الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاداب الاجنبية... هدية من الخليلي

مؤيد عبد الستار

2024 / 4 / 15
الادب والفن


نشرت سابقا عدة رسائل وبطاقات أرسلها لي الاديب النجفي البغدادي الراحل عبد الغني الخليلي، وخصصته باكثر من مقال في حياته ورحيله وكنت أظن أني وفيت حقه في نشر ما لدي من تراث ومراسلات بعث بها الي بالبريد ، لاني أقيم في مدينة مالمو جنوب السويد وهو يعيش في العاصمة السويدية ستوكهولم .
كانت زياراتنا متباعدة ومكالماتنا الهاتفية كثيرة اضافة الى ما يرسله من بطاقات تهنئة في المناسبات، وبعض التعليقات المولع بها منذ زمن المراسلات الادبية التي كانت شائعة بين أدباء النجف خاصة والادباء عامة، في تلك السنوات التي سبقت انتشار الشبكة العنكبوتية التي التهمت الورق وامتصت الاحبار التي ينضد بها العشاق لواعج قلوبهم والاحباب هيام غرامهم والبائسون نفثات أكبادهم .
وبينما أقلب رفوف مكتبتي الايلة للرحيل الى عالم مجهول، لمحت مجلة قيمة كانت مطلوبة في أزمنة القراءة الجادة وعزيزة في تلك الايام الحافلة بالنشر والثقافة والعلوم والاداب، وكانت أغلب بيوت النخب الاجتماعية مرصوفة بالمكتبات العامرة بالكتب النادرة. حتى جاء زمان استبدلت فيه الكتب باجهزة سوداء أسماها البعض حاسوبا ولعب بها الصبيان وأسموها Playstation.
فزال بريق الكتاب وانزوى في زاوية من البيت يعاني الغربة والوحدة في عالم انغمس في اليوتيوب والتك توك والفيس بوك.
من بين تلك الكتب وقعت بين يدي مجلة قديمة مزينة بلوحة توحي باجواء الشرق الحالمة ، مجلة الاداب الاجنبية التي يصدرها اتحاد الكتاب العرب ، العدد 77 - 78 لسنة 1994 وهو عدد مزدوج خاص بالادب الفارسي .
كان الراحل الخليلي قد أوصى بنسختين من المجلة حين علم بصدورها في دمشق ( نسخة له وأخرى لي ) اعجابا منه بالشاعر سعدي الشيرازي الذي خصصت له المجلة فصلا بقلم الياس سعد غالي ، سعدي الذي اشتهر بديوانه البستان ، وكانت الفضيلة مطلبه الاول ، فهو يرى أن السعادة ليست في الجاه أو السلطة أو المال ونحوه من متاع الدنيا بل في الفضيلة ، التي هي عنده سلاح انساني كوني لا قومي ولا وطني ولا عرقي ولا معاشي .ص207 المجلة .
والشاعر جلال الدين الرومي الذي كتب عنه الدكتور علي حسون دراسة وافية. بالاضافة الى ادباء وشعراء واعلام الثقافة الفارسية مثل الشاعرة فروغ فرخ زاد و القاص صادق هدايت والفردوسي وملحمته الشهيرة الشاهنامه التي حفلت بالمواعظ والحكم مثل قوله على لسان انو شيروان :
جنين كفت نو شيروان قباد
كه جون شاه را سه ر به بيجد زداد
كند جرخ منشور أو را سياه
ستاره نخواند اورا نيزشاه
ستم ، نامه عزل شاهان بود
جو دود دل بيكناهان بود
وهي تعني : هكذا قال انو شيروان، لو أن الملك ظلم الناس وهجر العدل فانه سيخسر في الدنيا ، فان الظلم يعني بداية زوال الجبابرة والملوك ...) ص 228 المجلة .
المجلة تحفل بدراسات قيمة عن الادب الفارسي ومشاهير أعلامه . ولذلك حرص الخليلي على طلب نسختين أهداني نسخة زينها باهداء جميل :
حبيبي الكاتب الاديب ابا سامان الورد
مع التحية والمودة والشوق الى لقاء قريب
على أجراف الفرات .. فأنا ابنه الوفي البار . وفي ظلال نخيله نستريح من
الغربة المريرة.
المحب أبو فارس 2/ 1/ 1994 ستوكهولم.
..................................
رابط فيديو عن الخليلي
https://www.youtube.com/watch?v=LrfxfPoPhjk&t=149s








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاديب عبد الغنى الخليلى
على عجيل منهل ( 2024 / 4 / 15 - 21:53 )
لقد كان لجريمة التهجير السيئة الذكر إلى إيران،- التى قام بها النظام السابق- بحجة التبعية الإيرانية، أثرها ووقعها الكبيرين على -الاديب عبد الغنى الخليلى، وصفها في كتاباته لاحقاً، ولربما أشد ما يحزننا، ونحن نقرأ، وصفه مسيره بين الأدغال حاملاً أمه على ظهره، وكيف كانت تعاني وإياه من الجوع والعطش، سوى جرعات من ماء المطر، فيقول‭-;-: ‬-;-كنت أغرفه لها بيدي فتشرب‭-;-.. ‬-;-وبينما كنت أبحث لها عن أعشاب ندية في مساكب الخضرة يمكنها أن تسد بها جوعها، عثرت على الخباز البري‭-;-. ‬-;-وحين عرفت أنها تعجز عن مضغه، رحت أمضغه لها وأدسه في فمها‭-;-. ‬-;-هذه صورة واحدة من ملايين الصور التي تعكس معاناة آلاف العراقيين الذين هجّرهم نظام صدام المجرم عنوة بدون ذنب‭-;-. ‬-;-ولم تتحمل أمه تلك الظروف فتوفيت ودفنت بعيداً عن مدينتها النجف


2 - تحية للسيد علي عجيل منهل
مؤيد عبد الستار ( 2024 / 4 / 17 - 18:34 )
بودي ان اشير الى معاناة المهجرين التي اشتدت في نيسان 1980 يوم قامت سلطة النظام الصدامي بتهجير الاف الاسر الكردية الفيلية في وسط وجنوب العراق الى ايران بحجة التبعية الايرانية ، واحتجزت الاف الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين 16 عاما و30 عاما والقت بهم في السجون ومازال مصيرهم مجهولا . هذا التهجير شمل بعض الاسر العربية ايضا من التي نم تنتظم في ركاب البعث مثل اسرة الخليلي .
كان الراحل عبد الغني الخليلي يقاسي مرارة الغربة وكان دائم التذكر لمرابع مدينته النجف . وقد كتب عن ذلك عدة مقالات منها ما نشر في الثقافة الجديدة وفي كتابه سلاما ياغريب.
واخيرا اقدم خالص التحيات للسيد علي عجيل منهل على اشارته الى التهجير الظالم الذي عانى منه الكرد الفيلية معناة مريرة. مع التقدير
مؤيد عبد الستار

اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل