الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تِيْتْ إيغْنَانْ

عبد الله خطوري

2024 / 4 / 11
الادب والفن


وأنتَ وحدك بعيدا عنهم، لِمَ لَمْ تَبُحْ يا مَعتوهُ، لِمَ آلصَّمْتُ، لِمَ آلكلامُ غير آلمفيد، لِمَ آلتكتمُ، لِمَ اللغو، لم التصريحُ، لِمَ آلاستعارة، لِمَ آلمجاز غير آلمعقلن، لِمَ آلكناية، لِمَ آلتلويحُ، لِمَ آلإيماء، لِمَ آلتعريض، لِمَ آلتورية، لِمَ آلحَجْبُ، لِمَ آلكَشْفُ، لِمَ آلتغابي، لِمَ آلتغاضي، لِمَ الاستعباطُ، لِمَ آلعتهُ، لِمَ آلتعقلُ الزائدُ، لِمَ آلجهلُ، لِمَ آلمعرفةُ، لِـمَ الانتظار .. ماذا لو أنك أجَّلْتَ أكثر ممَّا فعلتَ، ماذا لو أنك عَجّلتَ أو آستبقت ما لا يسبق من أحداث .. تبا لحِضنكَ ما أقساه ما أعنفه، ما كان عليه أَنْ يُريَني ما لمْ أرَهُ، ما لَمْ أعِهِ، ما لَمْ أُدْرِكْ حُدوثَهُ، ما لمْ يَعِشْ وَعْيي وقوعه عيانا بيانا .. كان عليك أنْ لا تتدخل، أن تدعني يا معتوهُ وشأني لخطراتي تخطر بآعوجاج في دُناها بآنحراف بآنطماس للبصيرة بسِتِّينَ مُصيبة .. ما شأنك وعزلتي آلمختارة آلمنتقاة، ما دخلك .. أووف .. لتصرفك لديدنك الأهوج يطمس عَلَيَّ رُؤاي التي كادتْ أنْ تجلوَ .. أُفٍ لهذا العقل ما أغفلَه ( أَمْ تَامْزيتْ ) مثل صُرّة الأشياء الثمينة تغبر محتوياتُها النفيسة وقتَ الحاجة إليها، فإذا به جِراب خاوي الوفاض مهلهل متهدل عجينة جلد مجعَّدة مكمشة .. هذا ما كان .. مجرد عروة في عقدة في عقال غير متين، مجرد لفة ملفوفة ( أَشَمُّوسْ نْ وَالُو ) (١) شرويطة أهداب مكومة على بعضها لا معنى لها لا غاية لا فائدة .. مَا دَايا آيْ تَبْغيتْ ما دَامَّا آيْ تَحْليتْ واشْ هادشي للِّي بْغيتي شْبَعْتِي دَابَا .. ارتحتَ الآنَ .. يْعَجْباشْ الحالْ آيا مْخيب تِيْتْ إيغْنَانْ .. (٢) ...
في معزل عن آلأنام، وحدك فقط، يمكن أن تكون أنتَ أناك .. لا يمكن أن يعيش المرء مع أناس يُجْبَرُ على آلعيش معهم لا تجمعه بهم غير صُدف زمن ومكان آعتباطيين وقاسم بيولوجي فيزيائي مشترك بين مأكل ومشرب وكاربون فسو وجاذبية عواطف ملتبسة وضراط ضغط أجواء مدارية وشهيق زفير أحوال طقس مخدرة بأفيون سُكْرِ تَقَلُّبِ فصول عرجاء تاهت عن مدارها لا بوصلة لها .. اووه لك يا معوه .. كم أمقتُ تبعات إيكولوجيا الوهن المهيضة، هذه الكتلة المادية التي تجمع جموعنا ليل نهار .. نحن هنا لا خيار لدينا ومن البديهي والمفروض وأوجب الواجبات أن تسمعَ تُعيرَ آلانتباهَ تُجاملَ تُمارسَ سفهَ الإيتيكيت، يا بكيث، أن تداري بأسمج تجليات آلملاينة إنْ أنت أردت الاستمرار في العيش وإياهم، وإلا فاخلق أجواءك الخاصة يا معتوه عش وحدتك منعزلا متوحدا وذاتَك اضرب عُرض الخواء كل أوجب الواجبات، لكن .. إلى متى يمكنك دفع تكلفة العيش كذلك دون يصيبك مكروه سهام خبل جماعي يوجهها إلى قلبك أسخف القاذورات وجودا بجوارك في هذا الكم المهمَل اللعين .. تبا .. أكرههم، يا سبينوزا، كلهم ليس لأنهم أشرار كما زعم خلكَ هوبز، لكن ببساطة لأني هنا لأنهم هنا والسلام، ومفروض عليّ عليك أعيش تعيش بالقرب منهم أتنفس تتنفس ما يتنفسون أشاركهم تشاركهم تواتر الأيام والليالي .. هُووف .. يا له من عالم وقعنا في شركه تبا .. ههه .. إني إنك دون شك أهترف تهترف هذا الصباح .. لقد آستيقظَ عتهك مبكرا يحفِز نفسك عَلَّها تعيش لُحيظات سعيدة تجرب وصفتك آلعتيدة ستضع لبنات أولَى لرواية جديدة مجنونة حول هذا الكائن المسيخ المسمى .. إنساااان .. هههه.. تبا .. ما أحلا آلحياة ... مَا دَايا آيْ تَبْغيتْ ما دَامَّا آيْ تَحْليتْ .. ارتحتَ الآنَ .. يْعَجْباشْ الحالْ آيا مْخيب .. تِيْتْ إيغْنَانْ .. (٣)

☆ترجمات :
١_أَشَمُّوسْ نْ وَالُو : صرة فراغ

٢ / ٣ _ مَا دَايا آيْ تَبْغيتْ : أهذا ما كنتَ تروم ؟
_ما دَامَّا آيْ تَحْليتْ : أهذا كل جدواك ؟
_واشْ هادشي للِّي بْغيتي : أهذا ما كنتَ تروم ؟
_شْبَعْتِي دَابَا : هل آستوفيتَ الآن ؟
_يْعَجْباشْ الحالْ : أراقك آلمآل ؟
_آيا مْخيبْ تِيْتْ إيغْنَانْ : تبا لك أيها الخائب ..
_آغْنَانْ = المصيبة / إيغْنَانْ بتسكين الغين = المصائب .. جذرها (يوغْ) بمعنى : أصاب، يقول لسان آيت وراين الأمازيغي (يُوغِيثْ شا = أصابه شيء ما) و(يوغيث دي وزليف) = تلقى ضربة شجت رأسه.) .. في السياق أعلاه، جاء منطوق اللفظة حين ندعو على شيء بشر ما أو مصيبة، إذ يقول اللسان الورايني عادة : ( تِيْتْ إيغْنَانْ ) بمعنى :
( فلتصبك المصائب ) أو مثل ذلك ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7


.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح




.. عرض يضم الفنون الأدائية في قطر من الرقص بالسيف إلى المسرح ال


.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل




.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع