الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامة الأبتسامة .

صباح حزمي الزهيري

2024 / 4 / 17
الادب والفن


انا أعذر, فإذا كان الحب هو موت صغير كما يقول محي الدين بن عربي فان الحمى هي موت اكبر من الحب , وهي معاناة من أوجاع وآلام , وأنا أدعو لكل محموم بجاه قول عبد المطلب : (( يا أبا طالب انظر ان تكون حافظا لهذا الوحيد الذي لم يشم رائحة ابيه ولم يذق شفقة أمه)) , ومع ذلك نظل واقفين كشجرة زيتون ضاربة الجذور وتعطي بلا حدود, و الحمى لا تترك للمرء رغبة بأي شيء , بل تجعله لا يجيد حتى التفكير بأبسط الأفكار , وهن في الجسد وارتعاش وقرف من كل شيء ,لا بات محموما من تحب .

المناغاة تجعل المحموم يسلو , وقد يبتسم رغما عنه , تذكرت أنشودة مطر السياب التي حفظناها عن ظهر قلب والتي يقول فيها : (( عيناكِ حين تَبسمانِ تورقُ الكروم , وترقص الأضواء كالأقمار في نهَرْ, يرجّه المجذاف وهناً ساعة السَّحَرْ)) , الوجه المبتسم كاف لإسعادي , وأذكر اني عندما مرضت كنت أحتاجُ دفئ الحديث وحنان الشُعور وأصابعُ القلب التي تشُدُّ الجرح بدون ضرورة القُرب, وما الورد ألا أشياء تحمل الرائحة وتعكس الجمال, ولذا فعندما أخاف على المحموم وأهتم لحزنه ليس لأنه واجب علي , ولكن بين أضلعي قلباً يأمرني بذلك.

تعلمنا ان ألابتسامة هي اللغة التي لا تحتاج إلى ترجمة, وأن الوجه المبتسم شمس ثانية, ولا تستطيع إحصائيات العالم قياس دفء ابتسامة, فبالابتسامة الصادقة والكلمة الطيبة نعيش جمال الحياة, أما ابتسامتها فهي الأعجوبة الثامنة, وأما السبع السابقات كلها فيعدن لها, والابتسامة أمرها عجيب , إن رسمتها لحبيبٍ شعر بالراحة, وإن رسمتها لعدو شعر بالندم, وإن رسمتها لمن لا تعرف أصبحت صدقة لك, وابتسامةٌ واحدةٌ تغني عن مئة كلمةٍ يصعب قولها, وهي تلين الحديد, ويكمن فيها سرّ الشعور بالراحة والأمان, وهي تساوي كنوز الدنيا وما فيها فهي مفتاح القلوب, وهي الضوء في نهاية طريق مظلم , و حياة لمن لا حياة له, وأنا علمتني الحياة أن أبتسم في الوقت الذي ينتظرون فيه أن أبكي.
يقول المتنبي: ((تَمُرّ بكَ الأبطالُ كَلْمَى هَزيمَةً وَوَجْهُكَ وَضّاحٌ وَثَغْرُكَ باسِمُ)), ويقول أيضاً: (( بأدْنَى ابْتِسَامٍ مِنْكَ تحيَا القَرَائِحُ وَتَقوَى من الجسْمِ الضّعيفِ الجَوارحُ
وَمَن ذا الذي يَقضِي حقُوقَكَ كلّها وَمَن ذا الذي يُرْضي سوَى من تُسامحُ)) .
ويقول إيليا أبو ماضي: (( قال السماء كئيبة وتجهّما قلت ابتسم يكفي التجهّم في السما
قال الصّبا ولّى فقلت له ابتسم لن يُرجع الأسف الصّبا المتصرّما)).

أما طرفه فله : ((ولست بمفراح إذا الدّهر سرّني ولا جازع من صرفه المتقلّب)).

هل رأيت ماذا فعلت أبتسامتك ؟ أتمنى أن أسمع رنين ضحكتك قريبا , وأختم مقامتي بهذه العبارة من المزاج الرايق بالانجليزي:
- To create well I have to be in a good mood, happy and cool)))) لكي أخلق جيدًا ، يجب أن أكون في مزاج جيد ، سعيدًا وهادئًا.((








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال