الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمقى وحماقات

سليمان عباسي

2006 / 12 / 5
القضية الفلسطينية


حكومة وحدة وطنية- حكومة إنقاذ- حكومة ائتلاف – حكومة فتح – حكومة حماس – وثيقة الأسرى – وثيقة الأحياء – وثيقة الأموات – اتفاق العشائر – اتفاق الشلل – اتفاق الرؤوس –اتفاق الأرجل – صرف سلف الرواتب – لطش الرواتب – غلاء أسعار الخضار والفواكه في الأسواق الفلسطينية – رخص أسعار الدماء الفلسطينية .

مجموع تلك العناوين إضافة إلى عشرات العناوين الدائرة في نفس الفلك تتصدر الصحف والمجلات الفلسطينية ولأن استغفالنا من الأمور السهلة أصبح لكل عنوان من تلك العناوين أنصار وموالين وأصبحت مادة دسمة لمئات الأقلام تشبعها تحليلاَ وتمحيصاَ مشاركة عن سابق إصرار وترصد بتسويق الوهم لشعب تساوت إرادة الموت مع إرادة الحياة لديه وتحوَل شهدائه إلى مجرد أرقام وخبر يتساوى مع باقي الأخبار اليومية العادية.

لكي نجانب الحقيقة ولا نتهم بالتشاؤم رغم أنه واقعّ لا بد من طرح مجموعة من الأسئلة : 1- هل لدى الفصائل الفلسطينية وبلا استثناء برنامج سياسي واضح يتناول الوضعين الداخلي والخارجي ويحاول التوفيق بين التفاوض والمقاومة ، ولا نبالغ بقولنا أنه حتى وثيقة الأسرى العتيدة لم تؤسس لرؤية فلسطينية موحدة لمستقبل العمل السياسي والنضالي الفلسطيني .

2- هل مجرد استيعاب أعضاء جدد بغض النظر عن الأسماء ومدى أهليتها لقيادة المرحلة الفلسطينية الحالية في الحكومة الحالية كفيل بقيام وحدة وطنية فلسطينية ،

علماّ انه لم يتم الإفصاح عن الوحدة وعن مواصفاتها لعدم وجود اساس لهاّ نتيجة التباين والشقاق بين الفصائل الفلسطينية وعدم وجود قابلية لأي من الأطراف النية للتنازل عن المصالح الفصائلية الضيقة لصالح المصالح الوطنية .

3- رغم انعقاد العشرات من المباحثات وتعليقها والعودة إليها فنقاط الخلاف مازالت كما هي والنقاط الحساسة لا تزال حساسة والصعب لا يزال صعباّ بدليل تضارب التصريحات وتبادل الاتهامات بين الفصائل الفلسطينية المشاركة مما ينبئنا بأن الاتفاق الفلسطيني – الفلسطيني مازال بعيداَ وأكثر ما نخشاه أن يتحول إلى حلم يضاف إلى بقية أحلامنا الكبيرة البعيدة هي الأخرى .

4- الجميع يطلق التصريحات الصارخة ويتحدث عن الفرصة التي لا تعّوض ومع ذلك يختلفون على مجموعة من الحقائب يطلق عليها (( حقائب سيادية )) والمفارقة المضحكة انه لا السلطة ولا الحكومة يملكان السيادة على متر واحد من الأرض الفلسطينية المحررة حسب ادعاءهم .

5- رغم الإرهاب المباشر وغير المباشر للاحتلال الصهيوني المتمثل في القتل والاعتقال والتدمير والحصار والاستيطان والحواجز فقد أضيف هماّ جديداّ يضاف إلى باقي الهموم الفلسطينية وهو التوحد الفلسطيني التائه بين تكتيك الضغوط الفتحاوية وتكتيك المناورات الحماسية .

من دون استدعاء عبارات التشاؤم والتهويل لقد بات الخطاب الوطني الفلسطيني يمر بحالة غير مسبوقة من التباين والشقاق مؤاده الحتمي مزيد من الانحدار نحو هاوية التنازلات أو التشدد بدعوى الخروج من الحالة المأساوية الراهنة .

لابد من الاعتراف أن عامل الزمن ليس في مصلحة أحد سلطة وحكومة وشعباّ فالعواصف الآتية ستكون أشد قسوة في حال استمرار الحالة الفلسطينية على ما هي عليه من اختلاف وشقاق وعلينا أن لا نصدق أرصاد مجلس الآمن وآلا نطمئن لوعود بوش وحسنائه رايس .

أن الحل في منتهى البساطة والسهولة للعاقلين فقط يتمثل في قليل من التنازلات للمصالح الفصائلية لصالح المصالح العليا الفلسطينية وأي كلام غير هذا يعتبر حماقة والوطن لا ينقصه حماقات إضافية .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف