الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ردة التكنولوجيا لاستحمار البشر

عبدالقادربشيربيرداود

2024 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


التكنولوجيا هي أي شيء جرى اختراعه بتقنية علمية، فهي إذًا مجرد أشياء بالنسبة لنا كبشر؛ وبرغم ذلك عندما يطلب منا تحديد اسم تكنولوجيا تغير لنا العالم، نلجأ من دون وعي مسبق إلى ذكر شيء حديث؛ مثل (الذكاء الاصطناعي) أو (الهواتف الذكية) أو (الشبكة العنكبوتية/ الإنترنت).
وإذا أردنا أن نفهم التكنولوجيا أكثر اليوم وبشكل أفضل، وكيف أصبحت امتدادًا لعقولنا، فمن الخطأ أن نجعل أنفسنا مجرد مستهلكين مهتمين بشراء أفضل التقنيات مع مجموعة من المميزات؛ تساعدنا في حل مشكلاتنا. ولا ننكر أن التكنولوجيا تشاركنا سياساتنا، علاقاتنا الشخصية، تعلم أطفالنا ومستقبل كوكبنا، أي أنها تدخل في نطاق الأنشطة البشرية بشكل كامل. ولكن لا ننسى أن تلك الأنشطة التقنية ترتبط بجانب كبير من قدراتنا العقلية، أو المعرفية التي ترتبط بالعالم الذي صنعه الإنسان.
الأمثلة كثيرة؛ منها إذا أردنا تركيب كاميرات مراقبة والتحكم في المناخ، استعمال الذكاء الاصطناعي لمراقبة الأطفال في غرفهم من خلال تقنية التعرف على الوجه، وغيرها أكثر. أرى أننا بحاجة إلى مفاوضات واعية مع التكنولوجيا التي تحيط بنا، ومناقشة ما نريده من العالم الذي هو من صنع البشر بامتياز ولماذا نريده باضطراد؟ مستخدمين وبجدية لغة القيم والمشاعر والأخلاق عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا.
تبين من ذلك أنني أفضل المشاركة في تواصل حقيقي أكثر من الاعتماد على الكمبيوتر في التواصل الاجتماعي، وإذا مثَلتُ أمام محكمة في دعوى قضائية أرفض أن تصدر الخوارزمية حكمًا علي حتى لو كانت عادلة. والسبب بكل بساطة أن هناك شيئًا ما يتعلق بالتضامن الإنساني في المجتمع؛ لا سيما عندما يتعلق الأمر بالحكم على أشخاص آخرين. كما أفضّل إقامة علاقة حية في بيئة العمل مع زملاء لي من البشر.
من هذا المنطلق لا بد لنا أن نعترف بأن التكنولوجيا تطورت معنا، لكنها ليست حية، ولا تملك عقلًا كي تخدعنا في تمييز المشاعر، فمن الخطر أنسنة التكنولوجيا والتعامل معها كأنها بشر؛ فنسقط شخصيات ونوايا وأفكار على الذكاء الاصطناعي، فنقع في خطر داهم لأنه ليس سوى وسيلة تقنية عالية الدقه فحسب، ولا يملك أي شيء يشبه الحس البشري، وتزداد الخطورة أكثر عند الاعتقاد كما لو أن هذه التكنولوجيا تفعل ذلك، لأن هذه التقنيات الفائقة الدقة لا تملك رؤية شاملة مترابطة في حسم الأمور.
ردة التكنولوجيا لاستحمارنا بحسب قناعتي إن لم أخطأ؛ هي وجود شركات عملاقة تقف وراء هذه التقنيات الضخمة، شركات لديها أجنداتها الخاصة وطرق ربحها الخاصة، أضف إلى ذلك قضاياها الخاصة المتعلقة بالخصوصية. وإلا لا يختلف اثنان على خطورة أنسنة التكنولوجيا لأنها تعطل بعمد شيئًا مهمًا، وهي الحوارات الهادفة إلى معرفة طبيعة هذه الأنظمة، وما يمكن أن تفعله بنا ويزداد سقف الخطورة أكثر كونها تقودنا إلى التفكير في أنفسنا ومعاملتنا كما لو كنا آلات؛ وفي حقيقة الأمر ما نحن إلا مخلوقات عاطفية لها عقول واعية وأجسام تتأثر بشدة مع بيئتها المادية وبصحتها الجسمانية وبرفاهيتها.
الدرس الأهم مما تقدم هو لا ينبغي لنا أن ننظر إلى كفاءة التكنولوجيا كنموذج دال على ازدهار البشر وتقدمه، لأننا كبشر لا نريد الارتقاء بأنفسنا عن طريق مكونات مثالية في إطار نظام أوسع قائم على دراسة النتائج والعواقب ... وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح