الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رماد أبيض

فوز حمزة

2024 / 4 / 18
الادب والفن


لم أستطع منع نفسي من البكاء .. فتظاهرت بأنني أسقي أصص الزهور المنتشرة على الشرفة ..
حاولت إخفاء وجهي عنه .. انتهت محاولاتي بالفشل .. نظراته لم تتوقف لحظة عن ملاحقتي ..
كم عشقت تلك العيون التي حلقت معها إلى عالم حضرنا فيه زفاف القمر لسيدة النجوم ثم أبحرت برفقتهما إلى أعماق البحر لنشهد ولادة لؤلؤة من رحم محارة .. لكن النهاية .. هي نهاية كل شيء ..
كيف لم أفطن إليه ؟
ما الذي جعلني أسهو عنه ؟! هل هي الثقة العمياء ؟ أم الغباء ؟ ربما كلاهما ..
قشعريرة لذيذة سرت في جسدي حين لامست يده خصري فرقصت كل خلية فيّ فرحًا .. وكما يمسح الفجر بقايا الليل .. مسح دموعي بيده الأخرى .. أردت إبعاده عني .. صوت الحب منعني .. وهو يطبع قبلة على رقبتي .. همس في أذني :
- هي الأولى وستكون الأخيرة .. أعدكِ ..
- صورتك لا تفارق خيالي .. كيف أنسى شعوري تلك اللحظة وأنا أراك تمسك بها بيد واليد الأخرى تمررها على كل مكان في جسدها .. عيونك تلتهم كل جزء منها وقبلتك الطويلة الساخنة على فمها كخنجر أدمى قلبي .. لا تنكر أني رأيتها تحتكِ وعلامات الفرح والنشوة تملأ عينيك .. حاولت إخفاءها عني ..
لم يسعفك الوقت .. كل تلك السنين ، أيّها الماكر الماجن .
الآن عرفت لماذا كنت ترسلني لأعد الشاي لك .. لتكتمل طقوس الخيانة لديك .. من أجل ماذا ؟! تبيع نفسك من أجل حفنة نقود .. ثلاث سنوات وأنت تسرق نقودي .. كم صغرت في نظري ..
أجابها بعد نفاد صبره:
- يليق بكِ دور المخدوعة .. لكن ليس معي .. لم أكن في نيتي الحديث .. يبدو أن وقت تصفية الحساب قد أزف .. هل تعتقدين أن مافعلتيه طوال الثلاث سنين قد مر عليّ من دون أن أنتبه؟!
هل تحسبينني فعلًا بهذا الغباء ؟!
كنت أعرف خيانتك ومكرك فاضحك بيني وبين نفسي من عقلك و سذاجتك .. تركتك تمارسين هذا الدور علي لأمنحك الأمان لتفعلي كل ما يخطر في بالكِ حتى أسقط في يدي دليل خيانتك .. لكن ليس بعد الآن .. سأحرق كل أوراق اللعب .. أبحثي لكِ عن لاعب آخر ..
مشى الزوج باتجاه الموقد ليحول حزمة الورق الملون إلى رماد أبيض ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته