الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامة ألأتيكيت .

صباح حزمي الزهيري

2024 / 4 / 9
الادب والفن


مقامة ألأتيكيت :
كان فن ممارسة الأتيكيت أحد مواد درس الدبلوماسية في معهد الخدمة الخارجية الذي توجب علينا دخوله حال التحاقنا بالعمل في وزارة الخارجية, معظم المحاضرين كانوا من أساتذتنا السابقين في الكلية أو من قدامى السفراء بالوزارة , كانوا يعلمونا كيف نتصرف وكيف يكون أداؤنا في ألأحداث المختلفة , ونوع الملابس التي نرتديها , وكل انواع السلوك الواجب أتباعها في المناسبات التي نحضرها بأعتبارنا دبلوماسيون ممثلون لبلدنا....
كان أحد الدروس يتعلق بحضور دعوات الغذاء والعشاء وكل المناسبات التي يوجد فيها تقديم أطعمة او مشروبات , كان المدرس السفير عبد الودود الشيخلي مدير دائرة المراسم رحمه الله , وقد شرح لنا مطولا كثير من التفاصيل المهمة والمفيدة لحياتنا العملية , و كان أهم تعليماته التي لازالت محفوظة في الذاكرة هو انه في حالة تقديم طعام او شراب لانعرفه ولانعرف كيفية تناوله ألا نمد أيدينا ونكون البادئين بالأكل او الشرب, بل الأنتظار لرؤية ماسيفعله ألآخرون ثم نتماشى مع مافعلوه حتى لانقع في أخطاء محرجة.
كل هذه المقدمة ليتسنى لي الحديث عن واقعة حدثت أثناء مرافقتي للسفير عبد الكريم مكي العاني لحضور دعوة رئيس جمهورية موزمبيق سامورا ماشيل للسلك الدبلوماسي ألأجنبي بمناسبة ألأحتفال بميلاد حزب الفريليمو الحاكم , كانت دعوة غذاء في حديقة القصر الجمهوري الواسعة التي تطل على المحيط الهادي , وكانت الأطعمة التي قدمت لنا جميعها من المأكولات البحرية , تبدأ بحساء للأسماك والمخلوقات البحرية الصغيرة جدا , ليعقبها السمك المشوي والروبيان وأللوبستروغيرها مما يتم أصطياده من ساحل موزمبيق الغني الذي يمتد لأكثر من ألف كيلومتر, كان جلوسي بجوار السفير يقابلنا مستشار سفارة زامبيا , وهو صديق شخصي تعرفنا عليه مسبقا ووطدنا علاقتنا به بحكم تحدثه باللغة الأنكليزية التي كنا نرغب في ممارستها وتقويتها , كان المتعارف عليه في هكذا دعوات ان تقدم الحلويات بعد ألأنتهاء من تناول الطعام ثم يعقبها الشاي او القهوة, ولكنا فوجئنا بوضع كاسة صغيرة امام كل منا مليئة بسائل كأنه الماء وتطفو عليه زهرات من الياسمين ألأبيض , لم نعرف انا والسيد السفير ماهية هذه الكاسة وماالغرض منها وكيفية تناول مافيها , هنا تذكرت نصيحة السفير الشيخلي وهمست لسفيرنا بها وأنتظرنا ان نرى ماذا سيفعله ألآخرون ثم نقلدهم , الا ان صديقنا الزامبي كان يبدو مستعجلا وواثقا , عندما بادر وشرب محتويات الكاسة كاملة , لينصدم بعدها عندما رأى الحضور يمدون رؤوس أصابعهم ليفركوها بالماء ويعصروا زهرات الياسمين ليتعطروا برائحتها , فعلنا انا والسفير مثلهم , وحين نظرت الى صديقنا المستشار وجدت وجهه الفاقع السواد وقد تحول الى اللون ألأحمر من شدة الخجل , وقد عرفنا وتعلمنا أنه في مآدب الطعام البحري يجري العمل بهذه الطريقة لأزالة آثار ورائحة الطعام بعد الأكل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا


.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور




.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان