الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع إقليمي بصبغة دينية: اليمن والجنوب الناشئ - تحليل شامل

محمد الزمير
محمد زمير:باحث وكاتب وقارئ نقوش حضارات قديمة

(Mohammed Zumair)

2024 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


صراع إقليمي بصبغة دينية: اليمن والجنوب الناشئ - تحليل شامل"
#محمد زمير الهويدي.
يريدون أن يعود اليمن إلى ما كان عليه قبل عام ٩٠، وأن يكون الجنوب بوصاية خارجية ممثلة بالدولة التي انتصرت لصالح مشروع الانفصال، أما الشمال سيكون في عداء مع الدول الإقليمية وخارج وصايتها بعد خروج كل أيديها. سيصبح الجنوب مشروعًا للدول الإقليمية، ولأن الجنوب حدث له في الآونة الأخيرة عملية استلاب للهوية مع حجم الضخ للمعلومات حول هوية الجنوب وتاريخه، فلم يستقرّوا هل هم سلطناتٌ قديمة أم جنوب عربي أم جنوب يمني أم حضرموت أم عدن أم شبوة أم المهرة، فسيكون من السهولة على الدول الإقليمية تفعيل مشروعها هناك وستصبح هي الهوية الجامعة للجنوب لاجل استنزاف الشمال. ستنشأ مراكز دينية إن أرادوا الحرب بهذه الصبغة أو لا دينية إن أرادوا ذلك وهذا سيرتق أن تقام في كل مكان في الجنوب، سيصبح العقل في الجنوب محاطًا بتوحش الأفكار، الإعلام، المساجد، المدارس، المراكز الدينية، الجامعات، المكتبات، وسيصبح نجوم الجنوب الفكرية والثقافية والإعلامية مجموعة من شيوخ الدين الإرهابيين الذين سيتم صناعتهم لملء عقول الناس. كما حدث قبل عام ٩٠ في الشمال. ستقضي على مركزية تريم الدينية، وسيكون لا موضوع يدور في الجنوب سوى الطائفية وقبحها، وستنتشر قصص ومواضيع لمحاربة الصوفية أو الزيدية أو الشيعية بصورة شرسة، وسيتم إنشاء مركز للحديث والسنة في حضرموت.:
كما حدثت في الماضي قبل عام 90، وسيدعم الجنوب خلق وتكوين جماعات دينية في الشمال لإثارة معارك ضد سلطة صنعاء، بطابع ديني حرب طوائف، في عملية استنزافٍ طويلة. سيصبح الجنوب مجرد مشروع تم صناعته لتنفيذ مصالح النافذين فقط، وليس مشروعًا وطنيًا، وسيكون الجنوب مجرد أداة تم رسمها لتحقيق مصالح خارجية، وينتهي هذا المشروع بالفوضى بعد تحقيق مصالحهم التي أرادوها من عملية الانفصال. لن يكون هناك مشروع وطني، لن يكون هناك عمل في البناء والتطوير اقتصاديًا واجتماعيًا وفكريًا وسياسيًا في الجنوب، لن يعمل الجنوب شيء، سيستلم أموالًا من المخططين فقط، سيكون مجرد مشروع ربط بالخارج لا يجعلك تبني وتعتمد على نفسك وتطور نفسك، بل مغرر بهم يذهبون لقصور من صنعوها. وسوف يعاني الجنوب من انقسامات داخلية سياسية وما زالت قائمة، حيث لا يملكون مركز سياسي واحد يجمعهم، فإن ذلك سيجعل من الجنوب يتقاطرون نحو المسار السعودي السياسي كجامع لهم يوحدهم.وسيكون للقبيلة حضور كبير في الجنوب،حبث ستعاد الهويات القبلية بشكل عميق، لأن العقيدة الطائفية والعنصرية خلقت من رحم القبيلة وفيها احتفاء كبير بالقبيلة والفكر القبلي. سيكون هناك لجنة خاصة في الجنوب، تضم أسماء شيوخ قبائل ورجال دين وسياسيين يستلمون أموالًا كبيرة من قصور المتحكمين والنافذين.وسيكون الجيش في الجنوب عقائدي وهابي وتكفيري وداعشي أو حتي ضد المعسكر الصيني والروسي، لأن الانفصال تحقق تحت نغمة قتال الروافض والمجوس الغير موجودين أساساً، فهذا الانتصار سيصبح عقيدة الجيش تمامًا، وسيكون جيش الجنوب مثل الفرقة المدرعة في الشمال سابقًا، جنود عقائديين وقادة الجيش عقائديين ويحملون شهادات دينية أو من الذين ذهبوا للقتال في العراق أو سوريا، كما حدث في الفرقة المدرعة في الشمال قديماً. ولا بد من خلق رجل دين يشبه الزنداني مهمته إعطاء بعدًا روحيًا للجيش في قتال الروافض والمجوس، وسيكون هذا الرجل له حضور كبير في كل المواقف السياسية ويستخدم أبناء الجنوب في معارك الدول الإقليمية داخليًا وخارجيًا.
سيكون مسمى الدولة الجديدة، دولة الجنوب اليمني العربي، وسيقبل الجنوبيين بهذا الاسم، المهم الانفصال عن الروافض والمجوس والدحابشة ووو، لأنه ليس من مصلحة المخططين غير هذه التسمية وعلى هذا الأساس تم الدخول في صفوفهم وتجيششهم وشحنهم فكرياً، كما حدث في أيام جمال عبدالناصر تمامًا، كي يصبح العقل في الجنوب يستسيغ بسهولة فكرة التدخل في شؤون الشمال، ويجعله مربوط بالشمال بمسمى اليمن، يعطي له الحق في قتال ومحاربة الروافض والمجوس، وأيضًا كي يصبح الجنوب مركز استقطاب للعقائدين في الشمال لأجل إعادتهم إلى الشمال وتكوين جبهات في الشمال على مراحل لتطبيق نفس السيناريو.
و لأن عمان خرجت من بيت الطاعة السعودية، وهي الدولة الوحيدة التي تسير في مسار سياسي مختلف عن الجميع، في كل المواقف والقضايا في اليمن والخليج والمنطقة، ولها علاقات سياسية قوية مع إيران،سيصبح الجنوب مركز لزعزعة أمن سلطنة عمان، كما حدث في الماضي عندما دعم الجنوب جبهة ظفار، سيكون الجنوب الداعم للفكر الإرهابي في مناطق ظفار ذات الغالبية السنية، وسيتم استقطاب وتدريب شباب وخلق زعامات دينية تعبر عن روح السنة في مناطق ظفار، وسيبدأ الإعلام الخليجي بلهجة الخوارج والإباضية والإعلام الجنوبي سيمتلئ بقصص الخوارج والإباضية، لأجل زعزعة أمن عمان، وخلق اضطراب داخلي، يجعل من عمان تستسلم وتخضع وتحول مسارها ليصبح بنفس مسار السعودية تمامًا سيصعب عليهم استيعاب هذا الشيء، لأنهم لا يفكرون إلا من خلال عقدهم المناطقية.
www.x.com/Mzomair








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف