‏بمختلف أقسامه یومیاّ وعدد الأسرّة المتوفرة وعدد الأطبّاء وذلك لیرسم لوحة قاتمة حول مدى ‏المعاناة التي یتكبّدھا المریض دون أن یحصل في نھایة الأمر على فحص طبيّ. لكنّ دقّة ‏المعطیات لم تقتصر على القطاع الصحي، بل تجاوزته إلى قطاعات أخرى مثل القطاع ‏المالي. ففي تحدیده لموارد میزانیة سنة 1938 یقول: "یتوقع مشروع میزانیة ‏‎1938‎‏ ‏‎ ‎زیادة ‏في المداخیل بقدر 78 ملیونا عن مداخیل سنة 1937.‏‎ ‎وھذه الزیادة یوفرھا مصدران ‏مختلفان ھما: الضرائب الجدیدة و التّرفیع في الضرائب الموجودة".‏‎ ‎ولا یكتفي ابن سلیمان ‏بذلك بل یقدّم مقدار مساھمة كل صنف من الضرائب في ھذه الزیادة في المیزانیة بكلّ دقة، ‏فالضرائب الجدیدة ستوفّر لوحدھا 46 ملیونا منھا 12 ملیونا عن منتوجات الأرض ...إلخ. و ‏بعد تقدیم المعطیات و تحلیل الظواھر بإبراز أسبابھا وانعكاساتھا، یصل في خاتمة مقالاته إلى ‏تقدیم بعض الحلول تكون في شكل مقترحات یوجّھھا إلى المسؤولین في كل میدان. فھا ھو ‏یدعو إلى ضرورة إحداث أكثر من مستشفیین عصریین في مدینة تونس وإلى مضاعفة عدد ‏الأطبّاء أربع مرّات في المستشفى الواحد حتى تصبح كافیة لاستقبال المرضى التونسیین من ‏سكان العاصمة وتضمن لھم الحصول على العلاج.‏‎ ‎وفي المیدان السیاسي فرضت علیه صفته ‏السیاسیة ومھامّه الوطنیة أن یكون مواكبا لكل المتغیرات التي تطرأ على الساحة السیاسیة في ‏فرنسا وفي مستعمراتھا وفي صلب الحركات الوطنیة وذلك لما لھذه الأطراف من علاقات ‏وثیقة في ما بینھا ولتأثر الواحد منھا بالآخر، لذلك فھو یربط بین ما یحدث في كل ھذه ‏المناطق. فالاستعمار واحد سواءً كان في تونس أو في الجزائر أو في المغرب و سیاسة ‏اضطھاده واستغلاله واحدة مھما كانت الحكومة التي تشرف علیھا. ففي فترة حكم الجبھة ‏الشعبیة قال سلیمان بن سلیمان:"تشبه سیاسة الجبھة الشعبیة في شمال إفریقیا مثیلاتھا في ‏حكومات الوحدة الوطنیة".‏
‏ وفي علاقة بسیاسة الجبھة الشعبیة وممارساتھا في تونس خاصّة مع تزاید عملیّات القمع، ‏أنجز الدّكتور ابن سلیمان دراسة مستفیضة حول الجندرمة في تونس شملت خمسة مقالات ‏تحمل عنوان "الجندرمة في تونس" ( ‏‎(La Gendarmerie en Tunisie‎، لیبیّن حسب ‏قوله ‏‎"‎كیف أنّ الجندرمة تصبح تدریجیا قوّة قمع للحركة الوطنیة". یفسّر الاھتمام بھذا الجانب ‏بتطورات الأوضاع في البلاد التونسیة إثر تصاعد سیاسة القمع بعد سقوط حكومة لیون بلوم و ‏ما انجرّ عنه من مجازر سقط فیھا عدید الضحایا من التونسیین وتزاید دور الجھاز الأمني ‏البولیسي منه والعسكري في تنفیذ السیاسة الاستعماریة. و قد بیّنت الأحداث التي تلت مقالات ‏ابن سلیمان صحّة استنتاجاته، إذ أكّدت أحداث أفریل ‏‎1938‎‏ ‏‎ ‎الدّور الخطیر للآلة العسكریة ‏والأجھزة الأمنیّة في قمع الحركة الوطنیة للحفاظ على امتیازات المستعمر. في ھذه المقالات ‏بدأ ابن سلیمان دراسته بالتّأریخ للجندرمة في تونس فیوضّح أنّ ھذا الجھاز العسكري المرتبط ‏مباشرة بوزارة الحرب الفرنسیة لم یظھر مع أحداث القمع التي مارسھا منذ سنة ‏‎1934‎‏ ‏‎ ‎في ‏زرمدین وإنّما ھو ملازم للاحتلال منذ انتصابه غیر أنّ دوره المتزاید وانتشاره التدریجي في ‏مختلف المناطق لیعوّض رجـال‎ ‎البولیس والصبایحیة ھو الذي جلب إلیه الاھتمام. ثمّ یعدّد ‏مناسبات تدخّل الجندرمة في قمع الشعب التّونسي المنجرّة عنھا من قتلى وجرحى واعتقــالات ‏و یحصي الخسائر بین أحداث زرمدین وأحداث المتلوي و المظیلة والجریصة و قفصة، إذ بلغ ‏عدد القتلى خلال "ثلاث سنوات أكثر من أربعین ضحیة من التونسیین". ویدعو ابن سلیمان ‏إلى إلغاء ھذا الجھاز-في الوقت الذي یتزاید فیه عدد أفراده و عتاده ویتوسّع انتشاره-لیس فقط ‏بسبب ما یقترفه من مجازر، وإنّما للنفقات المتزایدة التي یتطلبھا ممّا یثقل كاھل المیزانیة ‏المخصصة له و التي یدفعھا التونسیون، إذ أنّ الخزینة التونسیة تنفق شھریا ما بین 1200 ‏و1500 فرنك سنة 1936 للعون الواحد من الجندرمة.‏‎ ‎وقد كان ھذا النشاط الصحفي الكبير ‏وهذا الإنتاج الغزير أحد محاور التحقیقات التي تعرّض لھا ابن سلیمان بعد إیقافه.‏

* إیقاف سلیمان بن سلیمان واندلاع انتفاضة أفریل ‏‎:1938 ‎
‏ تعرّض سلیمان بن سلیمان ومرافقیه في الجولات المیدانیّة إلى الملاحقات البولیسیة ‏المستمرّة‎. ‎‏ ومع احتداد لھجته المعادیة للاحتلال الفرنسي وسیاساته والدّعوات التي أطلقها من ‏أجل المواجھة، احتدّ تدريجيّا تعامل سلطات الاستعمار مع الدّكتور "المحرّض". فقد سارعت ‏السلطات الاستعماریّة إلى إیقافه أكثر من مرّة، فتمّ إیقافه وإخضاع للتحقیق مرّة أولى یوم 31 ‏مارس 1938 في سوق الأربعاء، ثمّ تمّ إیقافه مرّة ثانیة یوم 3 أفریل بنفس المنطقة. وقد ‏وُجّھت إلیه تُھم عقد اجتماعات غیر مرخّص فیھا والتھجّم على الجمھوریة الفرنسیة و ‏التحریض على العنف وإثارة التمییز العرقي. وصبیحة الرّابع من أفریل تمّ إیقاف سلیمان بن ‏سلیمان للمرّة الثّالثة، وھذه المرّة ستكلّفه خمس سنوات سجنا، إذ افتتحت به سلطات الاستعمار ‏حملة الاعتقالات منذ یوم‎4 ‎‏ أفریل، فقد وقع إیقافه مع رفیقه المناضل الـوطني یوسف ‏الرویسي و اقتیادھما إلى سجن سوق الأربعاء في الساعة العاشرة صباحا من نفس الیوم وھما ‏یستعدّان للتوجه إلى وادي ملیز لإقامة اجتماع شعبيّ وبذلك بدأت رحلته الطّویلة داخل سجون ‏الاحتلال في تونس وخارجھا.‏
‏ وقد كان لحدث اعتقال الدكتور ابن سلیمان ویوسف الرویسي وقع كبیر في صفوف الشعب ‏التونسي، حیث زادت العمليّة من حدّة الغضب على سیاسة الاستعمار ودفعت بالشعب إلى ‏التظاھر في جھات عدیدة من البلاد. فقد احتجّ سكّان وادي ملیز على عملیّة الاعتقال بعد أن ‏تجمّعوا منتظرین قدوم المناضلیْن، وقد بدأت تتعالى في مناطق عدیدة الاحتجاجات على ‏اعتقال ابن سلیمان ورفیقه وتعالت خلال ھذه الاحتجاجات عبارة "یسقط الاحتلال" ونُظّمت ‏إضرابات عامّة في بعض الجھات، من ذلك أنّ یوم ‏‎7 ‎‏ أفریل تمّ تنظیم إضراب عام بجزیرة ‏جربة لحقتھا بعض أعمال عنف في اللّیل. وبسرعة تطوّرت الأحداث یومي 8 و 9 أفریل ‏بنزول آلاف التونسیین في مظاھرات حاشدة في مناطق مختلفة من البلاد منادین بالاستقلال ‏وبرلمان وطني وحكومة وطنیّة، وقد مثّلت الطّبقات الشعبیّة الكادحة القوّة الرّئیسیّة التي نزلت ‏إلى الشوارع والساحات متدفّقة من الأحیاء الفقیرة ومن الأریاف القصیّة منتفضة ضدّ ‏الاحتلال وسیاساته، وھي الطّبقات التي آمن ابن سلیمان بقدرتھا على تغییر الأوضاع تغییرا ‏ثوریّا. كما تحمّلت ھذه الطّبقات النصیب الأوفر من مجموع الضّحایا الذین سقطوا بین جرحى ‏وشھداء خلال المجزرة التي ارتكبتھا قوات الاحتلال الفرنسي یوم 9 أفریل ‏‎1938‎‏ ‏‎ ‎ثمّ قدّمت ‏أعدادا أوفر للمحتشدات والمعتقلات التي فُتحت في مختلف الجھات إثر ھذه الانتفاضة‎.‎‏ ‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في