الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامة الذكرى السنوية للحب .

صباح حزمي الزهيري

2024 / 4 / 12
الادب والفن


يقول ابراهيم البهرزي : ((كن ْاكثر َصمتا ًسيمرُّ نسيم ٌ يهمس ُ في أذنكَ شيئا ً , وتنام
محنة َهذي اليقظة قوس ُكلام ٍ يتفرّس ُ في قوس كلام )) , ثم يضيف : ((هَبْني مجنوناً وارحَمْني من سوء الظن ما أتفه َهذا العاقل فينا )) .

مَاأجْملَ عمْراً يتوّجُ نهايتَهُ مهْمَا قصرَتْ حبٌّ جميلٌ, أيّهَا الْعمْرُ اْلفاتنُ, كمْ يطيرُ فِي قلْبِكَ الْحمامُ ولَايحطُّ فِي قلْبِي سوَى الرّيشِ, بيْنَ الْحلُمِ والْواقعِ مسافةُ الْألْفِ ميْلٍ فهلْ سأكونُ خطْوتَكَ الْأولَى أمِ الْأخيرةَ فِي حسابِ الْإِيمَلَاتِ ؟

كل عام وانت منور حياتي , مرّ عامٌ و لم يتغيَر في قلبي إلا أن زادَ حبكَ فيه, نمى كأنما تفرَعَت فيَّ أغصانُ ودك, وَ غرَستَ في داخلي أنتَ دونَ انتهاء, أحبكَ كل يومٍ كأنَني لأولِ مرةٍ أحب, نتذكّر ونسترجع تلك الذكريات الجميلة لكي نعرف قدر من نحب ومكانته لدينا بصورةٍ أكثر ممّا كنّا نتوقّع , قد نغيب كالغروب وقد يلهينا الزمن, ولكن يبقى نبض القلب لا ينسى الأحبة, ذكرياتنا إمّا لهيب يشتعل بالنفس نتمنّى خموده أو إطفاءه, وإمّا نور نستضيء به في القادم من أيامنا, وإمّا زلزال يُحطّم نفوسنا ولا نستريح معه, لا تثق بذاكرتك, إنّها شبكة مليئة بالثقوب يتسرّب منها أفضل الأشياء, الذكريات قد تثير فينا الشجن, قد تثير فينا الحزن, قد تعود بنا إلى الماضي الذي نرفض نسيانه, أو الذي نريد نسيانه, ولكن ألا يكفي تذكّرنا لها أنّها ما زالت باقية فينا, وأنّ أصحابها ما زالوا معنا في قلوبنا وأرواحنا.

في أيقونات الحب المعلقة فوق الصدور كتبوا : (( حين تستهويني العزلة, أخلد في محراب ذكراك, أرتل ملامح وجهك, وأقرأ صفحات هواك )) , عمرنا في بطاقة الأحوال المدنية غير عمرنا الذي نشاهده في المرآة , وغير عمرنا عندما نكون مع من أحببناهم , ولا يشبه عمرنا ونحن نعيش حالة فرح , وبالطبع غير عمرنا عندما نزعل , أن هناك عمرا ثانيا يعيش داخل عمرنا, وقديما قال الشاعر العربي : (( وأحبها وتحبني ويحب شويهتها بعيري)) , واليوم يقول مدمنوا القهوة : يثبُ الفنجان من لهفته في يدي شوقاً الى فنجانها.

عندما يعزف الغزل , ويرسل موسيقاه من البعد , أتعثر باشواقي واختار لنفسي شطآنا بمياهٍ عطشى , لا تطلب منّي شهادة حسن سلوك أو طوق نجاة , ولا تسألني أن كنت رفيق الصعلوك تأبّط شرّاً , يروق لي أن أتأمل وجهك الوضيء حين يظهر ويختفي , وأغرق
حينما أخرج من حلم وأدخل في حلم ,ولاتزال الشفتين اللذيذتين تفرضان حواجزعلى فمي المحارب .
مع أنّك تملك ذكريات كثيرة, لكنّك لا تستطيع أنْ تختار ما تتذكّره, فالذكريات هي التي تفرض نفسها وقت تشاء, إنّنا لا نعرف القيمة الحقيقيّة للحظات العمر إلى أنْ يغيب في أعماق الذاكرة, قد نغيب كالغروب وقد يلهينا الزمن , ولكن يبقى نبض القلب لا ينسى الأحبة, نتذكّر ونسترجع تلك الذكريات الجميلة لكي نعرف قدر من نحب ومكانته لدينا بصورةٍ أكثر ممّا كنّا نتوقّع, والذكريات إمّا لهيب يشتعل بالنفس نتمنّى خموده أو إطفاءه, وإمّا نور نستضيء به في القادم من أيامنا, وإمّا زلزال يُحطّم نفوسنا ولا نستريح معه.
((وما عجبي موت المُحبّين في الهوى .... ولكن بقاء العاشقين عجيب لقد دبّ الهوى لك في فؤادي .... دبيب دم الحياة إلى عروقي)) , أعجبتني رسالة سريعة بعث بها مؤيد عبد القادر إلى امرأة سماها الحلم : (( تجاعيدكِ, أوسمةُ مقارعتكِ للأزمنةِ الصعبةِ, وعنوانُ طغيانِ أنوثةٍ تمخرُ عبابَ محيطاتِ السنواتِ, وملامحُ مُرَاهَقةٍ أزليّةٍ أدمنت المشاكسات)) , حتى المتنبي خرج على غير عادته عن شعر الحكمة والمدح والفخر وقال بيتين من أعذب وأرقّ أبيات شعر الغزل على الإطلاق :(( لا السيفُ يفعلُ بي ما أنتِ فاعلةٌ ....ولا لقاءُ عدوَّي مثلَ لُقياك لو باتَ سهمٌ من الأعداءِ في كَبدي.... ما نالَ مِنَّيَ ما نالتْهُ عيناك )) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال


.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما




.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم


.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا




.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور