الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( بيت بيوت .. لعبة اصبح يلعبها الكبار )

احمد يونس موحان الحلفي

2024 / 4 / 14
كتابات ساخرة


لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي التي دخلت حياتنا منذ اكثر من عقدين هي العالم الافتراضي الأول في يومياتنا فقد كانت (بيت بيوت) هذه اللعبة الشعبية القديمة التي ، يحاكي فيها الصغار حياة الكبار وروتين حياتهم، ضمن بيت افتراضي يجهزونه مما حواليهم من أدوات هي ذلك العالم الافتراضي الأول .
بيت بيوت هي لعبة تقوم على شخصين أو أكثر حيث يقمن مجموعة من الفتيات مع الفتيان بجلب كل ما يمتلكونه من الالعاب والعرائس وأدوات المطبخ الافتراضية، إضافة إلى بيوت افتراضية وأطقم شاي وما إلى ذلك. تبدأ الفتاتان أو أكثر من فتاتين بتمثيل أنهما تعيشان حياة الكبار متمثلات بعرائسهن حيث تمارسان الروتين اليومي، بدءًا من الاستيقاظ من النوم إلى تناول طعام الإفطار ثم الخروج وملاقاة بعضهن البعض، وما إلى ذلك وكذلك فتى أو فتيين، شخص منهما يأخد دور الأبن والأخر دور الأب.
من كان يراقب تلك اللعبة عن كثب بشكل عميق لا يمكنه ان يتخلص من حقيقة ان هذه اللعبة ليست لعبة سطحية او هي لمجرد التسلية . قد يكون هذا صحيحا بالنسبة للطفل و لكن لمن يتعمق في الدوافع و الجوانب النفسية لها سيكتشف انها تراكمات و حاجات رزحت في العقل الباطن للصغار في تقليد آباءهم او امهاتهم او لنقل ( تقليد الكبار ) .
و حين نقارب هذه اللعبة الاثيرة مع الظواهر الاجتماعية التي افرزتها وسائل التواصل الاجتماعي نرى ان هذه الظاهر هي نسخة طبق الأصل و اشبه بلعبة بيت بيوت و كأنها تفريغ لعقدة التقليد و محاولة الوصول الى مصاف الكبار , الكبار ليس بالعمر فقط و انما بالمستوى الاجتماعي و الثقافي و كافة العناوين التي بالحقيقة تشكل عقدة نقص لدى (لاعبها ) .
و ان كانت (لعبة بيت بيوت ) تعتمد على لعب الأدوار و تبادلها , فاحيانا تكون احدى الفتيات تلعب دور الام و الفتاة الأخرى دور الجارة سرعان ما يتم الاتفاق ان يتم تبادل الدورين بينهما و, و ها هو الصبي الذي يلعب دور المعلم هنا و الصبي الاخر تلميذه و اذا بهما يتحولان الى ادوار معكوسة و كأنها اتفاقية لأحداث توازن مقنع للطرفين في (غنيمة الدور)
بصراحة منذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي و لغاية الان لم اتخلص من الحاح تلك المقاربة العجيبة بين هذه اللعبة و (لعبة) هذه الأدوار التي تلعبها مجاميع او افراد او صفحات او مؤسسات كارتونية في منح هذه الأدوار ..
شهادات دكتوراه فخرية ’ جوائز وهمية ذهبية و ماسية ,ا اشادات متبادلة , القاب كبيرة ما انزل الله بها من سلطان , و علق لي فاعلق لك , اعجب بما نشرت فأعجب بما تنشر , و كلها تحت شعار المثل المصري (شيلني و اشيلك ) ..اعود و أقول ان كل هذه الممارسات التي لا ستند على منجز رصين و رغم اني لست مختصا بعلم النفس لكن لا يمكن تفسيرها الا لكونها عقد نفسية و تناول وهمي لأمنيات في نيل عنوان اجتماعي لم يحققه الواقع فلجأنا الى استنساخ نلك العناوين و لصقها على جدار هذه الوسائل ...
انها لعبة بيت بيوت بحق و لكن لاعبيها هم الكبار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف


.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين




.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص


.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة




.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس