الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤقت و الدائم

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 4 / 10
القضية الفلسطينية


من المعلوم أن نسبة اللاجئين في قطاع غزة على السكان الأصليين هي الأعلى وأن غالبيتهم نزحوا عن بلداتهم في جنوب فلسطين كبئر السبع و عسقلان و اشدود ، و بالتالي هم ينتظرون في مخيمات مؤقتة ، تحت رعاية الأمم المتحدة ، بواسطة و كالة غوث و تشغيل لاجئي فلسطين ، المؤقتة . نجم عنه أن الفلسطينيين كانوا نظريا ، أمام ثلاثة احتمالات :
1ـ أن يجد المجتمع الدولي وسيلة تمكنهم من العودة إلى منازلهم و أرضهم . هذا لم يحدث ، حيث اتضح مرة بعد مرة منذ سنة 1948 ، أن هذا المجتمع تحت قبضة الولايات المتحدة الأميركية و أنه أداة طيعة لخدمة مصالحها ، و أن دولة إسرائيل هي في الواقع امتداد للولايات المتحدة الأميركية في المشرق العربي . ليس من حاجة بعد الكارثة الإنسانية التي وقعت في قطاع غزة ، لأدلة و براهين ، على أن إسرائيل هي مكون عضوي من تحالف الدول الغربية في إطار الحلف الأطلسي . حيث أنه صار بيِّنا أن هذا الأخير يتصرف كما لو ان بلدان المشرق العربي حديقة من حدائقه الخلفية و أن سكانها لا يساوي الفرد منهم ثمن الرصاصة التي قتلت محمد الدرة في قطاع غزة و القنبلة الحارقة التي أسقطتها قاذفة أميركية على ملجأ العامرية في بغداد فقتلت حرقا عدة مئات من العراقيين .
مجمل القول أن الحرب التي أعلنتها إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 ،على قطاع غزة ، بمعاونة الدول الأوروبية و الولايات المتحدة الأميركية ، هي استئصالية كونها تهدف لمحو " قضية اللاجئين" و لإلغاء "وجود الفلسطينيين " . هذا ما يوحي استخدام نعت هؤلاء " بالحيوانات الآدمية " و تراجع الولايات المتحدة الأميركية و دول أوروبية عن تسديد مساهماتها في ميزانية الأنروا بطلب من إسرائيل .
2ـ أن تجبر "الدول العربية " إسرائيل على العمل من أجل تسوية مع الفلسطينيين ، تأسيسا على أن هذه التسوية ،تعني لو تحققت ،" توطين " الإسرائيليين في المشرق العربي و تخليهم عن المشروع الاستعماري الغربي الذي ألمحنا إليه أعلاه ، الذي يمكننا أن نتخيل أبعاده و تداعياته من خلال الحروب و الثورات التمهيدية في الجزائر و العراق و تونس و ليبيا وسورية و مصر و السودان ، و قبلها الكلام عن إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط .
لا يتسع المجال هنا للدخول في تفاصيل ما ظهر من معلومات عن الحروب التي بادر إليها الإسرائيليون ، في 1956 و 1967 و 1973 ، ضد النظام العربي ، بهدف تطويعه في البلدان العربية و إخضاعه لإرادة التحالف الغربي . نجم عنه أنه حصل عكس ما كان يجب أن يحصل ، فلم يقبل الإسرائيليون ، التوطين و الاندماج ، كما كان سكان البلدان العربية اليهود تاريخيا ، و إنما صار نظام الحكم العربي و كيلا للتحالف الغربي .
3ـ و كان هناك بالطبع ،طريق ثالث تمثلت في مقاومة الاحتلال انطلاقا من ضرورة أن يأخذ الفلسطينيون زمام أمورهم بأنفسهم حفاظا على الوجود . يمكننا أن نقول في هذا الصدد أن الفلسطينيين قاوموا و لا يزالون يقدمون أغلى الأثمان طلبا للحرية و للسيادة الوطنية . و لكن لا مفر من التسليم بأن موضوع المقاومة معقد و ذو تفاصيل عديدة ، كأية مقاومة ضد استعمار استيطاني استئصالي متعال ،لا يحترم شِرعة أو قانون . ينبني عليه أن الغوص فيه بتطلب جهدا كبيرا ووقتا طويلا . لذا نكتفي بالإشارة إلى ، أن الفلسطينيين لم يشذوا عن القاعدة كغيرهم من الشعوب تحت وطأة المستعمر ، فلقد ظهر في صفوفهم ثلاثة تيارات ، تيار انقاد لنظام الحكم العربي و أنضم إلى جوقته ، و تيار يائس فضل مداهنة المستعمر ، و ثالث و هو الغالب أختار مسار النضال ضد الاحتلال كلما و جد إلى ذلك سبيلا ، و لا يخفي في هذا الصدد أنه اعترضت هذا المسار تعاريج تكاثرت توازيا مع تنامي ميول نظام الحكم العربي إلى الاستسلام و التواطؤ مع المحتلين .
نصل بعد هذه المداورة في الذهن إلى خلاصة ازدادت وضوحا من خلال حرب التطهير العرقي و التدمير الشامل في قطاع غزة ، فلا يعتريها غموض أو شبهة .،مفادها أن الأوضاع في قطاع غزة كانت صعبة للغاية ، حيث قيل أن الناس يعيشون فيه تحت نظام الغيتو ، و أنه أكبر سجن في العالم ، أو زريبة . الغريب في الأمر أن دول الغرب الأوروبي و الولايات المتحدة الأميركية ، أنكروا حق الناس في مقاومة إسرائيل التي تفرض عليهم العيش تحت هذه الشروط بالرغم من معرفتها . و لم يقتصر موقفها على الإنكار و أنما و قفت إلى جانب المستعمرين ، فأمدتهم بالسلاح و قاتلت معهم . دليلا على ان الفلسطينيين يقاومون تحالفا دوليا يضم إسرائيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-