الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامة أزدواجية المعايير .

صباح حزمي الزهيري

2024 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


مقامة أزدواجية المعايير :
عندما تشتد سخونة الجسم نتيجة ألأنفلونزا , تبدأ المرارة بالأنتشار في التذوق وألأحساس والرؤيا , وتتغير النظرة للأشياء لتبدو أكثر وضوحا وجدلية....
أتابع مايحدث في غزة لتزيد مرارته على ذهني وتفكيري فوق ما بي من مرارة ألأنفلونزا,
وأستمع لمذيعينا ومحللينا ومسؤولينا يتهمون ألأعداء بأزدواجية المعايير وهو أمر معروف طالما جربناه على مجرى المآسي والنكبات التي مررنا بها....
لدى الغرب وعلى رأسه واشنطن معايير مزدوجة بل إن واشنطن هي المتعهد الرسمي للمعايير المزدوجة دولياً وبشكل سافر ومستفز, لكن ماذا لدينا نحن ؟
إسرائيل مجرمة وتجرم , لكن ينبغي ألا نجرم نحن أيضاً بحق أنفسنا والأبرياء من خلال الهروب للأمام , فلن يقاتل أحد نيابة عن غزة لا إيران ولا حزب الله وبالتالي يجب أن يقال كفى قتلاً ودماراً.
لا يعقل أن تستمر هذه الحرب الشعواء بغزة دون أن تتحمل حماس المسؤولية, ولا يمكن أن تستمر حملات التخوين والاغتيال المعنوي بدعم من أطراف بمنطقتنا تمارس ازدواجية المعايير بشكل صارخ.
منذ اندلاع الحرب لم نسمع صوتاً عربياً يقول لـ(حماس) كفى مغامرات, ولا بد من حلول لحقن دماء أهل غزة, وإن هناك خطراً حقيقياً على غزة جغرافياً وعلى أمن الأردن ومصر.
لم يقل مسؤول عربي تلميحاً أو تصريحاً لإسماعيل هنية بعد مطالبته بوقف إطلاق النار والشروع بحل الدولتين, إذا كنت تؤمن بذلك فعلاً فلماذا افتعال حروب غير متكافئة أو غير مبررة, لأن بذلك ازدواجية معايير أيضاً؟
ولم يُقل لـ(حماس) كيف تقدمون على حرب دون الاستعداد لحماية الأبرياء وتوفير أقل ما يحتاجون إليه من أساسيات وعلى الأقل رعاية أهل غزة مثلما فعلتم مع الشابة الإسرائيلية مايا, أو الأخرى التي خرجت من الأسر رفقة كلبها ؟
لم نسمع من العرب من يقول أو يسرب للإعلام , إن على بعض دول المنطقة التي تحظى بعلاقات مع إسرائيل الكف عن المزايدة, ووقف حملات جيوشها الإلكترونية بوسائل التواصل من ((شيطنة)) بعض الدول العربية.
لم نسمع نقداً لرعاة الإخوان المسلمين بمنطقتنا, سواء إقامة أو مواقع جيوش إلكترونية مضللة, حيث يحق للبعض التواصل مع إسرائيل وقياداتها, بينما يتم التأجيج والتهييج بحق دول عربية تقوم بما يخدم مصالحها القومية.
وبعيداً عن قصة غزة, لكن ضمن الإطار الزمني, لم نسمع من العرب مَن يقول للنظام بسوريا تلميحاً أو تصريحاً, توقفوا عن قتل واستهداف المدنيين, واشرعوا بالحل السياسي حقناً للدماء.
ولم يقل أحد للحكومة اللبنانية إنكم مثلما تدينون قتل الصحافيين الذين يخاطر حزب الله بحياتهم أوقفوا استهداف الحزب للصحافيين المخالفين له أو لكل الميليشيات بالمنطقة, لأن ذلك أيضاً يعد ازدواجية معايير.
ولم نسمع مَن يوجّه سهام النقد للمتقاتلين في السودان, ويسمي الأشياء بأسمائها, وذلك من أجل حقن الدماء, والحفاظ على ما تبقى من السودان, إذا تبقى منه شيء أصلاً.
هذه ألأقوال هي كلمات محموم يهذي لقول ما يجب أن يقال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة