الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستكون حرب غزة آخر المؤامرات المُدمرة على المنطقة ....؟؟؟

زياد عبد الفتاح الاسدي

2024 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


من الواضح ان التآمر على المنطقة العربية والشرق أوسطية بمُختلف أشكاله لم يتوقف منذ بداية القرن العشرين وقبل اندلاع الحرب العالمية الاولى بسنوات .. حيث بدأ هذا التآمر على نحوٍ مُبكر من قبل الاستعمار الاوروبي بقيادة بريطانيا وفرنسا بالاستعانة بما يُعرف للاسف بالثورة العربية الكبرى ... لكن من المُؤكد أن هذا التآمر قد ازداد خبثاً وشراسة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وإقامة دولة الكيان الصهيوني برعاية بريطانية وتواطؤ من الرجعية العربية في تآمر قذر على منطقة بلاد الشام والمشرق العربي برمته بعد تقسيمه العشوائي بعد الحرب العالمية الاولى الى دول عديدة لاضعاف شعوب المنطقة من جهة ولتسهيل زراعة الكيان الصهيوني بعد تهجير مئات الالوف من يهود أوروبا المضطهدين الى فلسطين وذلك في خداع واضح لهؤلاء اليهود من قبل بريطانيا والحركة الصهيونية التي ولدت من رحم الرأسمالية والامبريالية الصناعية في أوروبا .
ودون الاطالة في هذه المُقدمة وتكرار الحديث عن هذا الموضوع يُمكننا أن نضع المُلاحظات التالية في محاولة للاجابة على السؤال المطروح اعلاه من خلال فهم أبعاد وخلفيات ما شهدته المنطقة ولا سيما في العقود الاخيرة والتي تُعتبر في موقعها الجغرافي وثرواتها المُتعددة الهائلة الاكثر أهمية على الصعيد الاستراتيجي العالمي :
أولاً : بدأ التآمر الغربي والدولي والاقليمي يزداد فاعلية وخطورة على المنطقة (ولاسيما في المشرق العربي) منذ الصعود المُتسارع لما يُعرف بتيار الاسلام السياسي بمُختلف أشكاله الاخوانية والسلفية والجهادية والتكفيرية ...الخ وذلك منذ بداية ومنتصف الثمانينات وتسعينيات القرن الماضي . وكان لهذا الصعود أسبابه العديدة منها التآمرية ومنها الموضوعية من خلال تأثير المكونات الثقافية الدينية والتاريخية على شعوب المنطقة والتي لا يتسع المجال لذكرها بالتفصيل .. وهذا ما ساهم بإضعاف وتراجع حركة اليسار العربي والقومي في المنطقة العربية الى حدٍ كبير .. بما يشمل العديد من الاحزاب الشيوعية وما يُعرف بأحزاب اليسار القومي في المنطقة , كالحزب السوري القومي الاجتماعي و حركة القوميين العرب ومجموعة ألاحزاب المنبثقة عن حركة البعث العربي الاشتراكي...الخ وقد شمل هذا الضعف والتراجع أيضاً حركة التحرر الوطني الفلسطينية والعربية كحركة فتح والجبهة الشعبية والقيادة العامة وقوات الصاعقة ...الخ
ثانياً : كان لانتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الخميني (والتي أصيبت بالتخبط والانحراف والانتهازية بعد رحيله) ليتبعها بسنوات عديدة وصول حزب العدالة والتنمية الاخواني الى السلطة في تركيا عاملاً مُؤثراًً بلا شك في تسريع التآمر الاستعماري والدولي والاقليمي على المنطقة مع نمو البيئة الخصبة والمُناسبة ليس فقط لحركات المقاومة الاسلامية , بل لمجمل التنظيمات الاخوانية والسلفية والجهادية والمذهبية في المنطقة في ظل تزايد التمزق الطائفي والمذهبي ولا سيما في المشرق العربي وتراجع شعبية اليسار القومي والاشتراكي والعلماني , ليُؤدي كل ذلك الى استمرار الصعود السريع لمختلف التنظيمات الاسلامية والمذهبية في المنطقة .
ثالثاً : ساهمت الدول والمشيخات الخليجية الخاضعة للهيمنة والحماية الغربية بالاشتراك مع تركيا وبعلم الغرب في الدعم والتمويل السخي لمختلف التيارات الاخوانية والسلفية والجهادية والتكفيرية وذلك لتخريب البيئة الاجتماعية والثقافية والسياسية والامنية في دول المشرق العربي بما في ذلك مصر والعراق وبشكلً مُكثف في سوريا وبلاد الشام .. ففي سوريا على سبيل المثال دعمت قطر الجماعات الاخوانية والقاعدية ومنها الجيش الحر واحرار الشام والنصرة وفيلق الرحمن وغيرهم , كما دعمت بالخفاء ما يُعرف بتنظيم الدولة أو داعش .. بينما كانت السعودية تدعم وتُمول ما يُعرف بجيش الاسلام المُنتشر بالغوطة ومنطقة دوما تحديداً .
رابعاً : في لبنان ظهر عدداً من الحركات الاسلامية والمذهبية ومنها حركة أمل التي ظهرت على نحوٍ مبكر عام 1974 عشية الحرب الاهلية في لبنان .. أما حزب الله أو ما يُعرف بالمقاومة الاسلامية في لبنان فقد تأسس عام 1982 وتلقى الدعم العسكري المُبكر من الدولة السورية الذي تحول بعد حرب تموز عام 2006 الى دعم رئيسي من الجمهورية الاسلامية في إيران .. ولكن شعبية حزب الله بدأت للاسف بالتراجع بعد سنوات من حرب تموز ولاسيما على المستوى الشعبي في سوريا ولبنان وذلك لاسباب مذهبية بعد دخوله في مقاومة الجماعات الاسلامية والتكفيرية المُتطرفة بالاشتراك مع الجيش العربي السوري منذ عام 2013 ... ولكن هذا التراجع في شعبية الحزب ظهر للاسف بوضوح أكبر منذ انخراطه بشكلٍ مذهبي كامل في الولاء للجمهورية الاسلامية وولاية الفقيه في ايران ... وقد نشطت في لبنان أيضاً مايُعرف بقوات الفجر التابعة للجماعة الاسلامية والاخوان المسلمين في لبنان ولكن لم يكن لها تأثير يُذكر على الساحة العربية واللبنانية .... ومن المهم على الصعيد اللبناني الاشارة الى ما يُعرف بجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي التي تشكلت في لبنان منذ حصار بيروت عام 1982, حيث تمكنت هذه الجبهة من تكبيد جنود العدو الصهيوني ما يزيد عن 300 قتيل خلال سنوات المقاومة سواء في حصار بيروت أو في الجنوب ودفعت في ذلك العديد من الشهداء . وهو إنجاز لم تتمكن حتى المقاومة الاسلامية في لبنان من تحقيقه ... ولكن المحزن في هذا الاطار أن الاعلام العربي والرجعي عموماً وكذلك بعض قنوات الاعلام المُقاوم في المنطقة كرست أنجازات المقاومة فقط لصالح حزب الله والمقاومة الاسلامية وذلك في تعتيم واضح وشامل ومقصود على دور جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية .
خامساً : رغم الدور الغربي والخليجي والرجعي العربي المُتآمر على سوريا والمنطقة عموماً , فقد ساهمت روسيا التي انخرطت عسكرياً في سوريا أواخر عام 2015 , ثم قامت بعد ذلك بالتواطؤ مع تركيا وايران في تقاسم المصالح والهيمنة على سوريا فيما بينها من خلال المُؤتمرات العديدة الي تمت بين رؤسائها في اسلوب مُهين لسوريا وغياب كامل لاي مُمثل عن الدولة السورية . حيث تمكنت تركيا بقيادة الاخواني المجرم أردوغان من ابتلاع محافظة ادلب ومدينة عفرين بعد قتل وتهجير عشرات الالوف من سكانها .. كما سيطرت على العديد من المدن الاخرى ومنها تل أبيض ورأس العين والباب وأعزاز ودابق وجرابلس وجنديرس وغيرها من عشرات القرى والبلدات التي تزيد عن المئة .. هذا بينما سيطرت روسيا على الساحل السوري بالاضافة لحصولها على قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية وقاعدة بحرية للاسطول الروسي في طرطوس .. أما إيران والعناصر المُسلحة التابعة لها فقد سيطرت على ما تبقى من الاراضي السورية من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب بما يشمل البادية السورية ... هذا في الوقت الذي كانت تتقاعس فيه روسيا وإيران وهم الحلفاء " المخلصون " لسوريا في الاشتراك مع الدولة السورية في حماية الاجواء والاراضي السورية من عشرات الاعتداءات الاسرائيلية الاسبوعية أو حتى الشبه يومية .
سادساً : من المهم للغاية أن نعلم أن الدعم الغربي بالتعاون مع الرجعية العربية والاقليمية لحركة الاخوان المسلمين وهي النواة الاولى لانتشار جميع الحركات والتنظيمات الاسلامية في المنطقة قد بدأ على نحوٍ مُبكر منذ خمسينات القرن الماضي . وكان يهدف هذا الدعم الى استغلال الدين الاسلامي في محاربة الاحزاب الشيوعية والاشتراكية والقومية وضرب حركة التحرر الوطني في المنطقة .. وكان لمنظومة حلف بغداد في الخمسينات التي تشكلت من ايران والعراق وتركيا والباكستان دوراً كبيراً ليس فقط في دعم واحتضان وتمويل الحركة الاخوانية الاسلامية في المشرق العربي في مواجهة المد القومي والاشتراكي "" المُلحد "" , بل أيضاً في تشكيل طوق جغرافي حول الاتحاد السوفياتي من دول حلف بغداد .
سابعاً : لعبت تجارة الاسلحة بأرباحها الخيالية وبمختلف انواعها الخفيفة والاستراتجية والثقيلة دوراً في غاية الاهمية في انتشار الحروب والصراعات وازدياد الفوضى الامنية والدمار والخراب في معظم دول المنطقة .. وفي ما تجني الدول المُصدرة للسلاح وتجار الاسلحة الكبار في العالم أرباحاً خيالية من خلال الحروب المدمرة والقلاقل واستمرار الصراعات .. تُعاني معظم دول العالم الثالث ولا سيما في العالم العربي من الفقر والجوع والغلاء الفاحش والامراض والتشرد والحرمان من ابسط الخدمات الصحية والانسانية الاساسية ... هذا فيما تستمر الدول المصدرة للسلاح وتجارة الاسلحة الكبرى في العالم ولا سيما في العالم العربي والشرق الاوسط في التآمر وتصعيد الصراعات والتوتر ات والحروب لتصريف ترسانتها العسكرية من الاسلحة وجني المزيد من الارباح من قبل القوى التي تُسيطر على القرار السياسي وتعمل على التآمر ونشر ثقافة الصراعات والتوتر للسيطرة على مقدرات وثروات الشعوب... وبينما تتصد الولايات المُتحدة وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا قائمة الدول العظمى المُصنعة والمُوردة للسلاح في العالم نلاحظ كيف غيرت الحرب الاوكرانية بعد الغزو الروسي ومن بعدها حرب غزة خارطة التوترات العالمية ولا سيما في أوروبا والشرق الاوسط .
ثامناً : عانت العديد من دول المنطقة وما تزال بسبب الحروب والدمار والصراعات الداخلية والتدخلات الاقليمية والدولية من تراجع وتدهور خطير على الصعيد الاقتصادي والصناعي والزراعي وحتى السياحي بما يشمل معظم بلدان المشرق العربي ومغربه باستثناء بعض الدول الخليجية والتي ازدهرت فيها على نحو هائل صناعة الفنادق الفخمة وشركات الطيران الكبرى والسياحة الترفيهية والرياضية بكل أشكالها ولا سيما في دبي والامارات ومدينة الدوحة في قطر , مع دخول السعودية مُؤخراً بقوة في ميدان المنافسة مع قطر والامارات في هذه المجالات .. وهذه الدول الخليجية هي نفسها ويا للمفارقة التي تنافست وأنفقت الاموال الخيالية لتدمير وتمزيق وإفقار سوريا والعراق ولبنان وليبيا وتونس والسودان بالاشتراك مع مختلف فصائل الاسلام السياسي الاخواني والتكفيري بينما تولت روسيا وتحالف الغرب بقيادة الولايات المُتحدة مهمات التدخل والتآمر أما التسليح المُباشر لمُختلف الفصائل الاسلامية المسلحة على اختلاف ولاءاتها وانتماءاتها فهي من اختصاص الدول المُتواطئة سواء الخليجية منها أو الاقليمية الكبرى كتركيا وإيران .
وبالعودة للسؤال المطروح اعلاه يُمكننا القول أن مستقبل المنطقة لا يبعث مطلقاً على التفاؤل في ظل المعطيات الكارثية الثابتة والضياع الذي تُعاني منه شعوب المنطقة في ظل الحروب الاجرامية المُتواصلة على شعوب المنطقة سواء في فلسطين وقطاع غزة أو في سوريا ولبنان وليبيا والسودان . هذا بالاضافة الى انتشار وتداخل السياسة بالدين والتمزق المذهبي والطائفي على نطاق واسع في ظل انتشار الاحزاب والانظمة الاسلامية والكيانات الاسلامية المُسلحة وتأثير ذلك الكارثي على شعوب المنطقة وإضعافها وتمزيق تماسكها الاجتماعي لا سيما مع ضعف وتلاشي الاحزاب والانظمة العلمانية والديمقراطية في المنطقة على نطاق واسع .. وبالتالي يُمكننا القول أن المنطقة ولا سيما في العراق وبلاد الشام لن تشهد للاسف أي تغيير ملحوظ سوى تفاقم الاوضاع الكارثية باستمرار نحو الاسوأ .. وربما نشهد في المستقبل أوضاعاً أسوأ مما نشهده حالياً سواء في فلسطين وسوريا والعراق واليمن ولبنان أو في مصر وليبيا والسودان وربما حتى في تونس والجزائر والمغرب .... وعلينا أن نعلم أيضاً أن الاستعصاء الاجرامي القائم حالياً في غزة بين" قيادة " حماس الاخوانية (المرتمية ويا للمفارقة بأحضان تركيا وقطر وحتى إيران) وبين اليمين الصهيوني الديني المُتطرف بقيادة السفاح نتنياهو هو استعصاء مُتوقع من كلا الطرفين ... وهنا علينا أن نعلم أيضاً أن اليمين الصهيوني المُتطرف بقيادة نتنياهو ساهم بدوره خلال العقدين الاخيرين على نحوٍ غير مُباشر بتسليح حماس وإثراء قياداتها من خلال الاموال الهائلة التي ارسلتها قطر الى حماس وقطاع غزة عن طريق الوسيط الاسرائيلي باعتبار حماس هي المسؤولة عن إدارة القطاع بما في ذلك السنوات التي سيطر فيها نتنياهو واليمن الديني المُتطرف على الحكومات الاسرائيلية .. والمُثير للسخرية هنا هو تعرض قطر لانتقادات واسعة سواء من المسؤولين أو حتى من وسائل الإعلام الإسرائيلية والأميركية بسبب إرسالها مساعدات بمئات الملايين من الدولارات إلى قطاع غزة الذي تحكمه وتُديره حركة حماس .. رغم أن ارسال الاموال القطرية لقيادة حماس من المُفترض أنها لمساعدة قطاع غزة .. ولكن تم ارسال هذه الاموال الهائلة بمباركة نتنياهو واليمين الصهيوني المُتطرف وربما تمت أيضاً بعلم الاستخبارات الامريكية والبريطانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجهز لنا أكلة أوزبكية المنتو الكذاب مع


.. غزة : هل تتوفر ضمانات الهدنة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. انهيار جبلي في منطقة رامبان في إقليم كشمير بالهند #سوشال_سكا


.. الصين تصعّد.. ميزانية عسكرية خيالية بوجه أميركا| #التاسعة




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الدفاع المدني بغزة: أكثر من 10 آلا