الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجوم الإيراني على دولة الاحتلال: ما له وما عليه!

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2024 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


شنت إيران يوم السبت 13/ 4/ 2024 هجوما واسع النطاق، وغير مسبوق على إسرائيل أسمته " الوعد الصادق" بعدد كبير من الصواريخ والطائرات المسيرة ردا على غارة إسرائيلية على قنصليتها في العاصمة السورية دمشق في الأول من أبريل/ نيسان 2024، وقتلها قادة في الحرس الثوري الإيراني من بينهم القائد في فيلق القدس محمد رضا زاهدي، وقالت إن العملية استهدفت قاعدة " نيفاتيم، الجوبة التي انطلقت منها الطائرات الإسرائيلية لمهاجمة القنصلية، ومركز استخبارات إسرائيلي في شمال الجولان استخدم في تخطيط وتنفيذ تلك العملية.

إيران قالت إنها حققت أهدافها من الهجوم، وتدفقت في شوارع مدنها حشود من المواطنين للتعبير عن دعمهم لدولتهم وابتهاجهم بردها على ممارسات إسرائيل العدوانية. وإسرائيل التي اعترفت بجرح اثنا عشر شخصا، وبإصابة القاعدة ومركز الاستخبارات بأضرار زعمت أنها المنتصرة، وقالت إنها نجحت في اعتراض واسقاط 99% من الصواريخ والمسيرات الإيرانية بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا والأردن.

لا أحد يصدق كذبة إسرائيل عن تحقيقها هي ومن شاركوها في صد الهجوم النسبة المذكورة؛ فدولة الاحتلال تمارس الخداع والكذب لتضليل الرأي العام العربي والعالمي منذ إنشائها، كما كذبت يومي 7و8 اكتوبر الماضي عندما زعمت بأن مقاتلي حماس ذبحوا 40 طفلا، واغتصبوا النساء، وتبين فيما بعد كذب هذه الادعاءات، وقامت بالتقليل من عدد ضحايا الفلسطينيين في حرب غزة، ولم تكشف عن العدد الحقيقي للقتلى والجرحى بين صفوف جيشها.

وعلى الرغم من الاختلاف الواضح في وجهات النظر المتعلقة بتنسيق الهجوم مع عدد من الدول، وبأن نتائجه كانت أقل من التوقعات الشعبية، حيث انه لم يستمر سوى بضع ساعات، ولم يدم دولة الاحتلال ويسبب لها دمارا مؤلما كما توقع الكثيرون، إلا أن إيران التي تبعد 1300 كم عن فلسطين استطاعت أن تصل إلى الأراضي المحتلة وفرضت نفسها كلاعب قوي في المنطقة، وان هجومها كرس عددا من الحقائق من أهمها كونه الهجوم المباشر الأول من نوعه الذي أخرج نزاع الظل بين الطرفين إلى العلن، وأثبت حقيقة لا يمكن إنكارها وهي ان إيران هي الدولة الإسلامية غير العربية الوحيدة التي هاجمت إسرائيل بطريقة مباشرة، وأظهر بوضوح هشاشة وضعف دولة الاحتلال واعتمادها على الولايات المتحدة ودول الغرب وبعض الدول العربية لحمايتها وتأمين حدودها، وأدى الى انهيار عقيدة إسرائيل كسيدة للأمن في المنطقة وكحامية لبعض الأنظمة والحكام العرب، وبعث برسالة لقادة دول الحليج ودول التطبيع العربية مفادها بأن أمريكا وإسرائيل لا تستطيعان توفير الحماية لهم ولأنظمتهم.

هجوم إيران على دولة الاحتلال لم يكن " مسرحية " كما يزعم البعض، بل كان ردا على هجوم إسرائيل على سفارتها، وتحذيرا لها وللولايات المتحدة ومن لف لفيفهما من قادة التطبيع والخذلان العرب بأن إيران لا تساوم، ولا تتخاذل، وترد على من يعتدي عليها؛ كان من الممكن ان يلحق الهجوم خسائر أكبر بكثير من تلك التي نتجت عنه، لكن مشاركة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وبعض الدول العربية في التصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية أفشلته وساهمت في الدفاع عن إسرائيل وحمايتها.

لكن المعيب هو ان عددا كبيرا من الصواريخ والمسيرات الإيرانية اتي كانت متوجهة لضرب المنشآت الإسرائيلية أسقطت بواسطة دفاعات عربية! فلماذا لا تقوم هذه الدفاعات العربية باعتراض الصواريخ التي تسقطها إسرائيل على أهلنا في غزة؟



كاتب فلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل تعرف لماذا؟؟؟
سمير أل طوق البحراني ( 2024 / 4 / 17 - 03:44 )
انها المصالح ولا شيء غير ذالك. ان من يدعي بان هناك رابطة دينية او قومية فهو كاذب محتال. الروابط هي المصالح ولا شيء غير ذالك. الدين والقومية هما اداتان لتحفيز الشعوب المؤدلجة لا غير. اين المنظمات الجهادية التي تدافع عن الله ورسوله ودينه مما يجري من حرب ابادة للفلسطينيين عامة والغزيين خاصة من قبل اسرآئيل؟؟. اليس الفلسطينييون مسلمون سنة وارض فلسطين ارض عربية مسلمة بالتعريف المتفق عليه بين المسلمين ام انها اسرآئيلية والمسلمون هم المحتلون؟؟؟.ولكن!!!.
ارائيك فليغفر لي الله زلتي *** فديني ودين العالمين رياء

اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية