الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس في الثقافة مقتطفات 131

آرام كربيت

2024 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


عندما نشر روجيه غارودي كتابه، الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية، تشكيكه بالرقم، ست ملايين يهودي تعرضوا للموت بالمحرقة.
قامت جماعة، الليكرا، وهي الرابطة اليهودية لمناهضة العنصرية ومعادة السامية باتهامه ومن ثم محاكمته.
في هذا الكتاب يحذر غارودي من خطر يخلقها اللوبي العالمي، كما أنه فند في هذا الكتاب الأساطير التي قامت عليها دولة إسرائيل.
هناك قانون في فرنسا أسمه، فابيوس جيسو، ينص على" معاقبة كل من، يُعبر بكلمات أو أفعال تنم عن عنصرية ومناهضة للسامية وتحض على الكراهية العرقية.
وقد أوضح جارودي" أن هذا القانون جعل من محكمة نورمبرج التي أعلن رئيسها أنها كانت آخر عمل حربي للحلفاء، جعلتها المرجع النهائي المطلق للحقيقة التاريخية"
كما هو معروف أن غارودي أسلم، بله تحول إلى أيقونة إسلامية في طول العالم الإسلامي وعرضها، خاصة ان هذا الفيلسوف كان شيوعيًا، وكانوا يضربون به المثل على حقيقة الإسلام وعالميته.
قدم الرجل للمحاكمة في فرنسا لكونه فرنسيًا أبًا عن جد، تقدم المحاميان، جاك فيرجيس وبيتيلو، للدفاع عنه، لكن العالم الإسلامي المنافق بعد هذه المحاكمة صمتوا عن ذكره كصمت الأموات، وغاب اسم غارودي من التداول لأنه منع النشر في وسائل الإعلام في العالم كله.
لم يدافع مفكر أو كاتب أو منظمة إسلامية عن هذا الرجل الذي شغل الدنيا ولم يقعدها عندما حاكمته الصهيونية العالمية وجردته من إنسانية ونطقه بالحقيقة.
علينا التذكير أن الرجل أشار إلى تعاون الصهيوينة مع النازية في هذا الامر، كما أشارت حنه آرنت إلى هذا، وتعرضت هي الأخرى إلى القدح والإهانة والأهمال، والابتعاد عنها، مما ابقاها هذا في عزلة بعد تخلي أصدقائها عنها.
غاية هذا المنشور، أن العالم الإسلامي السياسي منافق وكذاب، ولأعب أصيل مع النظام الدولي.

القضايا العادلة ليست عادلة إلا إذا نفخنا فيها الحياة عبر الفكر.
قرأت كتاب اسمه، أصول الدين والعنف والتاريخ، والإبادة للكاتب جون دوكر.
وهذا الدوكر، قرأ هذا التاريخ استنادًا إلى مسرحيات أغريقية، والشعر، يعود إلى عام 500 قبل الميلاد مستمدة من أعمال هوميروس ويروبيدس وسوفكليس وغيرهم.
يحلل هذا التاريخ من المنظور الأدبي، لأنه المنظور الأكثر دقة، كما أن أدوارد سعيد حلل ظاهرة الاستشراق من المنظور الأدبي أيضًا.
التراث يقرأ عدة قراءات، ومنه نستنتج الكثير من الاستنتاجات.
المرأة تقدم خدمات لا تقدر بثمن للطبقة المخملية، أعمال، ألف ليلة وليلة، وتباع وتشترى حسب مواصفاتها، وقدرتها على ادخال السعادة إلى قلب من يشتريها.
إن الرقص والجنس والغناء والعزف، جزء مهم من الإغراء، والسعادة للتاجر او الحاكم، ويجب أن تكون الصبية الصغيرة جميلة، وجذابة ومرغوبة لأنها مادة جنسية أطيب وأجمل بالنسبة لهم.
إن الرواية التاريخية تعبر عن نوع الحكم، ونوع الطبقة الحاكمة، كالتجار ورجال المال والسلطة.
وتجسيد حقيقي للحضارة الذكورية المنفلتة من عقالها.
إذا دققنا في التاريخ الحقيقي للإنسان، سنرى أننا جميعَا، مادة أو سلعة تباع وتشترى بنسب.
نحن نخرج أجزاء من السلعة من سياقها التاريخي ونحلله.
وليس صحيحا أن التراث يقرأ في وقته.
الفليسوف الطيب تيزيني له ثلاث مجلدات عن التراث، اسمه من التراث إلى الثورة يعالج فيها قضايا التراث، ولدينا محمد عابد الجابري، وجورج طرابيشي. قراءة التراث مدخل لفهم التاريخ والحاضر، ويجب أن يقرأ من مئات المصادر ومن آلاف الكتاب او الفلاسفة أو المؤرخين والباحثين.

الماضي والمستقبل
ماذا سيكون عليه المستقبل إذا ذهبنا إلى الماضي، وجلسنا في خيمته؟

الأجيال
الجيل القادم سيفتقد للخيال البريء، لملاقاة الطبيعة او الحيوانات البرية أو الأهلية أو العشب الأخضر أو البحر أو النهر.
لقد تم ربط مصير الفرد العادي بالنظام العالمي، بالسياسة العالمية، لهذا أضحى مقيدًا بكل ما يصدر عنها في الشأن الاقتصادي والسياسي.
ماتت العفوية والرقة، والقلب الطيب. وكأن حياتنا تسير على حافة جرف عال معرض للسقوط في الشلال العميق الذي لا نهاية له.
أينما تمشي ترى أمامك سدود وحواجز وأخبار مزعجة ومؤلمة، وأمراض تحاصرك وتنال من وجودك وتقزم إنسانيتك، وتلغي أحلامك.
عندما تموت البراءة يموت الإنسان.
نحن أموات برسم البقاء، مجرد تشيؤ

محاكمة نورنبرغ
أستطيع القول أن محاكمة نورنبرغ تساوي بالقوة والفعل، قنبلة هيروشيما وناكازاكي، وتدمير درسدن وكولن.
نورنبرغ كانت محاكمة لأوروبا كلها، واليابان أولًا، والعالم ثانيًا، هي وصايا، سيطرة من جهة من أجل الامتثال المباشر، وهيمنة جهة واحدة هي الولايات المتحدة على العالم، ومن أجل بقاء الخوف قائمًا، فرضتها القوى العميقة التي أسست النظام الدولي الجديد بقيادة هذه النخبة، ومن أيديها خرجت بروتون ووذ.
جميع الدول والشعوب والأفراد كانوا ولا زالوا يعيشون تحت هذا الثقل القميء، منذ العام 1945.
على الدول والشعوب أن يمشوا مغمضي العيون، وأن يسدوا آذانهم، أن لا يسمعوا أي شيء، ولا يتكلمون الكلام الذي يجب أن يقال.
لا زلنا تحت حصار، نورنبرغ، وصاياها، محكوم علينا أن نبقى خائفين منها.

الحب
الحب يحب الليل، والليل يحب الاسترخاء والهدوء والتأمل، والكثير من التأني والحيطة والحذر، ليقطع المسافات الطويلة بسرعة السلحفاة.
وهذا الحب يتنهد، ويتَّأوه، وفي حالة فيض هادئ.

المتدين
المتدين إنسان مسكين، مازوخي، يجلد نفسه يوميًا بكل أشكال العقاب دون أي سبب.
يعيش الوسواس القهري على أصوله، واضطراب السلوك لإرضاء كائن علوي، يعتقد أنه يراقبه ويثني عليه أو يجلده إذا خالف الأوامر.
إنه تعذيب ذاتي لذيذ، لا قيمة موضوعية له أو قيمة عملية سوى الهوس في عشق الوهم.
الواقع بقسوته يكذب الغطاس، فعلى من يسبح في الوهم أن يقيم نفسه بالعمل الجاد.

الزمن والموت
الثانية الواحد وأنت في حالة الموت، تقطع خلالها كل المجرات والكواكب والشموش، وتدور حول الكون كله مرات ومرات.
أما الثانية الواحدة في الحياة، فإنها لا تمنحه التقاط أنفاسك، أو مضغ ذرة من بلحة.

الصمت له هيبة
يبقى الصمت له هيبة عظيمة ووقار.
الصمت لغة متعالية، لغز لا يمكن الوصول إليه.
إنه مفتاح الحياة في خلودها، يمكننا اللجوء إليه عندما نحب أو نتأمل أو نفارق الأحبة أو نبكي أو نرسم أو نفكر أو نكتب أو نحزن ذلك الحزن الذي يمزق شرايين القلب والروح.
إنه تحت الأبجدية وفوق اللغة.
إنه بداية الحياة وبدؤها

الأكثرية الدينية
"الأكثرية" في العراق باعوا هذا البلد العملاق من أجل السلطة.
ماذا استفاد الشيعة العراقيين، المهمشين والفقراء والمتنورين من وصول عمار الحكيم أو المالكي أو مقتدى الصدر إلى قبة السلطة؟ ما هي النتائج الأيجابية لوصول الأكثرية الدينية أو الطائفية القميئة إلى مركز القرار؟
العراق تحول إلى مستنقع طائفي بكل المقاييس. غاب الحس الوطني وتشوه الإنسان في هذا البلد العريق وزادت المحسوبية والفساد السياسي والأخلاقي دون أي أفق سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي لإنسان هذا البلد.
هل هذا كان البديل الذي يريده الشعب العراقي وناضل من أجله؟
الأكثرية أو الأقلية الدينية مصطلحات دنيئة قميئة، لا يمكن أن تحمل أي مدلول واقعي في داخل هذه المفاهيم. ولا هم وطني أو إنسانيا أو تنويري أو محاولة الوصول إلى المستقبل الأفضل من خلالهما.
إنها مشاريع مريضة لقوى عاجزة تريد أن تصل إلى الثروة على جثة المجتمع وبأي ثمن.
الأكثرية والأقلية مفاهيم ديماغوجية يجري استخدامها من قبل فئة قبيحة من المثقفين السوريين في هذه الأيام دون دراسة أبعاد هذه المفاهيم وإلى أين تودي بنا.
لم أسمع أي تحليل فكري أو سياسي لهذه المقولات أو المفاهيم المتداولة بقوة وبكثرة. ربما يكون هذا حالة نرجسية أو نفسية أو مرضية أو خوفا على الهوية من الضياع وانحدار إلى الانحدار.
المتحمسين كثر والفارغين المطبلين أكثر.
هل يقبضون ثمن هذا التجييش، ومن من؟ أم أن اللوثة في عقولهم المريضة تدفعهم ليخرجوا ما في دواخلهم من الوسخ والنتن؟
ما هكذا تورد الأبل، ولا هكذا تبنى الأوطان؟

عيد الاستقلال
آخر مرة أحببت عيد الاستقلال عندما كنت في الثامنة من العمر.
كنّا أطفالًا صغار نرتدي قمصانًا بيضاء وخفافة صينية بيضاء، وجوارب بيض وشورت أسود، ونمشي مسيرات وطنية نجوب فيها شوارع الحسكة احتفالًا بهذه المناسبة.
في هذا اليوم بالذات نقلنا بيتنا من مدينة الحسكة إلى رأس العين، وفيه حرمت من حضور مباراة مهمة في كرة القدم بين نادي الحسكة الرياضي ونادي الخابور.
وكان التاريخ ظهر يوم الأثنين، العام 1967.
كان الاحتفال بالوطن واستقلال الوطن قبل هذا التاريخ له نكهة وطنية مختلفة تمامًا.

الديمقراطية
الديمقراطية ليست من مرتكزات الدولة، أنها دخيلة عليها، ثوب يتم خياطته على مقاس النخبة الحاكمة. ويمكن اللعب عليها وتغيير اتجاهها وخط سيرها كما فعل هتلر. إنها برقع أسود يغطي عيوب السلطة وممارساتها القذرة.
جوهر الدولة يرتكز على دعائم القوة وتنفيذ إرادة النخبة.
ومع هذا فإن الديمقراطية هي أقل قسوة من التسلط المباشر، تربط المؤسسات بالقانون، ومنها السلطة التنفيذية.
لم تصل البشرية إلى بناء مفهوم جديد يقود هذا العالم إلى احترام الإنسان والطبيعة والحيوان وبقية الكائنات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية