الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل لا يزال من يحلم بالدولة الفلسطينية ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2024 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


"هذه الدراسة من Cyber بعد ان قطع البوليس السياسي الكونكسيون عن منزلي "
هل انتهت " غُمّيْضة " ( لعبة الأطفال تسمى " غُمّيْضة " ) الدولة الفلسطينية ، والى الابد ؟
لماذا اجترار الوضع الذي زاد استفحالا اليوم ، منذ قبول ( منظمة التحرير الفلسطينية ) الدخول في مفاوضات ماراطونية مع الدولة الإسرائيلية ، منذ سنة 1982 ، مؤتمر مدريد Madrid ، ومنذ 1993 مؤتمر Oslo ، ولا احد لا يزال يحرك الملف ، ولو من تحت الطاولة ..
هل اقتنعت جماعة محمود عباس باستحالة قيام دولة فلسطينية الى الابد ، ورغم ذلك لا يزال عباس ومن معه في المقاطعة ، ( سلطة ) رام الله ، تدس رأسها في التراب ، حتى لا تتأزم كثيرا بمعرفتها بالحقيقة التي أصبحت فارضة نفسها ، سيما اهمال محمود عباس ومن معه ، الحقيقة الفارضة نفسها منذ سنة 1982 ، ومنذ سنة 1993 . لان السؤال الذي يجب طرحه الآن . ما السبب مع طول مدة ( التفاوض ) في عدم بناء الدولة ، او الدّويُلة ، منذ 42 سنة من الجلوس ( لمفاوضة ) الطرف الإسرائيلي ، المعروف بالكفاءة العالية في تدبير وتسيير المفاوضات الدولية . لان من يقرر في إسرائيل كما في أمريكا ، النخب ذات الكفاءة العالية ( الجامعات ) ، وتشتغل في صمت وبقدرة في ( التفاوض ) ، وصلت حتى العلاقة بين " Tzipi Livni " وزيرة خارجية إسرائيل ، التي فضحت علاقتها مع مسؤولين فلسطينيين ( يحاورون ) ، باسم المقاطعة ، او باسم جماعة رام الله ، ومنهم " ياسر عبد ربه منصور " ، و " قريع " .
هل كانت إسرائيل حقا تفكر في منح الفلسطينيين دويلة وليس دولة ، منزوعة السلاح ، وتبقى في مجملها خاضعة للرقابة الإسرائيلية ، ويكون هذا المخرج قد انهى صراعا منذ النصف الثاني من الاربعينات .. هل حقا ان إسرائيل التي ( تتفاوض ) ، لها رغبة في إيجاد حل يلبي بعض مطامح محمود عباس وجماعته ، تحت راية إسرائيل الكبرى ؟
مرت حتي الان اكثر من 42 سنة على هذا ( التفاوض ) الذي لم يثمر نتائج إيجابية لسلطة رام الله ، وللفصائل التي كانت تنتظر نتيجة نهاية ( التفاوض ) ، ولمعارضي سلطة رام الله ، ومعارضي كل ( منظمة التحرير ) ، وتمثل هذا الخيار حركة الإسلام السياسي الاخواني ، بزعامة حماس والجهاد .. ، وللتذكير فان إسرائيل هي من كان وراء انشاء حركة إسلامية فلسطينية ، سُمّيت ب ( حماس ) ، لمواجهة التنظيمات والمنظمات الفلسطينية الأخرى ، من قوميين ، وقوميين ماركسيين ، وماركسيين ، وحتى ( ليبراليين ) . لكن ما تجاهله الموساد في تقريره للأوضاع ، وللاحتمالات ، وما تجاهلته التقارير الرسمية لإسرائيل العميقة ، ان ( حماس ) التي انشأتها ، انقلبت عليها ، وعوض مواجهة ( حماس ) لمنظمات ( التحرير ) ، أصبحت المواجهة مع الدولة الإسرائيلية بطرق لم تخبرها المنظمات الفلسطينية القومية ، والقومية الماركسية ، والماركسيين والشيوعيين . ، فأصبحت مواجهة ( حماس ) لإسرائيل التي انشأتها ، مواجهة عقائدية ، وليست مواجهة إيديولوجية . وطبعا حين يحشر في أي مجابهة او صراع العامل الديني ، والحضاري ، والارث الأيديولوجي ، تكون نتائج المواجهة كارثية ، والتفجيرات التي عرفتها تل ابيب ، ومدن إسرائيلية أخرى باسم الجهاد ( الله اكبر ) ، لم تتسبب فيها ( منظمات التحرير ) ، باستثناء عملية مطار اللد في أغندا Ouganda ، وعملية مونيخ في المانيا في سنة 1972 .. فعوض التخفيف من ثقل الازمة ، الازمة زادت استفحالا مع ( حماس ) و ( الجهاد ) ومنظمات الإسلام السياسي ..
اذن كيف في هذا الوضع المتأزم ، التغلب عليه ، بل وتجاوزه ، للوصول الى حسم الحرب وربحها باقل خسارة وباقل تكلفة ؟
هنا كان طرح ( المفاوضات ) أساسيا في تغيير اشكال الصراع ، من صراع بندقية ، الى صراع دبلوماسي شهدت عليه " أوفاق مؤتمر مدريد Madrid " ، الذي دامت اكثر من عشر سنوات وفشلت ، و شهدت عليه " أوفاق مؤتمر Oslo التي وصلت نهايتها من دون نتيجة ( للمفاوض ) الفلسطيني ، رغم استمرار ( المفاوضات ) اكثر من 42 سنة ، انتهت بفشل المؤتمر ، وبإقبار شيء كان يسمى في ما مضى ب ( القضية الفلسطينية ) ..
الطرف الإسرائيلي الذاهب ( للمفاوضات ) ، كان يعرف ما يفعل ، والطرف الفلسطيني كان يعول على حلم دولة ، لن تكون ابدا ما دامت إسرائيل تخوض حرب حضارة ، هي الحضارة اليهودية في مواجهة حضارة اكثر رجعية من الحضارة اليهودية التي هي ( الإسلام ) .. لذا فحتى تعبير او كلمة ( المفاوضات ) في الفهم الإسرائيلي ، لم يكن يعني مفاوضات ، لان المفاوضات تجري بين الكبار ، وليس بين دولة قوية ومنظمات مبعثرة ، بسبب الانتماء الأيديولوجي والانتماء العقائدي ، أي المنظمات القومية ، والقومية الماركسية ( جورج حبش ) ، والماركسية ( حواتمة ) ، والشيوعيين ، والاخوان المسلمون الذين مثلتهم منظمة ( حماس ) ، التي انتحرت لوحدها في السابع من أكتوبر الفائت .. فما يجري وكان يجري من قبل الدولة الإسرائيلية الحضارية ، كان نوعا من الحوار لاستطلاع رأي الخصم ، ومعرفة رغباته ، ولم يكن ابدا تفاوضا ليوصف بالمفاوضات . ومن جهة لحصد الدعم والعطف الدولي على الدولة الإسرائيلية ، التي يعتبرها دولة أيديولوجية لائكية Laïque ، وليس بدولة حضارية عقائدية .. فكانت إسرائيل تتظاهر بالدولة المدنية ، وتركت منظمة ( التحرير ) الفلسطينية ، تتصارع الساحة الفلسطينية بين القوميين ، والقوميين الماركسيين ، والماركسيين ، والبعثيين ، والشيوعيين ، وحتى الاخوان المسلمون الذين مثلتهم حركة ( فتح ) .
عندما كان المفاوض الإسرائيلي ، ( يحاور ) الطرف الفلسطيني ، وبعد ان توصل الى مكامن ضعف ( المحاور وليس المفاوض ) الفلسطيني ، حتى أصبحت الدولة الإسرائيلية رويدا رويدا ، تظهر وتفصح عن وجهها الحقيقي من اللقاءات مع الوفد الفلسطيني ، ومن دون البهرجة ، ونشوة الانتصار ، والفرح بحسم الصراع وربح الحرب الكبرى ، بعد ربح المعارك المختلفة ، حين بدأت تهين ( المفاوض ) الفلسطيني ، وشرعت توجهه نحو خدمة مصالح إسرائيل الكبرى . فتحول ( المفاوض ) الفلسطيني ، بل تحولت ( قيادة ) عصابة رام الله ، الى موظفين سامين لدا الدولة الصهيونية ، خاصة نوع العلاقات مع الجيش ، و الموساد ، والشاباك ، والإدارات المحلية التي هي إدارات مخابراتية ، تتحرك باسم الديمقراطية الإسرائيلية التي لا نظير لها بالمنطقة ، حيث تحيط بها أنظمة انقلابية ، وأنظمة دكتاتورية ، بعضها كنسها ( الربيع ) العربي ، وبعضها لا زال يواصل حبا في الحكم والسلطة ، رغم المصائب والدمار الهائل الذي تسببوا فيه لبلادهم ..
ان إسرائيل الدولة الحضارية ، الصهيونية ، التوراتية ، الزبورية ، اليهودية ... التي لا تزال تجري وراء ارض الميعاد الغير معروفة جيرانها ، ولا حدودها ، وبعد ان أمّنت الدولة التي اعترف بها العالم ، بما فيها النظام السياسي العربي ، رفعت شعارها الاستراتيجي الكهنوتي ، الأرض التي ستجمع شعب الله المختار ، في حضارة ترجع الى ملايين السنين ، كما كانوا اليهود في اول عهدهم .. وعندما تظهر الرغبة ومشروع الدولة الحضارية ، فإسرائيل ترفض حق العودة الذي هو حق لليهود ، وترفض إقامة حتى دُويْلة فلسطينية منزوعة السلاح . لان حدود ارض الميعاد لم تحدد بشكل نهائي ، والبحث عنها عملية سارية المفعول منذ اربعينات القرن الماضي ، حين رفض العرب قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين ، وهو القرار الاممي الذي كان اول دولة تعترف به ، هي روسيا ( الاشتراكية ) .. وعندما رفض العرب تقسيم فلسطين ، وطرحوا في مؤتمر الخرطوم اللّاآت الثلاث ( لا صلح لا سلام لا اعتراف ) ، يكون العرب بهكذا مواقف ، يخدمون من حيث لا يحتسبون مشروع الدولة الإسرائيلية ، ومشروع الأرض اليهودية لشعب الله المختار .. ولنا ان نسأل . اين هي " جبهة الصمود والتصدي ) ، الذي بقي منها فقط الجزائر .. والادوار التي تلعبها اليوم الجزائر باسم القضية الفلسطينية ، لن تغير شعرة من رأس الدولة اليهودية ، التي هرولت نحوها الأنظمة السياسية العربية ، ومنها من ابرم معها اتفاقيات عسكرية ومخابراتية وبوليسية ، وتجارية كالنظام المزاجي المخزني ، بدعوى ربح نزاع الصحراء الغربية ، الذي بدأ في صورته الثانية منذ سنة 1991 ، تاريخ توقيع اتفاق وقف اطلاق النار ، أي توقيف الحرب ، وتعويضها ب ( المفاوضات ) التي سيتنازل بموجبها النظام المغربي عن الصحراء الغربية . والنتيجة التي خرجت بها حرب الصحراء الغربية ، هي النتيجة التي خرج بها المحاور ( المفاوض ) الفلسطيني منذ سنة 1982 ( مدريد ) ، وسنة 1993 ( Oslo ) . والنفق الذي وجدت قيادة البوليساريو نفسها فيه ، هو النفق الذي قضى على شيء سمي يوما (بالقضية الفلسطينية ) . فلا خلاف عن نتيجة حرب الصحراء ، ولا خلاف عن نتيجة ( فلسطين ) .. فالنظامان الإسرائيلي والمغربي لعبا على صعوبة الزمن ، وجرجرت الوقت ، لإفراغ مشروع ( منظمة التحرير الفلسطينية ) ، و افراغ مشروع ( الدولة الصحراوية ) من مضامينهما الجوهرية . والنتيجة التي أصبحت فيها ( منظمة التحرير ) هي نفسها انتهت اليها ( جبهة البوليساريو ) .. رغم ان هذه وبعد فقدانها الامل في النظام المغربي ، ليحن عليها بارض الصحراء ، كذلك فان ( منظمات التحرير ) فقدت الامل بان تجود عليها دولة إسرائيل الكبرى ، بدُويْلة ولو منزوعة السلاح ..
ومثل الطرف الفلسطيني الذي كان يجهل مشروع دولة إسرائيل ، ويجهل مع من يتحاور ( يتفاوض ) ، كذلك جبهة البوليساريو رغم مرور 32 سنة من الانتظارية ، ظلت تحلم بمبادرة من النظام المغربي ، ليتنازل لها عن الصحراء ، التي ستكون سبب سقوطه ..
ومثل الدولة اليهودية التي تخوض بالمنطقة حربها الحضارية ، اليهودية ، الصهيونية ، التوراتية ، الزبورية ، العقائدية ، فان الصراع الذي يخوضه النظام المغربي ضد الجزائر ، وباسم الدفاع عن الصحراء ، وتخوضها الجزائر ضد النظام المغربي ، هي كذلك حرب حضارية عقائدية وطقوسية .. ففي مثل هكذا حروب باسم الحضارة ، لا إمكانية للحلول الظرفية والمناسباتية . فكما لن يكون هناك مكان للدويلة الفلسطينية ، فان موضوع الدولة الصحراوية لا يحسمه غير الحرب ، لان النظام الطقوسي ، المزاجي ، النيوبتريمونيالي ، النيوكمبرادوري ، العقائدي ، الرعوي ، لن يسمح ابدا بإنشاء دولة في جنوبه تفصله عن موريتانية ، وتصبح جارته الملغومة على وجوده ..
وبما ان إسرائيل دولة ديمقراطية في الداخل مع شعبها اليهودي ، شعب الله المختار ، فهي تحترم كل الاحترام القرارات التي ينشدها شعب الله المختار . وفي هذا المضمار ، نذكر بان رئيس حكومة إسرائيل Ben Jamin Netanyahou ، تقدم لبرلمان تل ابيب ، بمشروع قرار يرفض الدولة ، او الدويلة الفلسطينية من جانب واحد . وقد تبنى Le Knesset مشروع Ben Jamin Netanyahou كاملا وبأغلبية ساحقة . فصوت لصالح المشروع 99 صوتا من اصل 120 ، واعترض تسعة نواب برلمانيين . كان هذا في 21/02/2024 . وحتى نؤكد هذه الحقيقة ، حقيقة استحالة تكوين دُويْلة فلسطينية ، وبإصرار الغرب الرافض لهذه الدويلة ، تكشير جورج بوش الابن عن انيابه ، ومعه François Mitterrand ، وكل الحكام الغربيين ، عندما ربط صدام حسين خروجه من الكويت ، بخروج إسرائيل عن أراضي 1967 .. فقبل ان يكمل اقتراحه ، حتى ثار كل الغرب عليه . وكان هذا الابتزاز ان صح القول ، مع تهديده بحرق نصف إسرائيل انْ تجرأت على ضرب المفاعل النووي العراقي ..هو من سرّع الغرب ، بل كان سبب كل الغرب في القضاء عليه .. فالغرب مجمع على عدم المساس بأراضي إسرائيل ، ويرفض انشاء حتى دُويلة فلسطينية .. وإسرائيل ترفض هي الأخرى انشاء الدويلة الفلسطينية ، وترفض حق العودة . لأنها دولة حضارية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية