الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


: رؤية ماركسية حول الحرب الاوكرانية -- الروسية ( بمناسبة الذكرى الثانية، شباط 2022 -- شباط 2024). الحلقة السادسة: الاتفاقيات حل ام فخ؟

نجم الدليمي

2024 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ان الحرب الاوكرانية ضد روسيا الاتحادية والدونباس قد بدأت منذ الانقلاب الحكومي في اوكرانيا في شباط - 2014 وامتدت حتى عام 2021 وبدون تدخل مباشر من قبل الحكومة الروسية وكانت هذه الحرب غير العادلة ضد جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك قد حظيت بدعم واسناد حقيقي وفعلي مالي و عسكري من قبل واشنطن ولندن وباريس وبون والناتو وبروكسيل وتميزت حرب زيلينسكي ومن قبله بسياسة الابادة والأرض المحروقة والغرب الامبريالي العالمي بزعامة الامبريالية الاميركية يتفرجون على سياسة الارض المحروقة ضد جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك ومن دون ادانة للنظام البنديري الحاكم في اوكرانيا ومع ذلك يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان...؟
في شهر كانون الأول - 2021 قدمت القيادة الروسية مذكرة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية...، طلبت فيها ضمان الامن القومي لروسيا الاتحادية وكذلك بسبب خطر توسع الناتو شرقا والرجوع الى عام1996...،الا ان الادارة الامريكية قد تجاهلت المذكرة التي قدمتها القيادة الروسية وحتى لم يتم الرد عليها ولم يتم مناقشتها مع القيادة الروسية وكان هذا احد الاخطاء التي ارتكبتها الادارة الامريكية اتجاه روسيا الاتحادية وكان الاجدر بالقيادة الاميركية ان تدرس المطالب المشروعة للقيادة الروسية وتشكيل لجنة لدراسة الطلب الروسي واحتمال التوصل إلى حلول للقضية ولكن الغرور والعنجهية وغياب بعد النظر للادارة الاميركية وعدم تقدير سليم للوضع الاقتصادي والعسكري والمالي لروسيا الاتحادية. مقابل ذلك فان الحرب الاوكرانية ضد الدونباس مستمرة وبشكل مرعب ومخيف وكارثي للشعب الدونباسي.
بتاريخ 23-2-2022، طلبت القيادة الروسية من القيادة الاوكرانية، زيلينسكي وفريقه سحب قواته العسكرية من الدونباس والتي بلغ عددها بنحو 150 الف عسكري مع الاليات العسكرية المختلفة زيلينسكي رفض الطلب الروسي وفي 8-3-2022 حصلت القيادة الروسية على وثيقة رسمية تبين ان النظام الحاكم في اوكرانيا سيقوم بهجوم مسلح على جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك وعلى هذا الأساس اميركا رفضت مطالب القيادة الروسية وان زيلينسكي المتهم بتعاطي المخدرات وفريقه الاجرامي رفضوا المطالب الروسية والحرب ضد شعب الدونباس مستمرة فلم يبقى امام القيادة الروسية الا القيام بعمل عسكري من اجل حماية شعب الدونباس والذي يشكل غالبيتهم من القومية الروسية تاريخياً قبل ثورة اكتوبر الاشتراكية عام 1917 وبعد ذلك ولغاية اليوم ووفق هذا المنطق واصبحت جميع الطرق مسدودة امام القيادة الروسية فلم يبقى الا حل واحد ووحيد الا وهو التدخل العسكري لحماية شعب الدونباس وبالتالي قررت القيادة الروسية بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في 24-2-2022 وهذه العملية العسكرية الروسية الخاصة والمشروعة لا تزال مستمرة لغاية الآن.
لقد تم تحديد الأهداف الرئيسية للعملية العسكرية الروسية الخاصة ومنها: العمل على اجتثاث النازية والنيونازية في اوكرانيا والعمل على نزع السلاح الثقيل للجيش الاوكرايني وحيادية اوكرانيا وعدم دخولها في حلف الناتو وغير ذلك. هذه الاهداف قد تم تحديدها قبل بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة اما مسار العملية العسكرية الروسية الخاصة ولصالح روسيا الاتحادية يمكن ان تتغير الاهداف وفق الرؤية المستقبلية للقيادة الروسية ووفق منطق تحقيق امنها القومي. ان القيادة الروسية لم يكن لديها اطماع في الأرض الاوكرانية بل كانت تهدف إلى حماية الشعب الدونباسي والاعتراف بحقوقه المشروعه ولكن الرئيس الاوكراني بروشينكو،وبعده زيلينسكي لم يفهموا ذلك ولم يصغوا للمطالب الروسية اتجاه شعب الدونباس.
اتفاقية مينسك الاولى والثانية واسطنبول حل ام فخ ؟
معروف ان اتفاقية مينسك الاولى قد تم توقيعها وفق بنودها العقلانية من قبل بروشينكو والمانيا وفرنسا وممثل الدونباس الاكسندر زاخاجينكا وممثل عن منظمة الامن والتعاون الاوربي وتم اقرارها في مجلس الأمن الدولي كوثيقة رسمية ولكن بروشينكو والاطراف الغربية لم يلتزموا بتنفيذ بنود اتفاقية مينسك الاولى بل استمرت سياسة الارض المحروقة ضد جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك وبعد وصول زيلينسكي للسلطة وفوزه بالانتخابات الرئاسية واوعد شعب الدونباس بوقف الحرب والاعتراف بحقوق شعب الدونباس...، ولكن عندما استلم السلطة استمر بالحرب ضد شعب الدونباس واتباع سياسة الارض المحروقة كما فعل من قبله بروشينكو وتمت ممارسة ضغوطات عديدة من قبل روسيا الاتحادية والمانيا وفرنسا.. من اجل وقف الحرب في الدونباس وتم الاتفاق على اتفاقية جديدة سميت باتفاقية مينسك لان بداية المباحثات كانت في بيلاروسيا، مينسك العاصمة وتم توقيع اتفاقية مينسك الثانية في باريس وبحضور ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الاوكرايني زيلينسكي ووقع هؤلاء على الاتفاقية من اجل وقف الحرب الغير عادلة ضد جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك ولكن زيلينسكي لم يلتزم بتنفيذ بنود اتفاقية مينسك الثانية مبرراً انه كان تحت ضغوطات ولم يفهم بنود اتفاقية مينسك الثانية وغيرها من الخزعبلات الاخرى؟!.
فخ الاتفاقيات: الدليل والبرهان
معروف ان الاستراتيجية الاميركية وحلفائها تكمن في اضعاف روسيا الاتحادية والعمل على تفكيك روسيا الاتحادية على غرار ما حدث للاتحاد السوفيتي وهنا الشيئ الجديد هو ان يتم تفكيك روسيا الاتحادية عبر اشعال الحرب في الدونباس ثم جر روسيا الاتحادية في هذه الحرب واطالة امدها بالاعتماد على القيادة الاوكرانية والتي اصبحت اداة طيعة ومنفذة ومخربة لصالح القوى الدولية والاقليمية وبالضد من مصالح شعبهم الاوكرايني. وفي هذه الحالة اعترفت ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والرئيس الاوكرايني بروشينكو وزيلنسكي انهم لم يلتزموا بتنفيذ بنود اتفاقية مينسك الاولى والثانية من اجل استثمار الوقت والاستعداد للحرب مع روسيا الاتحادية واعداد الجيش الاوكراني عدة وعددا اي للفترة 2014 -2921 وهذه الاعترافات تمت الحديث عنها وبشكل علني من قبل ميركل وفرانسو اولاند وبريشنكو...، حتى قال بروشينكو: اولادنا يدرسون في المدارس واولاد الدونباس في الملاجئ...؟ وكانت اتفاقية اسطنبول اخر فرصة للنظام البنديري الحاكم في اوكرانيا من اجل وقف الحرب على شعب الدونباس وتم اللقاء بين الوفدين الروسي والاوكرايني في اذار - 2023 وتم الاتفاق ولكن لندن وواشنطن وبون وباريس والناتو وبروكسيل ليس من مصلحتم انهاء الحرب بين الشعبين الشقيقين الروسي والاوكرايني.
ان القيادة الروسية قد وافقت على اتفاقية مينسك الاولى والثانية واسطنبول وهذا يعني ان القيادة الروسية ليس لديها اطماع في الأرض الاوكرانية باستثناء القرم بدليل وقعت القيادة الروسية على اتفاقية مينسك الاولى والثانية وهذا يعني انها وافقت على لقاء جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك ضمن الدولة الاوكرانية واعطاء بعض حقوقهم المشروعة ومنها التحدث باللغة واعطاء بعض الصلاحيات الادارية وفق الدستور الاوكرايني ولكن القيادة الاوكرانية كانت اداة طيعة ومنفذة من اجل اضعاف ثم تفكيك روسيا الاتحادية ولصالح واشنطن ولندن وباريس وبون والناتو وبروكسيل. وهذه هي الحقيقة الموضوعية والتي يجب ان يدركها الجميع وهنا لسنا بالدفاع عن القيادة الروسية اوغيرها بل واجبنا توضح الحقيقة الموضوعية ومن الداخل ووفق المتابعة المستمرة لتطور الاحداث. ان جميع هذه الاتفاقيات الشيطانية كانت فخا ذكياً بالضد من الشعب الروسي وبهذا الخصوص اشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انهم خدعونا وانا اعترف في ذلك وفي جميع الاتفاقيات. القادة الغربيين ليس لديهم كلام ولم يلتزموا باي تعهد او اتفاق المهم مصالحهم واسلوب شيطنتهم في التعامل مع الآخرين والادلة لا تعد ولا تحصى على ذلك.
واخيراً ان جميع الاتفاقيات كانت فخا ذكياً بالضد من روسيا الاتحادية وجمهورية دانيسك ولوكانسك وليس حلاً لوقف الحرب.
يتبع
ابريل - 2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعش يتغلغل في أوروبا.. والإرهاب يضرب بعد حرب غزة | #ملف_الي


.. القرم... هل تتجرأ أوكرانيا على استعادتها بصواريخ أتاكمز وتست




.. مسن تسعيني يجوب شوارع #أيرلندا للتضامن مع تظاهرات لدعم غزة


.. مسؤول إسرائيلي: تل أبيب تمهل حماس حتى مساء الغد للرد على مقت




.. انفجار أسطوانات غاز بأحد المطاعم في #بيروت #سوشال_سكاي