الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجوم الايراني فشل عسكريًا وسياسيًا !؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2024 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


بالرغم من العداء بين اسرائيل وايران فالشيء المؤكد هنا هو أن اسرائيل وامريكا يفهمان (كويس) ما تريده ايران، وكذلك ايران فاهمة (كويس) ما تريده اسرائيل وامريكا!!.. ومن لم يفهم هذا الآن ، اذن متى سيفهم!!!؟؟ دعونا نستعرض المسألة:

(1) اسرائيل ضربت قنصلية ايران وقتلت 7 موظفين ايرانيين منهم ضابط برتبة عميد في الحرس الثوري، والغرض معروف هو استفزاز ايران وجرها لتنفيذ هذا الهجوم الانتقامي من أجل الهاء العالم عن ما فعلته وتفعله في غزة من جهة ومن جهة استعادة زخم الدعم الامريكي بعد ان اخذ يضعف بسبب قصفها وقتلها لقافلة (المطبخ العالمي) ومقتل عدد من الغربيين، الأمر الذي أغضب الغرب واغضب بايدن بوجه خاص!.
(2) ايران اصبح موقفها محرج (جدًا جدًا) قدام شعبها وانصارها ومعجبيها في العالم العربي والاسلامي بعد قصف اسرائيل لقنصليتها في دمشق ومقتل عدد من موظيفها على رأسهم ضابط في الحرس الثوري برتبة عميد، لذا اعلنت انها سترد وستعاقب اسرائيل (!!!؟؟؟).
(3) امريكا التي قضت على نظام صدام حسين واسقطته بقوة السلاح وقدمت العراق لقمة سائغة للنفوذ الإيراني والشيعي، طلبت ان يكون الرد الايراني في (حدود المقبول) ودون المساس بالخطوط الحمراء، اي (((عدم قتل اسرائيليين)))، وهددت ايران وتوعدت بأنها تلتزم بحماية اسرائيل!.
(4) حدثت من خلف الكواليس انصالات بين أمريكا وايران عبر وسطاء عمانيين وصيبيين لا ندري ما تم فيها بوجه التحديد لكن من المرجح أن ايران اخبرت أمريكا بأنها مضطرة للقيام بهجوم انتقامي على اسرائيل بينما أمريكا حذرت ايران من تجاوز الخطوط الحمراء وأن يكون ذلك الرد الانتقامي بدون خسائر في الارواح وأن لا يمس المنشآت الحيوية في اسرائيل!!.
(5) اسرائيل استعدت بعد ان علمت بموعد بداية الهجوم الايراني من امريكا (!!!؟؟؟)
(6) قامت ايران بالهجوم الاستعراضي (الرمزي) الذي يشبه (الالعاب النارية)، ملتزمة بالخطوط الحمراء الامريكية والاسرائيلية - بينما عدد القتلى في صفوف الاسرائيليين على يد دولة ايران (محور المقاومة) ظل كالعادة ((لم يتجاوز الصفر))(؟؟؟؟!!!)).
(7) انتهى الهجوم الايراني الاستعراضي على اسرائيل بدون أي خسائر في أرواح الاسرائيليين وتمكنت اسرائيل بمساعدة امريكا وبريطانيا من اسقاط ما يزيد عن 95% من الصواريخ والمسيرات المفخخة قبل أن تصل للأرض، وقالت ايران "اذا ردت اسرائيل سارد بشكل اقسى!" وفهمت اسرائيل الرسالة بأن هذا هو ((حد الهجوم)) الايراني، وان ايران فقط تريد بهذا الهجوم الاستعراضي حفظ ماء وجهها امام شعبها، ولهذا قررت اسرائيل ان لا ترد عسكريًا بل سياسيًا ودبلوماسيًا، فقدمت شكوى ضد ايران في مجلس الامن(!!!؟؟؟؟)، وهذا التصرف يعني ان الأمر انتهى عند هذا الحد و((يا دار ما دخلك شر!!)) وهو ما جعل (النتن ياهو) يظهر اليوم في مجلس الحرب مبتسمًا لأول مرة بعد 6 أشهر من العبوس والقلق بسبب فشل جيشه في تحقيق هدفه بالقضاء على حماس وقتل (السنوار) بل واستمرار المقاومة في اصطياد جنوده وقتلهم وسط حطام غزة!! فالهجوم الايراني يخدم أجندة النتن ياهو داخليًا وخارجيًا أكثر مما يخدم إيران!!
(8) وهكذا خرج الطرفان بمكاسب سياسية، فايران ستبدو امام شعبها وانصارها ومعجبيها في العالم العربي دولة ((بطلة وشجاعة وغير مسبوقة)) بهذا الهجوم الاستعراضي ((العظيم)) وغير المسبوق بالرغم أن نتائجه العسكرية والسياسية صبت في صالح حكومة (النتن ياهو) أكثر منها لصالح حكم (الملالي) في ايران!، وإسرائيل ستبدو امام شعبها ومعجبيها بأنها دولة قوية وذكية بصدها واسقاطها اكثر من 95% من هذا الهجوم غير المسبوق من المسيرات والصواريخ الايرانية وكذلك بعدم سقوط أي قتلى اسرائيليين من العسكريين والمدنيين حتى ولو سبعة اسرائيليين ردًا على مقتل الايرانيين السبعة في دمشق!!!! فضلًا عن انها ستكون قد استعادت زخم الدعم الامريكي وتعاطف (بايدن)، وفضلًا عن جعلها قضية غزة هامشية!!
وهكذا انتهت اللعبة!!... والعاقل يفهم!! ومن لم يفهم الآن أن إيران وقيادتها بالرغم من عدائها لإسرائيل إلا أن أمريكا واسرائيل لا تريد أن تنتزع جميع مخالبها وأنيابها فهي لازالت تحتاج لوجودها كبعبع تخيف به دول الخليج لتحتمي أكثر من أمريكا وتقترب أكثر من اسرائيل طلبًا للحماية من ايران واصرارها على مد نفوذها في العالم العربي من خلال تسليح أنصارها من الشيعة العرب وتمكينهم كأذرع لها في المنطقة ، فأمريكا تريد وجود ايران كدولة قوية في المنطقة أقوى من دول الخليج لا أقوى من اسرائيل، للغرض السابق ذكرها فضلًا عن تعزيز الانقسام الطائفي بين العرب والمسلمين على طريقة ((فرق تسد)).. ومن لم يفهم أهمية وجود ايران لأمريكا واسرائيل لهذا الغرض الخبيث الماكر، اذن متى سيفهم!!!!؟؟؟؟
أخوكم العربي/ البريطاني المحب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا هو الرد ايها اللبيب
سهيل منصور السائح ( 2024 / 4 / 15 - 10:36 )
اذا انت اكرمت الكريم ملكته *** وان انت اكرمت اللئيم تمردا
ما علاقة السنة والشيعة في امور سياسية؟؟؟.العهد السني والعهد الشيعي قد انتهى واصبحت الاديان شان شخصي وان اتخذته بعض الدول وسيلة لاغرلض سياسية. ايران كما السعودية لهما علاقات وطيدة بالصين وكوريا الشمالية وروسيا وهم دول شيوعية كما ان علاقة السعودية مع اليمن علاقه هجينة وكلاها دولتان اسلاميتان. فاين الاسلام من هذا ايها اللبيب؟؟؟.انها المصالح ولا شيء غير ذالك.
لا يخدعنك داع قام في ملاء *** بخطبة زان معناها وطولها
فما العظات وان طالت سوى حيل *** من ذي مقال على ناس تقولها.
افق ايها الاخ النبيل.


2 - أنت لم تفهمني!؟
سليم نصر الرقعي ( 2024 / 4 / 15 - 22:35 )
أخي السائح ، يبدو أنك لم تفهمني، أنا ليس لدي أي موقف طائفي حيال اخواننا الشيعة وخصوصًا العرب منهم إنما هنا أتحدث عن أمرين فيما يتعلق بالحالة الطائفية في العالم العربي كما يلي: فالشيء المؤكد أن ايران كثورة شيعية كانت منذ البداية لها نزوع لمد نفوذها السياسي والقومي والطائفي في العالم العربي ولا شك أنها استعملت الجماعات الاسلاماوية الشيعية وليس كل الشيعة كذراع لمد هذا النفوذ ابتداءً من تسليح هذه الجماعات الاصولية الشيعية الاسلاماوية كحزب الله اللبناني والعراقي والحوثيين بل ومحاولة استخدام بعض شيعة البحرين والسعودية ضد حكوماتهم كمحاولة لاقامة حكم شيعي هناك أو تكوين حزب الله سعودي أو بحريني !!... فايران استخدمت جماعات الاسلام السياسي الشيعي لمد نفوذها كما استخدمت السعودية السلفية الوهابية كما استخدمت تركيا الاسلام السياسي السني، هذا واقع لا يمكن اغفاله عند قراءة الواقع العربي، هذا من جهة ومن جهة أن الغرب بقيادة امريكا يستخدم الفرز الطائفي لصالح اغراضهم الاستراتيجية
ويستخدم ايران كبعبع لإخافة دول الخليج لطلب الاحتماء أكثر بأمريكا والتطبيع مع الصهاينة! هذا هو المقصود من كلامي تحياتي


3 - الاخ الكريم سليم
سهيل منصور السائح ( 2024 / 4 / 16 - 03:58 )
شكرا لك على هذا الايضاع واعتذر لعدم فهمي الجيد للهدف السامي الذي جاء في مقالكم. اعتذر للاسآءة ان حصلت والعذرعند خيار الناس مقبول. سلام عليكم.