الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكائن و الكيان

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 4 / 17
القضية الفلسطينية


لنسلم جدلا أن القضية الفلسطينية ، كما تزعم خبثا و كراهية ، سلطات الدول الغربية و إنكارا زعماء شبه الدولة العربية ،ولدت في السابع من أكتوبر 2023 أو في أبعد تقدير في الخامس من حزيران 1967 إثر الحرب التي شنتها إسرائيل ، حيث كان الهدف منها ضم الضفة الغربية و هضبة الجولان و قطاع غزة و شبه جزيرة سيناء إلى الأراضي الفلسطينية التي احتلت في سنة 1948 و أقيمت عليها دولة إسرائيل ، لا نجازف بالكلام أن سيرورة انشاء هذه الدولة تجري حتى الآن دون أن تعترضها عوائق استعصى تجاوزها . فمن المعلوم ، و الموثق تاريخيا ، أن بريطانيا أنهت في سنة 1948 انتدابها على فلسطين مخلفة تنظيما صهيونيا على راس فرق عسكرية من المستوطنين ، قادرا على هزيمة جماعات المقاومة الفلسطينية بعد تصفية الحركة الوطنية من جهة ، و جيوش شبه الدول العربية مجتمعة من جهة ثانية . " فلولا بريطانيا لم توجد إسرائيل " . يحسن التذكير أيضا في هذا الصدد أن الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من دول أوروبا الحليفة لها كانوا على يقين في 1967 من أن إسرائيل سوف تتفوق على خصومها بما لديها من قدرة عسكرية أو بمساعدتهم . أي بكلام آخر ، كانت "نتيجة الحرب محسومة قبل اشتعالها " . نجم عنه فعليا " إلغاء " إذا جاز التعبير ، للحرب بين شبه الدول العربية المعنية بالقضية الفلسطينية من جهة و تحالف الدول الغربية الذي يضم في الحقيقة دولة إسرائيل بما هي قاعدة مركزية له في شرقي آسيا .
كان إذن طبيعيا ان تتفجر بين الفينة و الفينة ، في إطار مقاومة الاحتلال أو مساومة شبه الدولة في مصر و الهلال الخصيب على شروط الاستسلام و حدود التراجع و التنازل جغرافيا و سكانيا ، بؤر العنف في فلسطين و محيطها ." مجبر أخاك " . و لكننا لسنا في معرض البحث في هذا الموضوع ، فنكتفي بهذا التلميح ، لننتقل إلى مداورة ما يجري في الحاضر في الذهن ، على ضوء المعطيات التي أفرزتها المعركة البطولية التي يخوضها الفلسطينيون في الضفة الغربية و القطاع بدعم من القوى الشعبية التي تساندهم في الهلال الخصيب ، و اليمن بتشجيع ومساعدة من دولة أيران مقابل حياد شبه الدولة العربية عموما و تواطؤ بعضها خصوصا .
فمن البديهي أن نقول أن إسرائيل تخوض حربا على قطاع غزة ، منذ السابع من أكتوبر، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية و الدول الأوروبية الرئيسية ، بريطانيا وفرنسا و المانيا .لا نظن أن هذه المسألة تحتاج لبراهين و أدلة ، لا سيما بعد تشاركهم جميعا إلى جانب إسرائيل في التصدي لرد فعل دولة ايران في الثالث عشر من إبريل , نسيان الماضي على قيام إسرائيل بقصف مركز قنصليتها في دمشق ، و استمرار إمدادهم هذه الأخيرة ، منذ بدء حربها على قطاع غزة ، بالسلاح و الخبرات و المعلومات والدعم الإعلامي و الدعائي ! أي بكلام أكثر صراحة ووضوحا ، يحق لنا أن نعتبر هذه الدول الغربية منخرطة في العمليات الإسرائيلية قي قطاع غزة و في الضفة الغربية ، التي تشتمل على تشجيع الإسرائيليين على الاستيطان بالقوة في الضفة الغربية دون قيد أو شرط وعلى تدمير قطاع غزة ، و قتل عشرات الألاف من سكانه من خلال سيرورة تجسدت بالقصف العشوائي و التجويع و تدمير المستشفيات و استهداف أمكنة إيواء المبعدين من شمال القطاع إلى جنوبه ، غايتها الإخلاء قتلا أو ترحيلا ، الامر الذي حدا بمحكمة العدل الدولية إلى نعت ما يجري بسيرورة قد تفضي إلى إبادة جماعية .
ولكن المثير للدهشة ، ان العملية الإيرانية ضد إسرائيل أثبتت أن شبه الدولة العربية ، في الخليج و الأردن و مصر ،شاركت أيضا بما لديها من سلاح في الدفاع عن إسرائيل ضد المسيرات و الصواريخ الإيرانية ، إلى جانب تدخل قواعد الاحتلال في العراق و سورية .
يحق لنا بعد هذا كله أن نعيد ترتيب المعادلة بين الأمة الوطنية في البلاد العربية من جهة و بين أعدائها المتربصين بارضها و ثرواتها و استقرارها . او بتعبير آخر ، ماذا بقي من شبه الدولة العربية ؟ أو ما هو الموقف من هذه الأخيرة بعد أن اتضح أنها تدافع عن إسرائيل بينما هذه تقتل جماعيا في قطاع غزة ، و ترتكب الجرائم في الضفة , و تجوع و تمنع الماء و العلاج عن " الحيوانات البشرية " !
و أخيرا يبقى سؤال كبير يلح على المرء في بلدان الهلال الخصيب ،عن المسار الذي أوقع شعوبها في المأزق الخانق ، اللهم إلا إذا كان الامل بالخلاص منه معدوما!
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة علما الشعب جنوبي لبنان


.. القيادة الوسطى الأميركية: قواتنا اشتبكت ودمرت مسيرة تابعة لل




.. صحيفة لوموند: احتجاجات الجامعات الداعمة لغزة تتحول إلى فخ ان


.. وسائل إعلام نقلا عن مصادر مطلعة: صفقة بين حماس وإسرائيل قد ت




.. وزير الخارجية الأميركي يتوجه إلى الأردن بعد زيارة السعودية ض