الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صغار لكن..

سليمان جبران

2024 / 4 / 17
الادب والفن


صغار لكن..
قصائد للصغار



حيفا 1996












الإهداء

أكتب يا أحِبَّتي الصِّغارْ
يا مَشْتَلَ الْوُرودِ،
يا فاكِهة الوُجودِ،
يا لَآلِئَ الِبِحارْ..
لَكُمْ وَفيكُمْ أكتُبُ الْأشْعارْ..
فَإنْ قَرَاْتُمْ وِفَرِحْتُمْ
فَأنا سَعادَتي
في فَرْحَةِ الصِّغارْ !







ظُلْمُ الْكِبار

تَبوسُني أُمّي في التَّخْتِ كُلَّ يَوْمْ
تَقولُ يا إِبْني حانَ أَوانُ الَّنوْمْ

أَظَلّ ُ في السَّريرْ وَالْكُلُّ ساهِرونْ
فَالْوَلَدُ الصَّغيرْ مُعَذَّبٌ مَغْبونْ

أبكي وَلا أَنامْ فَيَغْضَبُ الْأَهْلُ
وَيَكْثُرُ الْمَلامْ كَفاكَ يا طِفْلُ!

مَنْ قالَ إنّ َالنَّوْمْ فَرْضٌ عَلى الصِّغارْ؟
ألَيْسَ هذا الظُّلْمْ مِنْ عَمَلِ الْكِبارْ؟!




صَديقي

صَديقي لَسْتُ أَنْساهُ يُراعيني وَأَرْعاهُ

يُناديني فَأَمْضي مُسْرِغٌا كَالرّيحِ أّلْقاهُ

فَلا يَلْعَبُ مَعْ غَيْري وَلا أطْلُبُ إلّاهُ

يُلاقيني بِتَرْحيبٍ وَيَهْوى الْقَلْبُ مَرْآهُ

وإنْ غابَ فَفي فِكْري وَفي قَلْبِيَ ذِكْراهُ

وَلا أَعْرِفُ طَعْمَ الْعَيْشِ وَالْفَرْحَةِ لَوْلاهُ!



الدُّنْيا الجَميلَه

آهِ ما أَحْلى الطُّفولَهْ كُلُّ شَيْءٍ لي أَنا
إنَّها دُنْيا جَميلَه حَقَّقَتْ كُلّ َالْمُنى

لَيْلَتي حُلْمٌ جَميلٌ وَنَهاري أُغْنِياتْ
لَيْسَ لي مِنْ عَمَلٍ يَشْغَلُني أَوْ واجِباتْ

لا هُمومٌ لا شَقاءٌ كُلُّ أَيّامي هَنا
لَيْتَني أَبْقى صَغيرٌا كُلُّ شَيْءٍ لي أّنا!






فَرْحَةُ النَّجاح

ما في الْحَياةِ فَرْحَةٌ كَفَرْحَةِ النَّجاحْ
فَبَعْدَ لَيْلٍ مُظْلِمٍ نَفْرَحُ بِالصَّباحْ

أَلاِمْتِحانُ مِحْنَةٌ تَجيءُ في الْميعادْ
وَالدَّرْسُ حِمْلٌ مُتْعِبٌ يُعَذُّبُ الْاَوْلادْ

نُواصِلُ الْكِفاحْ وَكَلُّنا أَمَلْ
لِنَقْطِفَ النَّجاحْ َحْلى مِنَ الْعَسَلْ!







مَنْ أَنا؟

هَلْ تَعْرِفونَ مَنْ أَنا؟ بِقامَتي الطَّويلَة؟
وَجْهي يّظَلُّ باسِمًا وَطَلْعَتي جَميلة!

سُمّيتُ بِاسْمِ جَدّي أَحْمِلُهُ فَرْحانْ
وَاسْمُ أَخي جَمالٌ وَأُخْتُنا حَنانْ

شَعْري طَويلٌ ناعِمٌ كَاَنَّهُ حَريرْ
فَإِنْ رَكَضْتُ مَرّةً أُحِسُّهُ يَطيرْ!








لا أظْلِم


عندما كُنْتُ صَغِيرًا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ حَدِّي
فإذا شَاهَدْتُ شَيْئًا فَهْوَ مِنْ حَقِّيَ وَحْدِي


كُلُّ ما في البَيْتِ مِلْكي وَأنا فيهِ الْأميرْ
وسِلاحي بَيْنَ أَهْلي الصَّوْتُ وَالدِّمْعُ الغَزِيرْ


غَيْرَ أَنّي اليَوْم َ قَدْ صِرْتُ كَبِيرًا أَفْهَمُ
أَعْرِفُ الحَقَّ، فَلا صاحِبَ حَقٍّ أَظْلِمُ!









إلى المَلْعَب

سَنِمْتُ الدَّرْسَ وَالكُتُبا سَئِمْتُ الْجِدَّ وَالتَّعَبا
فَنَفْسي لا تُريدُ الْآنَ إلّا القَفْزَ وَاللَّعِبا

***

لِماذا الْواجِبُ الصَّعْبُ لماذا الشُّغْلُ يا رَبُّ دَعُوا أَعْمَالَكُمْ هَيَّا إلى المَلْعَبِ يا صَحْبُ

***

إلى الْمَلْعَبِ يا غادَةُ، يا مَرْوانُ، بِالطّابَه فانَّ الْمَلْعَبَ الْمَحْبوبَ يَدْعو الْآنَ أَحْبابَه

***

هُناكَ الرَّكْضُ وَالمَرَحُ هُناكَ الضّحْكُ وَالفَرَحُ فَطابَتُنا تُسَلِّينا وَصَدْرُ الكُلِّ يَنْشَرِحُ!


لو كُنتُ نَسْرًا

لَوْ كُنْتُ نَسْرًا وَلِي جَناحٌ
لَطِرْتُ في الْجَوِّ في دَلالِ
أَمَرُّ بَيْنَ الغُيومِ وَحْدي
وأَرْكَبُ الرِّيحَ في الْأعالي

***

وَأَقْطَعُ الْأرْضَ في ثَوانٍ
فَوْقَ الْمُحيطاتِ وَالْجِبالِ
أزورُ كُلَّ البُلْدَانِ سِرًّا
مِنْ غَيْرِ أَجْرٍ وَلَا سُؤالِ!

***
.. لكِنَّما النَّسْرُ مُسْتَبِدُ
يَبْطِسُ بِالطَّيْرِ لَا يُبالي
فَكَيْفَ أَرْضى أَكُونُ نَسْرًا
طَعَامُهُ لَحْمَةُ الْحِجالِ؟!


بَعْدَ سِنين

بَعْدَ سِنينَ أَكْبُرُ
حتى أكونَ رَجُلا
أعلو كَأَنِّي الشَّجَرُ
لِكَيْ أَصيرَ بَطَلا

***

وَقَدْ أَصيرُ شاعِراً
وقَدْ أصيرُ عالِما
مُحْتَرَمًا مُكَرَّما
وَفي الْأُمورِ فـــاهِــمــا

***

أخْدِمُ أَهْلَ بَلدي
أَنْفَعُ كُلَّ النَّاسْ
فَالْعِلْمُ في زماننا
هذا، هُوَ الْأَساسْ!


حّدِّثوني

حَدِّثوني عَنْ حَياتي قَبْلَما صِرْتُ كَبيرْ عَنْ سُروري وَبُكائي عَنْ شَقاواتِ الصَّغيرْ

كُنْتُ لا أَسْكُتُ أَوْ أَهْدَأُ مَهْما الْوَقْتُ طالْ
فَلِساني كان َ مِدْياعًا وَفي كُلِّ مَجالْ

***

كُلُّ شَيْءٍ كَانَ عِنْدي لُعْبَةً طَوْعَ يَدي
أَكْسِر الْأْكوابَ لَيْلاً وَالْمَرايا في الْغَدِ

***

وإذا قام أبي يَنْهَرُني قـام بـــــكـــــــانــــــي
شاكيا قَسْوَةَ حَظَي في حياتي وشَقائي!




وَحيد في الْبَيْت


أَنا في الْبَيْتِ وَحيدٌ لَيْسَ في البَيْتِ أَحَدٌ

لا أرى حَوْلي كَبيرٌا لا أرى حولي وَلَدْ


ذَهَبَتْ أُمّي إِلى الْجَدَّةِ مِنْ وَقْتٍ بَعيدْ

وَأَبي قَدْ غادَرَ الْبَيْتَ وَخَلّاني وَحيدْ


وَمَضَى الإِخْوَةُ للْأصْحابِ في أَهْنَأِ بالْ

وأنا في الْبَيْتِ مَحْبوسٌ وحالي شَرُّ حالْ


تَرَكوا الْبَيْتَ جَميعًا كيفَ لَمْ يَبْقَ أَحَدْ؟

وَإِذا قُلْتُ خُذوني قيلَ أَسْكُتْ يا وَلَدْ!



قِطَّتي

لَنا قِطَةٌ حُلْوَة ٌ تجالسنا في الْمِساءْ
فَحِضْنِي لَهَا مَقْعَدُ لِتَدْفَعَ بَرْدَ الشَّتاءْ

أَمُرُّ عَلى ظَهْرِها بِكَفِّي فَتَزْدادُ بِشْرا
وَتَرْفَعُ مِنْ ذَيْلِها الطَّويلِ سُرورًا وَشُكْرا

فَمِخْلَبُها يَخْتَفِي إذا شارَكَتْنا السَّهَرْ
وَتَسْتَلُّهُ لامِعًا إذا شَعَرتْ بِالخَطَرْ

إذا سَمِعَ الفَارُ مِنْها مُواءً مَضَى لِلْهَرِبْ
وَتُدْرِكُهُ فِي ثَوانٍ فَيَعْرِفُ مَعْنى الغَضَبْ!







أهْلًا بِيَوْمِ الْعيد

أَهْلاً بِيَوْمِ العيدْ بِالْبِشْرِ بِالْإيناسْ
بِالزّائِرِ السَّعيدْ يَزورُ كُلَّ النّاسْ

***

يَجِيءُ كُلَّ عامْ لا يُخْلِفُ الْميعادْ
لِيَحْمِلَ السَّلامْ وَالَّسعْدَ لِلْأَوْلادْ

***

فَتَوْبُنا جَديدْ وَلَيْلُنا نَهارْ
نَظَلُّ طولَ الْعيدْ نَزُورُ أَوْ نُزارْ

يَحْتَفلُ الْكِبارْ بالزّائِرِ السَّعيدْ
وَيُنْشِدُ الصِّغَارُ أَهْلاً بِيَوْمِ الْعيد!




متى أصيرُ والِدًا؟

لِوالدي سَيّارَةٌ أَمّا أَنا فَرَاجِلُ
بَدْلَتُهُ جَديدَةٌ وَبَنْطَلوني «ساحِلُ»


وَيَشْتَري جَريدَةً يَقْرَؤُهَا مُسْتَغْرِقا
أمّا أَنَا فَحَرْفُها يَظَلُّ دوني مُغْلَقا


مَتى أصيرُ والِدًا فَأَعْرِفَ الأسرارْ
وأشْتَري جَريدَةً لِأقرأ الْأخْبارْ؟!










لِماذا

أنا وَصَديقي نَبيلْ
صَفٌّ واحِدْ
عُمْرٌ واحِدْ
فَلِماذا قَصيرٌ أنا
وَصَديقي طَويلْ؟!















عيدُ ميلادي

في عيدِ ميلادي يَجْتَمِعُ الأصحابْ
يَزورُني صَفّي فَيَلْتَقي الأحبابْ

***
ترتفِعُ الْموسيقى فَيَرْقُصُ الأولادْ
ما أَكْثَرَ الهَدايا ما أَجْمَلَ الأعيادْ

***

أَلْكَعْكُ يَأْتينا فيهِ بِلا حِسابْ
طعامُنا الحَلْوى وماؤُنا الشَّرابْ

***
ياليتَ لَوْ يَكونْ في كُلِّ يَوْمٍ عيدْ
نَظَلُّ فَرحانينْ بِعيدِنا السَّعيدْ!





أَجْمَلُ الْأَيّام


أَجْمَلُ الْأيّامِ عِنْدي هِيَ أيّامُ الْعُطَلْ

لا أقومُ الصُّبْحَ منْ نَوْمي، ولا فيها عَمَلْ

تَرْكُضُ السّاعاتُ فيها حُلْوَةً مِثْلَ الْعَسَلْ

كُلُّها لَهُوَ وَأَفْراحُ ودنيا من أملْ

إِنْ تَكُنْ لِلْجِدِّ أَيَّامٌ فَيَوْمٌ لِلْكَسَلْ!










أخْدِمُ نَفْسي

لَمْ أَعُدْ أَحْتاجُ أمّي في ذهابي وإيابي
فأنا أَنْهَضُ وَحْدي أرْتدي كُلَّ ثِيابي

***

وأَنا أَغْسِلُ وَجْهي وأَنا أَمْشِطُ شَعْري
إنَّني أَخْدِمُ نَفْسي أَتَوَلَّى كُلَّ أَمْرِي

***

وَإِلى مَدْرَسَتِي أَذْهَبُ وَحْدي في الصَّباحْ
لا أخافُ البَرْدَ في دَرْبِي وَلَا عَصْفَ الرِّياحْ

***

لَم أَعُدْ أَحْتاجُ أُمِّي لم أَعُدْ طِفْلاً صغيرًا
فَأَنا أَخْدِمُ نَفْسي بَعْدَمَا صِرْتُ كَبِيرا!

.


الْقَمَر

ما أجمَلَ القَمَرْ يَطلُعُ في الْمَساءْ
يُضيءُ لِلْبَشَرْ في اللَّيْلَةِ الظّلْماء

يَرْمي حِبال النّورْ فَتَغْمُرُ الوُجُودْ
تَمُرُّ فَوْقَ السُّورْ وَتَقْطَعُ الحُدود

تَحْجُبُهُ الْغُيومْ عَنّا فَلا نَراهْ
كَأَنَّها هُمومْ تُعَكِّرُ الْحَياه

مَلْعَبُهُ السَّماءْ وَأُمُّهُ الأَرْضُ
كَأَنَّما الْوَفاءْ في طَبْعِهِ فَرْضُ







صِغار لكِن ...

صِغارٌ نَحْنُ لكِنّأ لَنا عَقْلٌ لَنا فِكْرُ
وَلا يُعْجِزُنا أَمْرٌ إذا ما شُرِحَ الْأمْرُ

وَقَدْ نُخْطِئ لكِنّا لَنا أُذْنٌ بِها نَسْمَعْ
فَهاتوا الرأيَ في رِفْقٍ فَغَيْرُ الرِفْقِ لا يّنْفَعْ

فَلا زَجْرٌ وَلا لَوْمٌ وَلا ضيقٌ وَلا عَتْبُ
لِأنَّ الزَجْرَ لا يَفْعَلُ ما يَفْعَلُهُ الْحُبُّ!

صِغارٌ نَحْنُ لكنْ لا يُداني عَقْلَنا الْفِكْرُ
وَلا يُعْجِزِنا أَمْرٌ إذ ا ما شُرِحَ الْأمْر!ُ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب