الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الادب المصري القديم ١٣

بهاء الدين الصالحي

2024 / 4 / 10
الادب والفن


الادب المصري القديم
الأدب نوع من الهوية وبالتالي يتم تحديد الإطار المرجعي الذي يتم القياس عليه ،ولما كان الحسم للهوية العربية مع قوة الستينييات جاء التجسيد للشعر الجاهلي كمرجعية اساسية للغة خاصة مع ضياع استقلال مصر لصالح الخلافة خاصة مع وقهر الدواوين علي استعمال اللغة العربية علي يد المأمون عندما زار مصر وسعي للذهب في الاهرامات ليعكس درجة تقديره للتاريخ المصري في مفهوم السبايا والغنائم ، ولما خفت يد الحلافة عن مصر في بداية العصر الفاطمي والايوبي بدأت الفنون المصرية المعبرة عن الشعب المصري فظهرت الموشحات والأزجال وذلك بحكم كون الحكام ليسوا عربا وبالتالي فقدت الثقافة التقليدية التي ترتبت ابواب الخلفاء عنصرا هاما وهو نفاق القوة التي لم تعد تهتم بالثقافة بل بالقوة العسكرية تأسيسا علي أن الخلافة الإسلامية علي الرغم من بريق فقهائها الا انها كانت أقطاع عسكري حقيقي يتم تخفيفه من خلال البعد الاجتماعي للممارسات الاقتصادية مثل الزكاة والصدقة .
ولكننا هنا بصدد الادب المصري القديم والذي جاء الاهتمام به علي مستويان تاريخيان وهما اكتشاف شامبليون لقواعد اللغة المصرية القديمة ،وكذلك ظهور مفهوم الأمة المصرية كتوجه اجتماعي ذي ثقل سياسي مع خطوات سعد زغلول كحلقة نهائية في سلسلة عطاءات قادها أحمد عرابي وكذلك مصطفي كامل ،ومن هنا كان لزاما ان نبحث عن دعم تلك الفكرة لغويا من خلال الاعتداد باللغة المصرية كما ينطقها المصريون والبحث عن مدي تجاوزها اوتوافقها مع اللغة الكلاسيكية التي تعبر عن النزعة الرسمية حيث توجه عربي بحكم عدد من الابنية القائمة وكذلك سعي المخطط الانجليزي لطمر الجذور المصرية بحكم ان الأمة المصرية هي رأس السهم في اثراء اي مشروع عربي .
وذلك تأسيسا علي ان اللغة العربية هي الاسلام واذا سقطت سقط الاسلام والمردود عليه ان مسلمي فارس وتركيا لا يتحدثون العربية فهل ينقض ذلك اسلامهم .ناهيك عن تأصيل اللغة المصرية وجهود علماء كثر في هذه المسألة ،الا اننا نرصد ابداعات توفيق الحكيم ونجيب محفوظ في ابداعاتهم القصصية ،وتواءم ذلك تاريخيا مع اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون وكذلك بداية ظهور التشريعات التي تمنع تهريب الاثار المصرية وتقليل سيطرة المغامرين الاوربيين علي حركة الكشف الاثري ، وذلك يعني عدة اعتبارات عقلية ومجتمعية، فصار الأثر مكملا لفكرة الأمة المصرية حيث يصبح معادلا لتاريخية هذه الأمة وهو نوع من التحرر من الفكرة السلفية القديمة ان المصريون القدماء جميعهم فرعون وأنهم كفار وان من يدافع عنهم كافر وان ما تركوه مساخيط وهي كلمة تحمل عدة مدلولات :
اولها انهم سخط الله عليهم فحولهم لأحجار وهي حالة محكومة بفكرة تحريم التماثيل لأنها ستعيد الناس لعهد ماقبل الاسلام وهو نوع من الطعن في قوة هذا الدين علي عظمته.
ثانيهما :غياب البعد العلمي وكذلك نوعا من العجز امام سلطة البيئة والجغرافيا حيث جاءت القدرة علي تشكيل الحجر وبناء المعابد نوعا من حفظ نمط الحياة كنوع من التوثيق، ولكن نوعا من الخبل ان نطالب واقعا تم تنميطه تحت ثقل عقدي بأن يفكر في الحق في الاختلاف حق مقدس بقداسة الحياة ذاتها .
اما عن المواصفات القياسية للأدب المصري القديم ومدي مطابقته للمقاييس الحالية فذلك له عودة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد


.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد




.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد


.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا




.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس