الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى كانت الديكتاتورية لصالح الشعوب؟ تعقيب على فيصل القاسم

محمد انعيسى

2006 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


كتب الصحافي فيصل القاسم مؤخرا على صفحات موقع الحوار المتمدن مقالا بعنوان :ما أحوج لبنان والعراق الى دكتاتور ،مفاده أن الديكتاتوية هي الحل لما يتخبط فيه الشعبين العراقي واللبناني ،في ظل الحروب الطائفية التي تهدد اليوم هذه الشعوب، ليبرر صحافي
الاتجاه المعاكس قوله بمجموعة من الأمور،نتيجتها أن العراق في عهد صدام الديكتاتور كان عراقا فاضلا.وأريد أن أبدي بملاحظاتي حول المقال خاصة وانني من ألذ أعداء الديكتاتورية لأن الشعب الذي انتمي اليه قد ذاق طعم هذه الديكتاتورية الخبيثة.
الغاية لاتبرر الوسيلة دائما يا أخ فيصل، لأن الوسيلة في حاجة الى تبرير كذلك،أما ان تكون الوحدة غاية فهذا ضرب من الاوهام ،لان الغاية يجب ان نعرف هي في صالح من وعلى حساب من؟.فأنا أرفض هذا المنطق في التفكير،لأن الوحدة ان كانت غايتها تحقيق المصالح للجميع فهي محمودة، اما ان يرفع شعار الوحدة من أجل فرض السيطرة على الشعب فهذا حق يراد به باطل.
تحدثت وقلت أن عهد صدام كان أحسن حال من عراق اليوم، وكأن العراق محكوم بالاختيار بين عهد صدام وعهد اليوم،والحقيقة ان ما يعانيه الشعب العراقي اليوم كان لصدام الديكتاتور دور كبير فيه. فمن منا لا يتذكر المجازر التي ارتكبها هذا الديكتاتور في حق الشعب العراقي ، خاصة الأكراد والشيعة،فهل منطق الوحدة يستدعي قتل الأبرياء ؟وهل منطق الوحدة يقتضي القضاء على ثقافة الآخرين؟.أعتقد أننا كمثقفين يجب ان نلعب دور ا في تنوير الشعوب ،وليس العكس.فاذا كان صدام قد وحد الشعب العراقي بمنطق القوة فهذا لا يعني بالبت والمطلق أن الشعب العراقي محكوم بأن يعيش الديكتاتورية،و أنه(اي الشعب) هو الذي اختار هذه الديكتاتورية.
الحقيقة أن الديكتاتورية لم تكن في صالح الشعوب عبر التاريخ ولن تكون كذلك ابدا ،لأن اليكتاتورية ما هي الا احدى أوجه المطلق الذي يشرعن العنف بحجة الحفاظ على الوحدة وكان الوحدة دائما في صالح الشعوب.أنا ضد الوحدة التي تجعلني مستلبا في ثقافتي وهويتي ،كما كان يعاني الاكراد والشيعة في ظل النظام الديكتاتوري البعثي.
اننا مطالبين اليوم أكثر من أي وقت مضى بنشر ثقافة الديموقراطية وثقافة المقاومةوالنضال في ظل الديكتاتورية التي تتخبط فيها الشعوب المتخلفة.
النظام الديكتاتوري أكثر أنواع الانظمة السياسية قمعا للشعوب بل انها فيروس وجب تحطيمه وليس الاقتداء به وتمجيده لانه كان الأفضل لتوحيد الشعب ،رغم ان التوحيد والوحدة مصطلحان يحملان كثيرا من اللبس والغموض، لأن كثيرا من الشعوب قمعت بنفس الحجة.
وحدة الشعوب الأوروبية لم تنبني على أسس ديكتاتورية ،بل على المصالح المشتركة لهذه الشعوب ،وهكذا تم بناء الاتحاد الأوروبي الذي أصبح مثالا يقتدى به ،أما العقول المتخلفة خاصة العربية منها فانها تبني الوحدة على أسس عرقية محضة،وهذا ما جعل مجموعة من الشعوب غير العربية ترفض هذه الوحدة ولنتساءل ماذا كان مصير بناء (المغرب العربي)؟بل ماذا قدمت الجامعة العربية ؟. انها أوهام الشعور بالتفوق .
أخيرا أريد ان أقول أن الديكتاتورية ليست حلا للتخلف ،بل ليست حلا للنزاع الطائفي والمذهبي ،بل هناك دروس من شعوب ضحت في سبيل الديموقراطية،وهذه الشعوب لا يسعنا الا نكون تلامذتها في الديموقراطية ،وما علينا الا أن نلعن الديكتاتورية الخبيثة وقادتها من امثال صدام ،و ستالين...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ