الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-عبثوا- بالشعب وبالبلاد: وصارت الأعياد سجم رماد!!!

محمد الصادق

2024 / 4 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


"
عيد ثالث يمر علينا
ولا نحس بطعم العيد..
تفاجأنا بأن الصلاة
في وقت مبكر جدا!!
السادسة واربعين دقيقة!!!
في حِلتنا ب "امتربان"
كنا نصلي في التاسعة
فرق كبير!!
جهجهة وارتباك شديد
منذ الصباح الباكر
الإستحمام يحتاج
لتحضيرات كثيرة جدا!!
ولذلك ضحينا بشرب الشاي
اهم المظاهر الأولي للعيد
التي تعودنا عليها
هو شرب الشاي
ببسكويت وكعك العيد
خرجنا دون ان نشرب الشاي
الجزء الاول من خطبة العيد
كان كلاما محفوظا:
"الله اكبر .. الله اكبر .. الله اكبر..
الله اكبر ما خرج المسلمون
من صومهم وهم فرحون ...الخ"

في الجزء الثاني تكلم عن الحرب
شعرنا بالحزن عند الحديث
عن الدمار الهائل
الذي لحق بالمؤسسات
الصحية و التعليمية..
حمّل الإمام مسؤولية ما حدث
وما يحدث للسياسيين..
ووصف كل الأحزاب بأنها
قد فشلت فشلا ذريعا.
تذكرت كلام الفريق اول ركن طيار صلاح عبد الخالق عضو المجلس العسكري حينما قال
ان السياسيين هم من يأتوا
فيأكلوا رأس العسكر
فتحدث الإنقلابات!!!!
ههههه... ههههه ... ههههه.

اين نذهب بعد الصلاة؟؟!!
لا عودة لما قبل صلاة العيد!!
لم يكن هنالك "نقطة رجوع"
او "رصيف ثابت"
فالجميع تفرقوا
ساقتنا ارجلنا الي السوق!
"شر البقاع عند الله"!!
السوق فتح ابوابه بنسبة ١٠%
لكن حضور بائعات الشاي
كان بنسبة ٣٠% تقريبا..
ادهشنا جدا هذا الأمر!!
ولكن كان هذا من حسن حظنا
اتفقنا علي ان بائعة الشاي
نعمة ونقمة!!
فهي "بديلة" ممتازة
لِ ست البيت.
وهي طبعا
ملاذ كل لاجىء.

خير البقاع عند الله-بالمناسبة..
.. طبعا المساجد
وربما لهذا المساجد اصبحت
محاطة بقيود كثيرة!!
بعكس ما كان عليه في الماضي
تذكرت حينما ذهبنا مرة الي المسجد الساعة ١١:٣٠ بحسن نية
وقلنا "ننتظر الصلاة" في المسجد !!
لم تفتح البوابة الخارجية
الا عند ١١:٤٥
ثم انتظرنا عند البوابة الداخلية.
لم تفتح ..
بقينا حتي الساعة ١٢:١٢
عندما سمعنا جامع آخر قريب
يؤذن للصلاة فذهبنا اليه!!

اخر احترام..
وموية باردة..
وبخور..
وحلوي وكعك
عند بائعة الشاي
وهي قد جاءت اليوم
ب "ملابس العيد"
وكانت تبدو
كالعروس الجديدة!!
كان لديها زبائن كثيرون
جاؤوا قبلنا.
رغم ان الساعة كانت ٨:٢٥ ص
الزبائن كانوا "لحم راس"
نحن من الجنوب
وهناك من الغرب والشرق،
وست الشاي من الشمال
كأننا في موقف جاكسون!!
تباً لكم ايها الساسة
فلا وجود للقبلية في مجتمعنا.. السياسيون هم من يعزفون علي وترها للمحافظة علي مصالحهم.
حديث الامام كان صحيحا بنسبة كبيرة.

لا حظت ان الناس
بعد شرب الشاي
يتركون الفلوس علي الصينية ويذهبوا
حقيقة لم اشاهد هذا في الخرطوم!!
لاحظت ايضا ان كل الأطفال تقريبا المميزين وغير المميزين يستخدمون العاب النار،
ويحملون مسدسات اللعب
واعواد الثقاب.
بعض اصوات اطلاق النار
عالية نسبيا.
المهم..
المكيفات (الشاي والقهوة)
كان لها طعم مختلف بالطبع.
تلاحظ ذلك من وجوه الناس،
فكما قال الشاعر:

رمضان ولّي هاتها يا ساقي
مشتاقة تسعي الي مشتاقِ

٩:٢٠ بالضبط..
الصيدلية فتحت.
صيدلية عادية!!
حاجة غريبة ايضا!!
لكن للاسف كانت هناك ازمة خبز.
ادركنا من حركة الناس
ان هناك مخبز قريب يعمل.

مضي الوقت شيئا فشيئا
هاهي الشمس
تبدأ في الميل الي الغروب
العيد انتهي تقريبا
مثله مثل كل الاعياد
لا اعاد الله
ايام الشتات هذه
ايام الشِدة والقلق.
لم يكن لدينا "نفْس"
لنرسل ونستقبل
التهاني والامنيات
لكن لا مشكلة
لم يكن العيد اصلا
الا مظاهر فقط
كنا نهتم كثيرا بالمظاهر
لكن ها نحن ندرك الآن
ان فقدانها لا يعني شيئا..
لا يفرق كثيرا.

انها تغيب الآن:
اتذكر في هذه اللحظات
ابيات خليل مطران:

يا للغُرُوبِ ومَا بِهِ مِنْ عَبْرَة
للِمُسْتَهَامِ وعِبْرَةٍ لِلرَّائي!

أوَليسَ نَزْعًا لِلنَّهَارِ، وصَرعَةً
لِلشَّمْسِ بين مآتمِ الأَضْوَاءِ

أوَليسَ طَمْسًا لِلْيَقِينِ، ومَبْعَثًا
للِشَّكِّ بين غلائلِ الظَّلْمَاءِ؟!

أوَليسَ مَحْوًا لِلْوُجُودِ إِلى مَدًى
وَإبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ؟!

حَتَّى يَكُونَ النُّورُ تَجْدِيدًا لَهَا
وَيَكونَ شِبْهَ الْبَعْثِ عَوْدُ ذُكَاءِ!
----
استغفر الله العظيم
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{إِنَّ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ إِذَا مَسَّهُمۡ طَـٰۤئِٕفࣱ مِّنَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ تَذَكَّرُوا۟ فَإِذَا هُم مُّبۡصِرُونَ}
___
لا نزال اقوياء
والمثل يقول:
ما لا يقتلك يقويك
ونحمد الله علي نعمائه
التي لا تحصي:
اللهم لا نحصي ثناءا عليك
انت كما اثنيت علي نفسك

اللهم ما كان بي من نعمة
او بأيّ أحد من خلقك
فمنك وحدك لا شريك لك
فلك الحمد
ولك الشكر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟