الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن أي دولة فلسطينية تتحدثون؟!!

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2024 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


"دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية"
عبارة يرددها الساسة والمسؤولون. بعضهم لكي يبرئ ذمته، ويتحصن من المزايدات الحنجورية العروبية. وبعضهم يظنها جدياً قابلة وواجبة التحقق، حلاً لما يسمونه "القضية الفلسطينية".
الحقيقة أن هذه العبارة صارت كورقة شجر جافة، أو كمومياء محنطة مر عليها الزمن، وفقدت كل ملامح الحياة.
فواقع الحال يؤكد استحالة تحقق تلك العبارة.
ويقفز للذهن بداية سؤال:
كانت حدود 67 بين أيدينا، والقدس الشرقية كذلك. ومع ذلك لم نفكر في إعلان دولة فلسطينية على هذه الحدود. ولمن لا يعرف لماذا لم نفعل. نقول له أننا كنا ننتظر محو إسرائيل من الوجود، وإلقاء أحفاد القردة والخنازير في البحر المتوسط. بعدها نعلن الدولة الفلسطينية التي لم تكن موجودة يوماً، على كامل أرض فلسطين.
كانت حدود 67 والقدس الشرقية بأيدينا، عندما أرسل عبد الناصر قواته المسكينة البائسة لتمحي إسرائيل من على الخريطة. وجر معه الجيش الأردني والسوري. لتكون النتيجة ما سميناه نكسة!!
هذا عن التاريخ القريب لما نلح في طلبه الآن.
فماذا عن شكل الحاضر وملامحه؟
ماذا عن النضال أو الجهاد الفلسطيني من أجل القضية؟
هل عمل الفلسطينيون ومن يدعمون تنظيماتهم، على إقناع إسرائيل وإقناع العالم أنهم راغبون حقاً في السلام؟
هل عملوا على إقناع العالم أن "دولة فلسطينية مستقلة" ستكون لصالح السلم والاستقرار بالمنطقة والعالم؟
أم أن سلوك الفلسطينيين بتنظيماتهم كان دوماً يؤكد للعالم، أن أي هامش حرية للفلسطيني يعني مساحة لممارسة الإرهاب؟
لقد انسحبت إسرائيل من غزة وتركتها لأهلها؟
فماذا فعل أهلها بها وبأنفسهم؟
هل حولوا غزة لنواة قابلة للنمو للسلام وللجهد الحضاري الإنتاجي المثمر للرخاء والسعادة لشعبها، لتشجع بل وتحرض العالم على الدفع لتحرير الضفة الغربية، لتنضم لدولة السلام والحضارة الفلسطينية؟
أم أن الفلسطينيين ذهبوا لعكس هذه الصورة تماماً، وحولوا غزة لوكر للإرهاب، لا يهدد إسرائيل فقط، وإنما يهدد سائر الجيران والعالم؟
بعد هذا ولهذا، هل هناك من يعتقد جدياً بسماح إسرائيل والعالم الحر، بقيام دولة فلسطينية مستقلة؟
أم أن هذه العبارة التي يرددها ذوو الياقات البيضاء أو السوداء، مجرد وردة بلاستيك صناعية يتجملون بها، دونما رائحة لها أو حياة فيها؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحقيقة التي لا جدال فيها
سمير أل طوق البحراني ( 2024 / 4 / 18 - 03:17 )
بعد التحية. اقولها وبالله التوفيق وهذا ما اوؤن به. ان العرب عامة والمسلمون خاصة غير اهل لحكم انفسهم حكما ديموقراطيا والتاريخ شاهد على ذالك ومن يدعي غير ذالك فلياتي بالدليل والبرهان . لماذا؟؟؟. لان الاديان ولا سيما الدين الاسلامي بعيد كل البعد عن الحكم الديموقراطي لانه اما حكم قبلي او ديكتاتوري لان البقاء للاقوى والتاريخ شاهد على ذالك. لو يحصل الفلسطينيون دولة مستقلة لبدات الحرب الداخلية بين حماس والحركات الجهادية ومنظمات التحرير المؤمنة بالعلمانية. ان احسن حل للفلسطينيين هو قيام دولة ديموقراطية عصرية لكل الاطياف بعيد عن الدين وجعل الدين شان شخصي ـ سوى من قبل الصهاينة او المسلمين ـ تاسيا بجنوب افريقيا وليكن الدين لله والوطن للجميع. الرحمة والرضوان لـ كمال اتا ترك الذي اصاب الهدف.الادعاء شيء والحقيقة شيء آخر.ربما ياتي من يفتخر بحكم ايران وحكمها الاسلامي المستند على ولاية الفقيه النآئب عن الامام. ان في العقيدة الشيعية ان الامامة اختيار من الله وان الامام معصوم من الخطاء ولا يمكن لاحد ان ينوب عنه الا باذنه وهذا ليس حاصل في ايران وانما هو راي بشري غير ملزم لاحد الا لمن الزموا انفسهم به.


2 - قزامة
جلال عبد الحق سعيد ( 2024 / 4 / 19 - 23:04 )
قزامة عقلك من قزامة روحك

اخر الافلام

.. مشهد مرعب يظهر ما حدث لشاحنة حاولت عبور نهر جارف في كينيا


.. شبح كورونا.. -أسترازينيكا- تعترف بآثار جانبية للقاحها | #الظ




.. تسبب الحريق في مقتله.. مسن مخمور يشعل النار في قاعة رقص في #


.. شاهد| كاميرا أمنية توثق عملية الطعن التي نفذها السائح التركي




.. الموت يهدد مرضى الفشل الكلوي بعد تدمير الاحتلال بمنى غسيل ال