الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى اين يأخذك حزب الله يا لبنان

ابراهيم نور الدين

2024 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


كشفت حالة الاستقطاب التي ضربت لبنان في الأسبوع الماضي جاء اغتيال الناشط في حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان ما ينتظر لبنان إذا ما تبين أن الاغتيال كان بالفعل اغتيالا سياسيا مغلفا بعمل جنائي يتعلق بسرقة سيارة المغدور. زعيم حزب الله استبق وننفى ضلوع حزبه في عملية الاغتيال وكاد الريب أن يقول خذوني.
في كل خطاب له يظهر حسن نصر الله وكأنه صاحب الدين والدولة في لبنان الآمر الناهي فيه ومالك زمامه ولجامه. يختفي لبنان الرسمي كلما نطق نصر الله ويتوارى زعماؤه السياسيون الذين ينشغلون بمصالحهم الخاصة. أما الجيش اللبناني فكأنه غير موجود أبداً وتارك الأمر لحزب الله يقرر الحرب والسلم.
من ابرز ما يتميز به الضعفاء في حروبهم اختلاق النصر من الوهم وادعاءه بعد كل هزيمة. في ألفين وستة بعد دمار أكثر من نصف لبنان ادعى الحزب أنه حقق النصر مع أن تلك الحرب أظهرت فشل الردع الذي يدعيه.
واليوم يتحدى حزب الله الواقع ليجر لبنان إلى حرب جديدة قد تكون أحوال غزة مجرد نزهة مقابل ما سيتعرض له لبنان مثلما قال قادة الجيش الإسرائيلي. وقد اعدوا قوة كافية لتدمير حزب الله وتدمير لبنان معه والسلطات اللبنانية صامتة لا تتكلم وكأنها غير معنية أو غير موجودة. لماذا يقبل اللبنانيون على انفسهم أن يظل جيشهم رهنا لميليشيات حزب طائفي وهم أكثر الشعوب العربية اعتدادا بوطنيتهم وبجيشهم فكيف سقطوا في التجربة أمام هذه الميلشيات؟
ظل حزب الله منذ تأسيسه أداة بيد إيران يعمل لصالحها ويخدم أهدافها مقابل الدعم اللامحدود الذي يأمل أن يصل به إلى السيطرة على لبنان وحكمه وتحويله إلى جمهورية شيعية تابعة للمرشد الإيراني يحكمها الولي الفقيه.
لا يعلن حزب الله بصراحة نواياه تجاه مستقبل لبنان لكن كل تصرفاته وكل ما يقوم به وكل بياناته تتضمن وبصورة خفية أحيانا وأخرى علنية أن عينه على الرئاسة الأولى في لبنان. والا ماذا يعني تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وتعطيل تعيين المدراء والمسؤولين الكبار في المناصب التي حددها الدستور للموارنة؟
نشر الحزب في العام 1985 ما يسمى وثيقة التأسيس وفيها يدعو بكل وضوح إلى تأسيس دولة إسلامية في لبنان. وقد قال نصر الله عندما استلم قيادة الحزب عام اثنين وتسعين: "مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره، هو مشروع دولة إسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان جزءً من الجمهورية الإسلامية الكبرى، التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق، الولي الفقيه".
بات كثير من اللبنانيين ينظرون إلى ميليشيات حزب الله على أنها ميليشيات طائفية تتمسح بحجة المقاومة وهي حجة يجعل منها ستارا يخفي وراءها أهدافه الحقيقية. وفي الأحداث الجارية ينكشف دور حزب الله الذي يسعى إلى توريط لبنان في حرب غير متكافئة مع إسرائيل. هنا تكون فرصة حزب الله للانكفاء إلى الداخل وبسط سيطرته على البلاد بحكم أن ميليشياته هي الوحيدة التي تملك السلاح الكافي لتحقيق هذه المهمة.
إذا ما اصبح لبنان بعد الحرب دولة دينية يحكمها الولي الفقيه سيكتمل الهلال الشيعي الذي بدأته إيران منذ عام ألفين وثلاثة وأحكمت سيطرتها على العواصم التي تمثل دول هذا الهلال. كما سيصبح لإيران موطىء قدم على البحر المتوسط وتتلاعب بالقيادات السياسية في هذه الدول لكي تدور في فلكها مستعيدة أمجاد إمبراطورية الفرس المندثرة.
استخدم حزب الله الدعم الإيراني المالي وترسانته العسكرية الكبيرة للتغلغل في الدولة اللبنانية وإقامة هيمنة شيعية. من خلال هذا الدعم تمكنت إيران أن تعيد تشكيل المجتمع الشيعي في لبنان وتعزيز نفوذها فيه وبات واضحا ما عمله الحزب في ربط لبنان بأجندة إيران مع أن الهدف المعلن للحزب هو مقاومة إسرائيل.
من خلال تعطيل القرارات الرئيسية المهمة عمل الحزب على أضعاف المؤسسات اللبنانية الرسمية وزرع أعوانه وعملاءه في مختلف الدوائر الحكومية. وبهذا يقوم الحزب بالسيطرة على لبنان بالتدريج من دون أن يعلن نواياه الحقيقية. وما يغضب اللبنانيين هو صمت الدولة اللبنانية ومواقف السياسيين والنخبة الذين يرون أن الحقيقة مغيبة وسلطة الدولة مرهونة لجهة حزبية واحدة. وهذه الجهة هي حزب الله الذي يصادر القرار الاستراتيجي للدولة اللبنانية وفق ما يقوله زعيم القوات اللبنانية سمير جعجع.
من هنا يتضح أن موقف حزب الله فيما يخص انتخاب رئيس الجمهورية المعطل منذ شهور طويلة يتلخص بشعار "مرشحنا أو لا أحد". وما ينطبق على انتخاب رئيس الجمهورية ينطبق على تعيينات المناصب العليا.
لماذا لا يستطيع الجيش اللبناني النظامي أن ينتشر على الحدود مع إسرائيل؟ أم هل انتشاره يخدم إسرائيل؟ مثلما قال الرئيس الأسبق أميل لحود في مقابلة تلفزيونية؟ لماذا يدفع الشعب اللبناني ثمن مغامرات حزب طائفي مرهون للخارج؟ ما يريده اللبنانيون هو أن تتولى الدولة مسؤولياتها وتنهض بها حتى لا تصل إلى حالة الاضمحلال التام.
الذين وزعوا الحلوى احتفاءً بفتح جبهة الحرب عام ألفين وستة عادوا واستصرخوا العرب لوقف الحرب وبكى على بلاده رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في حينه في مؤتمر عربي فهل سيدفع حزب الله رئيس الوزراء الحالي للبكاء في مؤتمر عربي جديد؟
بكى فؤاد السنيورة على لبنان وادعى حزب الله الانتصار الإلهي. وفي هذه المرة سيبكي نجيب ميقاتي وسيدّعي حزب الله الانتصار ولكن لبنان سيكون في خبر كان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟