الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأردنيون وعقدة -البلجيكي-

الاء السعودي

2024 / 4 / 12
كتابات ساخرة


في احيانٍ كثيرة، وفي تخبطات بمواقف تأتي بالصدفة دون اي حسبان، سنجد انه لا تزال الصدامات العنصرية تتوغل بعنف داخل ادمغة الشعوب، فيدفعهم للتفكير دون التمحيص لعواقبها وآثارها، وهذا ينطبق كثيرًا مع عقدة "البلجيكي" التي يعاني منها الكثير من ابناء وشباب شعبنا الراقي، فيأخذون بالتهكم على الفلسطيني على انه لاجئ او انه "بلجيكي"، وعادت الكلمة من جديد إلى الأضواء بعد احداث 7 اكتوبر في غزة، ولو ان الشعب الأردني يتعاطف كثيرًا مع اهل غزة ونكبتهم بكل الاحوال، إلا ان التاريخ ومزاحاته الثقيلة يحاولان دق الأدمغة داخل الجماجم المليئة بالصدأ، فيدفعهم للسخرية والاستهزاء على شعوب قد ضاقت ذراعًا بالحرب وويلاته، وعلى نحو "والله يخوفي البلاجكة يرجعو يحوسو النا البلد اكثر ما حاسوها"، في اشارة من ذلك المتهكم الوقح إلى احتمالية منح بطاقات لجوء للفلسطينين في غزة إلى الأردن، ومعارضته للجوء الكثير منهم، و"البلجيكي" هي كلمة يستخدمها البعض للسخرية من الفلسطينين بناءا على احداث أيلول الاسود عام 1970 حينما اندلعت الصدامات المسلحه في الاردن بين الجيش الاردني ومنظمة التحرير الفلسطينية، ومن السائد بالطبع انه لا يمكن التفريق بين الاردني والفلسطيني في الكثير من الاحيان لعدم وجود تلك الفواق القاطعة بين الطرفين، وبالنهاية هم "ابناء الضفتين"، لذلك عندما انتشر الجيش والممرضين لغايات الإنقاذ والتفقد حينما انتهت الحرب، كان لا بد من احصاء الجثث التي كانت مكدسة على الشوارع وفي الازقة وعلى ارصفة الطرق، وكان من الصعب وبالكاد التفريق بين الاردني والفلسطيني الا من خلال عبارة “صنع في بلجيكا Made in Belgium “ التي كانت ممهورة على اسلحة واحذية و ملابس الفلسطيني، حيث انه بعيدًا عن موقف دول القارة الاوربية في ذلك الوقت، الا ان بلجيكا كانت في طليعة الدول الداعمة للشعب الفلسطيني منذ احداث النكبة عام 1948، فكانت هي المزود الرئيسي لهم سواءًا بالاسلحة والخيام والمساعدات الطبية والملابس والاحذية وغيرها، ويقال انه عند احصاء القتلى كان الجيش يتفقد ملصقات الاحذية و الملابس فإذا كان الملصق يحمل عبارة (صنع في بلجيكا) كان الجندي يصرخ للضابط "بلجيكي سيدي"، و من هنا ابتدأ استخدام هذا المصطلح المستتر في الأردن "بلجيكي"، للاشارة الى هوية شخص ما او اصله الفلسطيني، إلا ان هذا ليس مبررًا او سببا للسخرية من الفلسطيني وربط لجوءه بحرب قد انتهت بالويلات والخيبات، لأنه إذا اختلف الزعماء على نسج وحياكة الاتفاق، فيجب الا نسمح لتلك الخيوط التي تحاك بظلام الغرف لنزع الوفاق، ويمنع الشعوب من ان يكونوا "رفاق"..
وبالنهاية، أنا شخص اردني، وأصلي فلسطيني، وأفتخر بأنني "بلجيكي"!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة