الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفارق الجذرى !

حسن مدبولى

2024 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


هناك فارق شاسع بين تقييم زعماء سياسيين تاريخيين ، وبين نقد من يرون أنهم وحدهم الوكلاء الشرعيون لتلك الزعامات التى رحلت إلى السماء،
وطبيعى أن يرى البعض سلبيات أو إيجابيات لهذا الزعيم أو ذاك، فكل سياسى مصرى خطاء على وجه العموم ، و بعضهم إجتهدوا فأخطئوا أو أصابوا ، وبعضهم إرتكبوا جرائم، كما أن هناك إنجازات متعددة لبعضهم مر عليها التاريخ بعلامات إيجابية ،
وفى السياسة والتاريخ لا شيئ مقدس، ورؤيتك أنت مالكها ومسئول عنها، ولو نحينا الثارات التاريخية والعداءات الشخصية ، سنكتشف أن جمال عبد الناصر كان زعيما من الزعماء المجتهدين، صحيح أن له أخطائه المتعددة، لكنه يمتلك أيضا العديد من الإيجابيات التى دفعت مفكرا إسلاميا مثل الأستاذ عادل حسين الذى قضى ثلاثة عشر عاما فى سجون عبد الناصر بتهمة الشيوعية يطلق على فترة حكمه بانها فترة استقلال القرار المصرى فى كتابه الشهير ( الإقتصاد المصرى من الإستقلال إلى التبعية)
لكن كما قلنا هناك فارق بين نقد جمال عبد الناصر ودوره السياسى ، وبين مواجهة من يزعمون أنهم وكلائه على أرض مصر ، فالعديد من هؤلاء لا يحسبون على الرجل، ولا يمثلونه ،رغم إدعاءاتهم ومزاعمهم وقمصان الرجل التى يرفعونها عاليا فى كل مناسبة،
وأنا أزعم أنه لو كان هذا الرجل حيا لتبرأ من معظم هؤلاء الذين يمارسون دور الكهنوت السياسى بإسمه فى الوقت الراهن ،
فهل نتصور مثلا أن جمال عبد الناصر لو كان على قيد الحياة، كان سيوافق على إعتبار تيران وصنافير جزر سعودية؟
وهل يعقل ان الرجل الذى أفنى عمره من اجل العمال والفلاحين،كان سيرضى عمن يعملون فى حقل السياسة والمحاماة بإسمه، ثم يساندون رجال الأعمال فى حروبهم ضد العمال !؟ كما فعل أحدهم عندما ذهب ليدافع عن أحد رجال الاعمال الذين اشتروا بعض شركات القطاع العام، ووقف ضد مطالبة بعض العمال باعادة تلك الشركات الى الملكية العامة،حيث دافع ذلك الرمز الناصرى عن حق رجال الاعمال فى الاحتفاظ بتلك الشركات الذين إشتروها بأثمان بخسة وفساد أكيد، وأيد حقهم فى تشريد العمال وطردهم،وهو الموقف الذى جعل بعض العمال فى أحد تلك الشركات يعتدون عليه بالضرب المبرح باعتباره خائن لحقوق العمال الغلابة !؟؟
وهل كان عبد الناصر سيتقبل فكرة نزول بعض الأقطاب على القوائم الإنتخابية لأحزاب رجال الأعمال الذين هبطوا الى عالم السياسة على جثث شهداء ثورة 25 يناير !؟
وهل كان ناصر سيتقبل فكرة تحالف إبن كاتبه الصحفى الأشهر مع نجل مبارك فى شراكة رأسمالية سلطوية شهدت اتهامات بتجاوزات متعددة فى احدى شركات الاوراق المالية؟؟؟
بالتأكيد هو كان سيرفض ويتبرأ من كل تلك المواقف العرة الغير مسئولة، بل وحتى ابنته التى زعمت انها وجدت مستندات تفيد بسعودية الجزر، فى ظنى إنه كان سيحيلها للمحاكمة أو هكذا أزعم ،
بل اتصور أن إتهامات بالخيانة العظمى كانت ستطال ناصريين آخرين أحدهما قدم النصح لدولة أجنبية بتقديم شكوى ضد مصر لإستعادة جزيرتى تيران وصنافير ، والآخر أصدر كتابا شهيرا لإثبات سعودية الجزيرتين؟
كما أن الرجل إستشهد وهو يناضل من أجل إيقاف المذابح التى كان يرتكبها النظام الأردنى ضد الفلسطينيين، وكان يساند المقاومة الفلسطينية بكل إتجاهاتها، فهل كان سيقبل ترهات وأكاذيب بعض هؤلاء المدعين ووصفهم لحماس بأنها منظمة إرهابية !؟ بالطبع لا ، بل كان سيسارع بتقديم كل الدعم والحماية لغزة سواء للمدنيين أو للمقاومين، او هكذا نرى،
فإن أردت أن تقيم الرجل بحياد ، فإبتعد عن ممارسات بعض الذين يزعمون أنهم متحدثون بإسم مرحلته السياسية ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح