الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف في الخطاب السياسي العراقي

وليد الحيالي

2003 / 6 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


 

لقد لعب التنظير الحزبي الخاطئ للقوى السياسيه العربيه بعامه والعراقيه بخاصه على اختلاف مشاربها الايدلوجيه علمانيتاَ كانت او دينيتاَ دوراَ بارزاَ في بلوره وصياغه طريقه اداره الحوار والنقاش واسلوب انتقاد فكراو راي جهه معينه سياسيه او اجتماعيه شخصيه كانت او اعتباريه تختلف في الروى بعضها البعض. التي غالباَ ما تكشف عن مضامين تمس ادميه وانسانيه الاخر او تخوينه بهدف الغاءه واغتياله فكرياَ. ويحضرني في هذا المقام بعض من المقولات ، كانت شائعه وسط الشباب الوطني العراقي والتي رددت  بكثره ولاتزال تردد في كل نقاش يدور بين جليسين اواكثر في مكان خاص او عام : مقوله النقاش الثوري لابد ان يصل حد الصراخ،او لاتدع فكره خصمك الايدلوجيه تمر بسلام حتى ولو استشهدت من اجل التصدي لها على سبيل المثال. وغيرها من المقولات العنيفه التي لايحتاج اليها بلداَ يتميز ناسه بحديه الطباع كالعراقيين رغم طيبتهم وسمو اخلاقهم . ويرى الكاتب بان سبب هذه الحده في طباع ابناء النهرين العظيمين تعود الى عده عوامل لعل في مقدمتها، قسوه البيئه وكثره الكوارث الطبيعيه المتكرره عبر التاريخ التي اصابت العراقيين، بالاضافه الى التقاليد الاجتماعيه والدينيه. ذكوريه البعد ورعويه الاهداف المورثه والمتاصله في البنيه الاجتماعيه العراقيه القائمه على العلاقات المركزيه في تصريف شؤون الحياه اليوميه. ادت كل هذه العوامل مجتمعه الى تاثر البناء السياسي العراقي احزاباَ وافراد. مماانعكس ذلك بشكل مباشرعلى الممارسسه والشعارات والمقولات والعلاقات بين القوى السياسيه وغالباَ ما تترجم الى صدامات دمويه تخلف ماسي انسانيه عديده، وسجلنا الاجتماعي حافل بالاف الامثله عن هذا الواقع المرير لا مجال لذكرها هنا .ولاشك ان استمرار طريقه الحوارالعنيفه بين ابناء الاطياف السياسيه المخلتفه ليومنا هذا حتى وسط الطيف الواحد او العائله السياسيه الواحده داخل الوطن وخارجه.كان من اسبابها وديمومتها تعشعش الثقافه الشموليه في المجتمع العراقي سواء كانت  فردانيه اوحزبيه وقد عمق من هذه الثقافه تسلط حزب البعث على السلطه ومن خلالها على  الثقافه العراقيه، ردحاَ طويلاَ من الزمن العراقي، وماطرحه من شعارات غايه في التسلط والشموليه رافقها ممارسات وحشيه اتجاه الخصم السياسي، مما عززت بل زرعت في اللا وعي العراقي، وصورت له بان افضل طريقه للانتصار على الخصم هو اغتياله فكريَا او جسدياَ. ساعد على ذلك عزل العراقيين عن العالم الخارجي طوال حكم البعث،  بواسطه جمله من المحرمات الاجرائيه متمثله بمنع الفرد بحكم القانون  من الاطلاع على الاعلام المرئي والمقرئ من غيرالاعلام السلطوي الرعوي،اضافه الى الحروب المستمره التي خاضها مجبراَ الشعب العراقي، ادت الى بروز طريقه قاسيه وخشنه في اداره حواراتنا وخلافاتنا الفكريه. وقد انعكست هذه الطريقه الحواريه في كتابات العديد من الادباء والمبدعيين والفنانين، وحتى على اسماءنا الشخصيه اواسماء شوارعنا ومدننا او في لقائتنا المصوره والمسموعه حينما يمارس الواحد منا كل انواع التخلف الحضاري والساديه الكلاميه في النقاش لنخرج من هذه الحورات اكثر تمزقاَ وتطاحناَ . بدلاَ من حل اوتضيق هوه الخلاف. فيصلنا في الحوار وادارته الصراخ والنعيق والشتائم البذيئه والتهم واحياناَ تصل الامور الى استخدام الايادي والأرجل. متناسين ان الصراخ اوالتجريح هو دليل ضعف الحجه والافلاس الفكري والاخلاقي في نفس الوقت . ان النتيجه التي يخلص اليها المرء مما قدمت اليه لواقع نعيش فيه ونتلمسه يوماَ بعد اخر هو ان حاله السلوك الديمقراطي لا تزال مجهوله على مستوى المعرفه،وعلى مستوى الوعي العام بها، ومن ثم تبدو حاله دمرقطه العلاقات الثقافيه وتجسيداتها المؤسسيه، والحركيه، وتفاعلاتها وقضاياها الخاصه،وفلكلورياتها، أو بتعبير أدق أنثروبولوجياتها غائبه.

 لذلك ان مايدعو اليه الكاتب في هذه المقاله هو المراجعه الذاتيه للنخب الثقافيه وبخاصه تلك التي توفرت لها فرصه معايشه الحياه الديمقراطيه في بقاع العالم المتحضر، وعلىالاحزاب والمنظمات المهنيه وموسسات المجتمع المدني والاعلام بكل اشكالها والواناها واصنافها محاربه كل ما يودي الى استمرار هذه الظاهره في حياتنا العامه والخاصه.عن طريق وضع اعراف لمفردات الخطاب السياسي والحوار الثقافي العام والخاص.وتحسين وتطوير طرق واساليب  التعامل بين بعضنا على مستوى الفردي والجماعي. نعم حان الوقت لنا ابناء دجله والفرات ان نراجع علاقاتنا ونتصالح مع ذواتنا بعد ان دفعنا جميعاَ ثمناَ باهض ارواحاَ ودماء واعراض وارض ووطن وقيم . لكن لازال اكثرنا وباسم الديمقراطيه ينحر كل يوم بل كل دقيقه الاخر ، حيث لازال  العنف في خطابنا ومقالنا وتعليمنا واجتماعنا. لايزال اغتصاب العقل والاخلاق هو السائد ، وانما ينمو ويتكاثر وباصرار غريب ، مع ان الكل ينحب ويلطم على الوطن والديمقراطيه الغائبه ونحن جميعاَ نساهم بوأدها في كل مناسبه.  نعم  قاتلنا جميعاَ شخص الدكتاتور لكن تركنا قيمه ومثله تلهو وتعبث بنا. الى متى نستمر بلعبه السلطان . اني اناشدكم ان نرحم بعضنا ونربي ابناءنا مما حرمنا منه . وكفانا قتلاَ وسبياَ باسم الحريه تاره واخرى باسم الدين،والحريه والدين منهما براءه.............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا