الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوفان الأقصى 189- الابقار الحمراء – الخطوة الاولى نحو هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل

زياد الزبيدي

2024 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف عن الإنجليزية*

في إحدى المستوطنات في الضفة الغربية، يرعى الإسرائيليون الأبقار الحمراء ويخططون لبناء الهيكل الثالث

دانيال هيلتون
من موقع "شيلو" قرب نابلس فلسطين المحتلة

بوابة Middle East Eye الإخبارية البريطانية

28 مارس 2024


على قمة تل في الضفة الغربية المحتلة، خمس بقرات من فئة "ريد أنجوس" تقضم بصوت عالي بعض القش. ومن حولها، مجموعة من الإسرائيليين تنظر إليها بترقب.

إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، يمكن لهذه الأبقار أن تبشر بنهاية العالم كما نعرفه.

وفقًا للتقاليد اليهودية، هناك حاجة إلى رماد بقرة حمراء تمامًا لإجراء طقوس التطهير التي تسمح ببناء الهيكل الثالث في القدس.

وتقول الجماعات اليهودية المتطرفة إن هذا المعبد يجب أن يتم بناؤه على الهضبة المرتفعة في مدينة القدس القديمة والمعروفة باسم جبل الهيكل، حيث يقع المسجد الأقصى وقبة الصخرة اليوم. يعتقد البعض أن هذا سوف يبشر بوصول المسيح.

يوم الأربعاء، اجتمع بضع عشرات من الإسرائيليين في مؤتمر على مشارف شيلو، وهي مستوطنة إسرائيلية غير قانونية بالقرب من مدينة نابلس الفلسطينية، لمناقشة الأهمية الدينية والحتمية للأبقار، وإلقاء نظرة عليها أيضًا.

وقال حاييم، وهو مستوطن إسرائيلي يبلغ من العمر 38 عاماً، لموقع "ميدل إيست آي" بينما كان يستعد لشغل مقعده: "هذه لحظة جديدة في التاريخ اليهودي".

لسنوات، كان أعضاء مجتمع الهيكل الثالث، بقيادة معهد الهيكل في القدس، الذي نظم المؤتمر، يبحثون عن بقرة حمراء تناسب وصف تلك المستخدمة للتطهير في التوراة.

البقرة المثالية يجب ألا يكون بها عيب واحد، ولا شعر أبيض أو أسود طائش. لا يمكن أبدًا وضعها تحت النير أو تشغيلها.

وقال "يهودا سنجر" (71 عاما) من مستوطنة "متسبيه يريحو" وهو مترجم كتيب عن العجول الحمراء: “تم جلب هذه الأبقار من تكساس وتم استيلادها وتربيتها في ظروف خاصة للحفاظ على نقائها”.

وقالت إدنا، زوجة سينجر، البالغة من العمر 69 عاماً: "لا يمكن لأحد أن يلمس هذه الأبقار . يمكنك جعلها نجسة بمجرد وضع سترتك على ظهورها".

البقرة المثالية لم تُرى منذ 2000 عام. منذ أن دمر الرومان الهيكل اليهودي الثاني – والذي يُعتقد أنه كان قائمًا على قمة جبل الهيكل - في عام 70 بعد الميلاد، لم يتم رؤية البقرة الحمراء المثالية.

لذلك قرر بعض النشطاء اليهود، إلى جانب المسيحيين الإنجيليين الأمريكيين الذين يعتقدون أن بناء الهيكل الثالث سيؤدي إلى المجيء الثاني ليسوع وهرمجدون، أن يقوموا بتربية البقرات الخاصة بهم. (هرمجدون – هو مكان المعركة الأخيرة بين قوى الخير وقوى الشر المذكورة في صراع الفناء في نهاية الزمان).

في عام 2022، وصلت خمس من هذه الأبقار الصغيرة الواعدة، التي تتمتع بجلود مغرة لامعة، إلى إسرائيل من مزرعة في تكساس وسط ضجة كبيرة. يمكنك الآن العثور عليها في حديقة أثرية، مفصولة عن الآثار التوراتية وشجيرات إكليل الجبل المزهرة بحظيرة فولاذية مرتفعة.

’حزب الله علم بهذا الحدث‘

في نواحٍ عديدة، كان مؤتمر البقرة الحمراء مثل أي مؤتمر آخر. تعمق الحاخامات وعلماء الدين في تفاصيل التوراة. أومأ شخصان في الحشد بلطف تحت الأضواء الخافتة.

وبطرق أخرى، كان فريدا من نوعه. وقف المتحدثان الأولان على المنصة ببنادق هجومية معلقة حول أكتافهم.

وقال كوبي مامو، رئيس موقع شيلو الأثري القديم، في كلمته الافتتاحية: “لقد علم حزب الله بهذا الحدث وتحدث عنه على تيليغرام”.

لم يتمكن موقع "ميدل إيست آي" من كشف أي نوع من هذا الحديث من جانب الحركة اللبنانية المسلحة، التي أطلقت وابلاً من الصواريخ على شمال إسرائيل في وقت سابق من ذلك اليوم، لكن المؤتمر اجتذب مع ذلك الكثير من الاهتمام على وسائل التواصل الاجتماعي العربية.

وقال أحد الأشخاص في ليبيا مازحا إن البقرة الحمراء التي عثر عليها على مقدمة علب "البقرة الضاحكة" تكشف أن مثلثات الجبن القابلة للدهن هي مؤامرة صهيونية. "هل سألت نفسك يوما لماذا البقرة الضاحكة حمراء!!؟؟" سأل.

وأشار آخرون بشكل أكثر جدية إلى وجود خطط وشيكة لذبح بقرة على جبل الزيتون في القدس، حيث تم شراء الأرض من قبل نشطاء الهيكل الثالث لهذا الغرض.
قال الحاخام يتسحاق مامو، من مجموعة المعبد الثالث "أوفني القدس"، سابقًا لشبكة البث المسيحية أنه تم التخطيط لإقامة احتفال بعيد الفصح هذا العام، والذي سيأتي في أواخر أبريل (22 أبريل 2024).

وقد أثارت حركة حماس، الحركة الفلسطينية التي تقاتل إسرائيل في غزة، مخاوف بشأن الأبقار.

في نوفمبر/تشرين الثاني، قال مصدر فلسطيني رفيع المستوى على اتصال بقيادة حماس لموقع Middle East Eye، إن الحركة كانت تراقب عن كثب الجهود المبذولة لتأمين وجود يهودي دائم في المسجد الأقصى.

"الشيء الوحيد المتبقي هو ذبح البقرات الحمراء التي استوردوها من الولايات المتحدة. إذا فعلوا ذلك، فهذه إشارة لإعادة بناء الهيكل الثالث”، قال المصدر.

في يناير/كانون الثاني، ألقى أبو عبيدة، المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، خطابا بمناسبة مرور 100 يوم على الهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر/تشرين الأول على المواقع الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة.

وفيه، ربط بشكل مباشر بين قرار حماس بمهاجمة إسرائيل ونشطاء الهيكل الثالث الذين يستوردون الابقار، وهو ما قال إنه "اعتداء على مشاعر أمة بأكملها".

"كل ما نريده هو مذبح صغير"

ياكوف، طالب مدرسة دينية يبلغ من العمر 19 عامًا من لوس أنجلوس، والذي رغب في التعريف باسمه الأول فقط، جاء إلى شيلو للحصول على فرصة رؤية الأبقار بنفسه.

وقال لموقع ميدل إيست آي: "لقد سمعت عن البقرات الحمراء والهيكل الأول والثاني طوال حياتي، لذلك أنا متحمس حقًا لفرصة رؤية واحدة منها اليوم".

ويدرك ياكوف أن احتمال بناء الهيكل الثالث في موقع الأقصى مثير للجدل، "لكنني لا أعتقد أنه ينبغي أن يكون كذلك".

"كانت هناك كنيسة ذات يوم، ثم مسجد. لقد كان في الأصل معبدًا يهوديًا، لذا ينبغي أن يكون كذلك مرة أخرى”. "ليس من الضروري أن يكون هناك عنف."

وقال بوروخ فيشمان، وهو عضو قديم في حركة المعبد الثالث، لموقع Middle East Eye، إن هناك طريقًا طويلًا يجب قطعه بين ذبح بقرة حمراء وبناء المعبد الثالث.

وقد حدد 13 مشكلة تحتاج إلى حل قبل أن يبدأ البناء - بما في ذلك إقناع البرلمان الإسرائيلي، الكنيست، بإضفاء الشرعية على مثل هذه الخطة. وقال: "هذا هو المكان الذي يمكنني المساعدة فيه على الجانب السياسي".

منذ أن احتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، طبقت الحكومة الإسرائيلية قيودًا صارمة فرضتها الدولة العثمانية على صلاة اليهود وتواجدهم في باحات المسجد الأقصى.

كما تم حظر الدخول إلى المسجد الأقصى من قبل الحاخامية الكبرى في القدس منذ عام 1921، مع صدور مرسوم يقضي بمنع اليهود من دخول الموقع ما لم يكونوا "نظيفين شعائريًا"، وهو أمر مستحيل بدون رماد بقرة حمراء.

ومع ذلك، مع تحول السياسة والمجتمع الإسرائيلي نحو اليمين الديني، تم السماح لبعض الإسرائيليين اليهود – وهم في الغالب مستوطنون – بزيارة الموقع بانتظام تحت حراسة مسلحة.

ويأمل مجتمع الهيكل الثالث أن يؤدي ذبح أبقار شيلو الحمراء إلى تطهير الشعب اليهودي حتى يتمكنوا من أداء الطقوس والعبادة في باحات المسجد. قدرت الأبحاث التي أجراها أحد الأساتذة في جامعة بار إيلان أن رماد بقرة واحدة يمكن تحويله إلى مياه تطهير تكفي لـ 660 مليار عملية تنقية.

يقول فيشمان: "إن إحدى القضايا الرئيسية هي الوقف"، في إشارة إلى الوقف الإسلامي الذي يديره الأردن والذي يدير المسجد الأقصى. "يحصل الوقف على أموال كثيرة من الأردن ولا أعتقد أنهم يريدون التخلي عن ذلك".

ووفقا لفيشمان، يجب اتخاذ خطوات صغيرة لتأمين الوجود اليهودي في جبل الهيكل. وأضاف: "المجتمع الإسلامي يتألم كثيرًا في الوقت الحالي، وعلينا أن نكون حساسين". "كل ما نريده هو مذبح صغير."

وقد سعى بعض نشطاء الهيكل الثالث والحاخامات في السابق إلى أداء طقوس التضحيات في باحات الأقصى في عيد الفصح، إلا أن الجنود الإسرائيليين منعوهم القيام بذلك.

وقال فيشمان: "ربما يمكن إقناع الوقف الإسلامي بالمساعدة في جمع التبرعات وجمع الأموال بهذه الطريقة".

"بالطبع، لا يمكن لأي شخص أن يأتي بشيء للتضحية به، فسيكون ذلك بمثابة حمام دم. لكني أعتقد أن هناك فرقاً بين ما يقوله الوقف في العلن وفي السر، ومن الممكن أن يقتنع”.

ردًا على ذلك، قال المتحدث باسم الوقف فراس الدبس لموقع Middle East Eye: “دعوهم يقولون ما يريدون في مؤتمراتهم. تؤكد الأوقاف دائما في بياناتها على رأيها الحاسم بأن المسجد الأقصى للمسلمين فقط، وأنها لا تقبل الشراكة أو القسمة.

وأضاف: “لا قيمة لما يتم تداوله في هذه المؤتمرات طالما أنها ليست رسمية”.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين مؤيد ومعارض.. مشرعون أمريكيون يعلقون على قرار بايدن بتجم


.. السويد.. مسيرة حاشدة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي في




.. نائبة بريطانية تدعو حكومة بلادها إلى الضغط على إسرائيل لوقف


.. أخبار الساعة | عمالقة النفط يدعمون حملة ترمب بمليار دولار




.. أخبار الساعة | -بوينغ- تسجل 3 حوادث جديدة خلال 48 ساعة