الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-محبة فنست - فيلم رسوم متحركة يحكي قصة فان كوخ من خلال لوحاته

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2024 / 4 / 11
الادب والفن


"محبة فنست " هو أول فيلم رسوم متحركة روائي طويل في العالم مصنوع بالكامل من لوحات مرسومة باليد . يهدف هذا الإنتاج إلى إعادة أعمال فان جوخ إلى الحياة بالإضافة إلى كشف حياته المعذبة ، مبدعوا الفيلم هم الشركة البولندية الحائزة على جائزة الأوسكار عام 2008 عن فيلم الرسوم المتحركة القصير ( بيتر والذئب ) ، ساهم في أخراج الفيلم المخرجة البولندية ( دوروتا كوبييلا) وبالأشتراك مع زوجها المخرج البريطاني هيو ويلشمان . على مدى سبع سنوات أعاد المخرجان إنشاء لوحات فنسنت فان كوخ ، ثم وظفوا 125 فنانا لرسم أكثر من 62450 إطارا لتعكس أسلوب الفنان . والنتيجة مشاهد وشخصيات مستوحاة من عدد من لوحات فان جوخ ، يتكشف الفيلم على غيوم زرقاء تحوم فوق قرية. تومض سماء الليل بنجوم مزركشة ؛ تغرق شمس صفراء فوق حقل بلون اليوسفي ؛ الحانة المعتمة مضاءة بحلقات من الضوء الذهبي والأخضر - وكلها مصنوعة بضربات فرشاة مزخرفة بشكل واضح .

يبدأ الفيلم بعد عام من الوفاة المفاجئة للفنان فان كوخ . على الرغم من أنه كان معروفا بأنه فنان معذب ، إلا أن الموت فاجأ العديد من أولئك الذين عرفوه. الإعلان الرسمي للوفاة هو أن فينسنت أطلق النار على نفسه ، لكن البعض غير مقتنع تماما بأن هذه هي الحقيقة الكاملة. أحد هؤلاء الأصدقاء هو ساعي البريد جوزيف رولين ( كريس أوداود ). الذي طور صداقة مع فنسنت من خلال تسليم رسائله العديدة . ولكن لديه رسالة أخيرة لم يتمكن من تسليمها له أبدا ، رسالة من الراحل فنسنت إلى شقيقه ثيو . يستعين ساعي البريد بابنه أرماند (دوغلاس بوث) لتسليم الرسالة إلى ثيو في باريس. أرماند متردد في تلقي الرسالة ، لأنه في الواقع لم يعجبه تأثير صداقة فنسنت بوالده على مكانتهم في المجتمع. لقد تعرضوا للسخرية والازدراء لكونهم أصدقاء للفنان المجنون الذي قطع أذنه وسلمها إلى عاهرة. ومع ذلك ، ينطلق أرماند لتنفيذ أوامر والده . في القرية الفرنسية ( أوفييرس سور أويسي ) يصادف أرماند كل شخص رسمه فان جوخ في الجزء الأخير من حياته. يلتقي بالدكتور غاشيت (جيروم فلين) وابنته مارغريت غاشيت (ساويرس رونان) ، وكذلك تاجر الطلاء بيري تانغي (جون سيشنز) ، ملاح (أيدان تيرنر) ونادل لطيف (إليانور توملينسون). كلهم يشاركون انطباعاتهم عن فنسنت .‏ سرعان ما بدأ يدرك أن القصة المحيطة بوفاة فينسنت مليئة بالأسئلة أكثر من الإجابات. سرعان ما يأخذ الفيلم منعطفا حكيما ، حيث يصبح أرماند مصمما على حل لغز نهاية فنسنت المفاجئة. عندما يبدأ في التحقيق في وفاة فينسنت ، يبدأ في اكتشاف المزيد عن حياة فنسنت .
الفيلم مشرق وملون ويشبه الأسلوب الفني الذي نعرفه عن فان كوخ : ضربات فرشاة سميكة ، صور معبرة ومنمقة. كما أنه يتحول إلى ذكريات الماضي بأسلوب مختلف تماما: أبيض وأسود ، أكثر واقعية. هذه المرئيات تحمل هذا الفيلم ولا تصبح قديمة أبدا. تشعر حقا بالانغماس في عالم فن فان جوخ.‏ لسوء الحظ ، لا يشعر الفيلم أبدا أنه يتعمق في عقل فنسنت الرجل كما كان يمكن أن يكون. نحصل على فكرة عما أدى إلى وفاته ، لكننا لا نفهم الرجل حقا ، أو ما الذي جعله فنانا رائعا. لماذا رسم؟ ما الذي ألهمه؟ ما الذي كان فينسنت يتوق لإنجازه بعمله؟ لقد حصلنا على اقتباس من فنسنت نفسه في نهاية الفيلم يسعى للإجابة على بعض الأسئلة ، لكن حبكة الفيلم تظل في الغالب على مستوى السطح .‏ هذا لا يعني أن "حب فنسنت" غير مثير للاهتمام . بينما يسعى أرماند لمعرفة ما حدث لفينسنت ، يلتقي بالعديد من الأشخاص الذين تفاعلوا معه في أسابيعه الأخيرة. تتميز كل من هذه التفاعلات بشخصيات مستوحاة من عمل فنسنت. وبالتالي ، وبعض هذه الشخصيات لا تنسى وخاصة أديلين رافو من إليانور توملينسون ، ابنة صاحب نزل ، وواحدة من آخر الأشخاص الذين إلتقوا فينسنت فان كوخ وهوعلى قيد الحياة .
كمصدر إلهام بصري أساسي ، جاء 125 رساما زيتيا محترفا من جميع أنحاء العالم إلى استوديوهات في بولندا واليونان لرسم ما يقرب من 65000 إطار تشكل هذا الفيلم يدويا ، من إخراج رسامة الرسوم المتحركة البولندية الشهيرة دوروتا كوبييلا (التي شاركت في الكتابة مع جاسيك دينيل) وهيو ويلشمان. كل إطار من هذا الفيلم عبارة عن لوحة زيتية تبدو وكأنها رسمها فان كوخ نفسه مما يجعل (محبة فينست) في إحياء عدد من لوحاته الفعلية . لقد كتب الكثير من نقاد الفن والاجتماع عن سر عظمة وشهرة فان كوخ التي لم تحدث إلا بعد موته، وفي كتابها سوسيولوجيا الفن تقول نتالي إينيك إن غزارة الدراسات التي تناولت فان كوخ وفنه تعزز الفكرة الشائعة بين المعجبين بأن نهايته المأساوية كانت نتيجة عدم الفهم الذي تعرضت له أعماله وكان ضحيتها. إن مأساة حياة فان جوخ وقصة موته الغامض أثارت اهتمام عشرات المخرجين والكتاب الذين صنعوا عشرات الأفلام الروائية والوثائقية حول حياته والتي حولته لأحد رموز الثقافة المعاصرة .

حل لغز موت الفنان فنست فان كوخ

يسرد الفيلم حياة فنسنت فان كوخ من خلال ابن ساعي البريد أرماند، الذي كلّفه والده بإيصال آخر رسالة كتبها فان جوخ لأخيه ثيو. فيتحوّل هذا الشاب فجأة إلى محقق في كيفية وماهية وفاة صاحب لوحة (ليلة مضيئة بالنجوم) الأكثر شهرة في العالم . في البداية ، الفيلم كقصة تروى بعد عام من وفاة الفنان في عام 1890. (جوزيف رولين ) ابن مدير مكتب البريد آرل الذي رسمه فنست، عهد إليه والده برسالة وجهها فنسنت إلى شقيقه ثيو ولكنها ضللت. يسافر جوزيف إلى باريس حيث يعلم أن ثيو قد مات أيضا ، ثم إلى القرية الفرنسية مسرح انتحار فنسنت المفترض. يخطط لتسليم الرسالة إلى الدكتور غاشيت الذي حضر لحظة أحتضار فنست وكان أيضا صديقا شخصيا للفنان. ومع ذلك ، عند وصوله ، يجد جوزيف أن كل شخص يتحدث إليه يبدو أن لديه وجهة نظر مختلفة عن فنسنت وأولئك الذين كانوا حوله وحتى فكرة الانتحار موضع تساؤل . يأخذ الفيلم هيكل اسلوب الكاتبة أجاثا كريستي في فك الغاز الجريمة ، الشاب أرنو يجد نفسه منجذبا إلى محاولة كشف الحقائق وراء وفاة الفنان. في سعيه ، يسير أرنو عبر سلسلة من لوحات فان جوخ الشهيرة ، ويتحدث إلى العديد من الأشخاص الذين يعرفون الفنان. تأخذه رحلة أرنو من آرل إلى باريس إلى أوفير سور واز . خلال رحلات أرماند ، التقى بالعديد من الأشخاص المهمين في حياة فان جوخ اللاحقة ، وجميعهم في وقت ما كانوا أحد رعاياه ، مثل أديلين رافو (‏‏إليانور توملينسون‏‏) إبنىة مالك النزل الذي أقام فيه الفنان ، الملاح (‏‏أيدان تيرنر‏‏) ، مارغريت غاشيه (‏‏ساويرس رونان‏‏) ، ابنة طبيب فان كوخ ، والدكتور غاشيت (‏‏جيروم فلين‏‏) ، الطبيب النفسي للفنان. أحبه جميع رعايا فنسنت تقريبا واعتبروه صديقا .
شكل لغز جريمة قتل مع يدمج صور لوحات فان كوخ ومناظره الطبيعية مع لقطات حية مرسومة باليد للممثلين محور الفيم التي تدور جوله الشخصيات. تبحث هذه القصة البوليسية فيما إذا كان فان كوخ قد انتحر أو أطلق عليه شخص آخر النار. يتولى دور المحقق والراوي أرماند رولين (‏‏ دوغلاس بوث‏‏) إبن ساعي البريد وهو شاب يرتدي سترة صفراء بعد عام من وفاة الفنان ، تم تكليفه على مضض من قبل والده مدير مكتب البريد (كريس أوداود) بتسليم رسالة فنسنت الأخيرة الموجهة إلى شقيقه الأصغر المحبوب ، ثيو. يتوجه أرماند إلى باريس ، حيث يعلم من مورد الطلاء الشهير بير تانغي (‏‏جون سيشنز‏‏) أن ثيو لقي حتفه بعد أشهر من وفاة شقيقه . مع تقدم الفيلم ، تتحول رحلة أرماند من تسليم الرسالة فقط إلى فهم ظروف وفاة فان جوخ. أرماند غير متأكد من سبب / ما إذا كان الفنان قد قتل نفسه ، حيث ورد أنه "شفي" من حزنه ولم يترك أي رسالة انتحار. يعكس سوء فهم أرماند للمرض العقلي للفنان سوء الفهم الذي يستمر حتى اليوم. لا يزال من الصعب تخيل رؤية شخص نعتقد أنه سعيد بأي شيء آخر. حتى بحلول نهاية الفيلم ، ما زلنا غير متأكدين مما إذا كان أرماند يصدق تشخيص الدكتور غاشيت لفان جوخ: أن فينسنت كان رجلا مضطربا ، لن يتغلب تماما على مرضه ، ويحتاج فقط إلى أشياء "صغيرة" لتسوء للتراجع إلى مرضه. . لكن الفيلم يتحوّل من رسم بورتري وسيرة للرسام، إلى تدقيق و بحث بوليسي يجريه أرماند الذي لم يعد يريد فقط العثور على متلقٍ جديد للرسالة، بل إنه أصبح يريد أن يفهم من كان فينسينت فان جوخ حقًا؟ وكيف مات؟ .
تعتمد حبكة الفيلم بشكل أساسي على رسائل فان جوخ الشهيرة إلى أخيه "ثيو" والتي تصل إلى 800 رسالة، وهي المصدر الذي استقى منه معظم من كتبوا سيرة حياة فان كوخ معلوماتهم الأساسية عن كل ما يتعلق بهذا الفنان وفنه؛ لكن الفيلم يركز على محاولة حل لغز موته الغامض، ويطرح رؤية تختلف عن الرواية السائدة التي تفيد بأنه انتحر . تتكشّف لأرماند حقائق جديدة. يسأل الناس، فتتضارب الآراء بين أولئك الذين اعتقدوا أنه مجنون، وأولئك الذين رأوه عبقريًا. وبين رواية عن انتحاره ورواية تشكك في ذلك. كلما عرف أرماند أكثر، كلما كانت ظروف وفاة فينسنت أكثر غموضًا. حتى أنه أصبح يشكّ في فرضية الانتحار. هل كانت هناك جريمة قتل؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمن هو القاتل؟ عشيقة سابقة؟ أم الدكتور غاشيت، طبيب فينسينت، الرسام الفاشل الذي عجز عن محاكاة فان كوخ؟ أم أن القاتل هو ذلك المراهق الشاب المتخلّف عقليًا، والذي يحتمل أن يكون عدوانيًا؟ . تم رسم مشاهد أرماند الاستقصائية بألوان زاهية ، حيث إتقن رسامو الرسوم المتحركة بذكاء ليس فقط تحريك لوحات فنسنت ، ولكن قوام ضربات فرشاته أيضا . عندما تتلألأ الألوان وتهتز ، نفهم كيف ينظر الفنان إلى العالم ، ليس فقط كوجود ثابت ، ولكن كعمل نابض بالحياة .‏

تجربة سينمائية أنيقة وجذابة
السينما في عصرنا تهيمن عليها الجمالية بالكامل تقريبا. عند الاقتراب من حياة فنان عظيم ، تكون الجمالية هي المفتاح . الفيلم عبارة عن استكشاف للحياة الغامضة لفنسنت فان كوخ ، هالته المظلمة وموهبته العجيبة ، التي تم إحياؤها من خلال رؤاه الخاصة. نجح فيلم محبة فينست ، لأنه لا يحاول أن يكون إعادة صياغة للسيرة الذاتية. لأنه بالفعل قطعة من أعمال فان كوخ . أنت أمام لوحات كثيرة في حكاية سينمائية تخييلية تحدثك عن الرجل بكل الألوان وتدرّجاتها واختلاف أنواعها، يدعوك الفيلم إلى عالم من السحر والجمال. أجواء تدغدغ فيك طفولة كم تعلّقت بالرسم والصور المتحركة وعوالمها السحرية والمدهشة. يسحبك الفيلم من البداية، إلى أبعاد أخرى ما بين الحقيقة والخيال. وتعلق هناك وسط الليل ونجومه، والحقول وعصافيرها. شخصيات بملامح حقيقية واضحة، لكنّها صور رسوم زيتية تتحرك وتتكلم. البعض منها ربما رأيته على صفحة من صفحات كتاب، أو في لوحة على أحد الجدران. تشاهدها وقد دبّت فيها الحياة، وبها ومعها تنسج الرواية . الفيلم استعان صنّاعه بـ 800 رسالة كتبها الرسام نفسه. وارتكزوا على لوحاته لتنفيذ الرسوم المتحركة، تم نسخها وتعديلها لتؤلف كل مشاهد الفيلم، في تآلف و تزاوج بين الفن التشكيلي وسحر السينما. أكثر من مئة رسام خلطوا الألوان، وسطّروا الأشكال ووزعوا الأضواء على لوحة كبيرة. هي فيلم الرسوم المتحركة هذا على هيئة بانوراما لمشوار وأعمال الفنان الراحل . إنها فكرة تبدو غريبة مثل قطع أذنك لتهدئة نوبة عاطفية ، باستثناء أن النتيجة ، بصراحة ، ليست جوزية بما فيه الكفاية. حيث أعطتنا حياة فنسنت فان جوخ الحساسة والمضطربة مئات الأعمال المذهلة التي أكسبته لقب والد الفن الحديث ، فإن الجهد المضني الذي بذله صانعا الأفلام دوروتا كوبييلا وهيو ويلشمان لبث حياة سيرة ذاتية جديدة في موضوعهما هو حالة من التفاني المثير للإعجاب الذي يطغى على الفن الحقيقي.‏ يحمل مشروع غير عادي بعض التفسير لما كان كوبييلا وويلشمان يبحثان عنه. كانت لوحات فان جوخ وأسلوب الفرشاة / اللون مصدر إلهام ، لذلك تم تطوير قصة يمكن أن تنسج الأشخاص والمواقع التي رسمها الفنان في نوع من عرض المعرض المتحرك .
المخرجان البريطاني هيو ويلشمان ، والبولونية دوروتا كوبيلا ، الذي نجحا في تطبيق ما قاله الفنان فنست في إحدى رسائله لأخيه ثيو: "أريد التأثير في الناس عبر فني، وأن يقولوا إن مشاعره عميقة وحنونة". مشاعر العميقة والحنونة ستحضر في الفيلم، مدعومة بموسيقى كلينت مانسيل التي لم توظّف سينمائياً من قبل بشكل أفضل من الذي ظهر هنا، وبمتواليات بصرية تسبح في الضوء المميز لأعمال فان غوخ، نتاج سنوات من العمل الدؤوب لإنجاز آلاف اللوحات التي خيطت معاً لتشكيل صورة سينمائية تتابع الأيام الأخيرة في حياة الرسام الهولندي الذي رحل في عمر السابع والثلاثين عاما . بدلا من فان كوخ (‏‏روبرت جولاتشيك‏‏) نفسه ، الفيلم يتبع الرحلة الخيالية لأرماند رولين (دوغلاس بوث) ، الذي رسمه الفنان كشاب وسيم يرتدي سترة صفراء وقبعة . كان أرماند نجل مدير مكتب بريد آرل جوزيف رولين (كريس أوداود) ، وهو رجل كبير مجعد ذو لحية كثيفة متشعبة ، رسمها أيضا فان كوخ في سلسلة من الصور الشخصية ، والذي صادق الرسام أثناء إقامته في مدينته في السنوات التي سبقت وفاته . الفيلم له قيمة توثيقية. ويمثل جولة بصرية قوية، تمنح فيلم الرسوم المتحركة المكانة التي يستحقها، وقوة مغناطيسية تستحوذ عليك، وتجعلك تتلقّف المعلومات عن هذا الفنان، بغض النظر عما إذا كانت حقيقية أو محض خيال. كما أن الفيلم يطرح مواضيع وزوايا أخرى للنظر، ومنها وحدة الفنان، ومعاناته في المجتمع الرافض لكل خروج عن المألوف، حتى وإن كان فنان مبدع وخلاق وينجز أعمالًا خالدة، تتوارثها الأجيال . يقول "فان جوخ" في إحدى رسائله لأخيه: "نحن لا يمكننا أن نتواصل إلا من خلال الفن". وتقول مخرجة الفيلم "دوروتا كوبيلا" إن عبارة فان جوخ هذه كانت شديدة الأهمية بالنسبة لها، وهي السبب الذي أوجد فكرة صناعة الفيلم بالاعتماد على 125 لوحة من أهم لوحات الفنان وبنفس تقنية الرسم التي تميز بها، تقول: "نحن نحكي قصة هذا الفنان من خلال فنه ".
من الناحية الجمالية للفيلم التي تشير إلى أحدث أسلوب تصويري لفان جوخ وأكثرها تميزا . الفيلم أكثر موضوعية عند استخدام الفلاش باك للإشارة إلى حدث سابق . لتمييزه عن الحاضر ، يظهر فان كوخ نفسه بشكل أساسي في ذكريات الماضي بالأبيض والأسود التي تروى من وجهة نظره كما لعبها الممثل المسرحي البولندي روبرت ‏‏جولاتشيك‏‏. يتم استخدام الأسود والأبيض من الناحية الجمالية بطريقة أحادية اللون للزمن الماضي - هناك تباين قوي للغاية مع الألوان الحادة للحاضر - وليس اللون فقط هو الذي يتغير ، ولكن أيضا أسلوب ضربات الفرشاة ، وربما تشير إلى التطورات التصويرية الأولى للفنان المعني . تم تقديم الفيلم في محاكاة دقيقة للوحات التي نفذها فان كوخ ، صور تحاكي بمحبة حقول القمح الشهيرة والبلدات شديدة الانحدار وأشجار السرو . عمل ملهم وذو ذكاء بصري كبير: تمت الإشارة إلى العديد من لوحات فان جوخ ، بحيث يكون لدى المرء إحساس بالتسلق إلى عالم الرسام ، العالم الذي سكنه جسديا والذي كان موجودا فقط في ذهنه .



كاتب عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا