الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوارزمي

إكرام فكري

2024 / 4 / 11
كتابات ساخرة


في صباح ذلك اليوم ... كل ملابسي رتبت ، و وضعت في حقائب كبيرة ثم أحكم إغلاقها ...
كان علي أن ألتحق بثانوية الخوارزمي ، و أقطن داخليتها ... كان يدرك جيدا أنني كنت متحمسة على فراق بلدتي ، حيث تقوم المدينة القروية ، المرمية المهمشة...
الطاكسي يسرع ، يخترق مباني ، طرقات و منحدرات ، و أنا غارقة في الصمت ... الحزن و الكآبة يغلفان القلب الجريح ، لأول مرة أفارق الحضن الكبير ، طوال ما مدى كانت تصحبني أمي عند خالي في " ابن سليمان " ، فلا أحس بغربة أو ضيم ، لأن حضن أمي يتيح لي إمكانية الحياة و الشعور بلذتها ، من عمق الصمت ، انتشلني منظر كازا ، صراخ ، ضوضاء ، زحام و أناس تجري ، كل شيء فيها كان يؤجج داخلي نيرانا من العنف ، و يثير مخاوف مبهمة في النفس ، أمام مكتب الحارس العام وضعت الحقائب ، بضمة ، بعناق ، فارقتني أمي ...
حارس الداخلية العام ، كان رجلا عجوز ، ضخم الجثة ، يطل من فوق النظارات ، و تلوح من عينيه نظرات مفترسة ، لوقت ظل يخطب علينا قانون الداخلية ، الذي لن نبالي به ...
و جبات الأكل كانت رديئة ، يحتاجني خمول بسبب الصودا ...عشاء الاربعاء كان يثير في نوعا خاصا من الدوار ...حين أخبرت بعض الصديقات القدامى في الداخلية ، أشرن عليا باحتياط الاكل ، و ألا أتناول كل ما يقدم هنا ، و عن أشياء كثيرة من قبيل الفتاة التي انتحرت السنة الماضية ..
صعوبة في النوم ، ضوضاء غير مفهومة ، صراخ ، عراك ، ضحك ، بكاء و " أغنية أنا لقيت الطبطبة 20 مرة في اليوم " ، أمضيت الليلة الاولى أحلم و ألعن ، عقدة الذنب بسبب اللهاث خلف المستحيل ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاكرين القصيدة دى من فيلم عسكر في المعسكر؟ سليمان عيد حكال


.. حديث السوشال | 1.6 مليون شخص.. مادونا تحيي أضخم حفل في مسيرت




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص