الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زوبعة على ورق

فوز حمزة

2024 / 4 / 19
الادب والفن


لم تكن الحرب سهلة بينهم .. فكل واحد منهم قد تسلح بحسب ما يمليه عليه منصبه واستعد لخوض معركته وهو متيقن سيكون النصر حليفه والسؤدد رفيقه.
تحدث أولهم كمحاولة منه لبث الرعب وزرع الخوف في صفوف أعدائه كواحدة من خططه المنهجية في زعزعة صفوفهم حين قال:
اسمعوني جيدًا: أنا الأهم .. أنا الأعلى .. كلكم تأتون بعدي .. لا تنكروا أنكم تسيرون خلفي .. بيّ تبدأ الحكاية .. وعليّ تشهدون ولادتها .. كالشمس أنا حينما تمنح النور والدفء لكل ما يقع تحتها .. فأنا أصل كل شيء ..
هنا انتفض الثاني فقاطعه: من دوني أنتم غرباء لا يعرف بعضكم بعضا .. أنا من مددتُ جسور المعرفة بينكم .. حلقة الأمان بين ماضيكم ومستقبلكم .. إياكم وبخس حقي فذلك يعني إنفلات أمركم وضياع خيوط الأمل التي تربطكم .. لكن الثالث كان صوته عاليًا حينما قال: كلكم حمقى .. لا تدركون الحقيقة .. فأنا قلب الحكاية ونبضها الخافق .. روحها التي بها تستمرون ولها تحيون .. وحينما انتهى من قوله انتبه إلى الرابع الذي راح يضحك بسخرية لأنه كما ادعى؛ أن حديثه معهم ضرب من الجنون ..
أما الخامس ..فقد انشغل بجدال عقيم مع السابع .. فكل واحد منهم كان يملك الأدلة على أهميته .. ومن حسن الحظ أن السادس كان واقفًا بينهما وإلا لجرى ما لا يحمد عقباه بينما اكتفى الثامن في التنقل بين أخوته في محاولة فاشلة منه لتهدئة الوضع والحد من ارتفاع حدة التوتر ..
لم يشغلهم عن بعضهم سوى سماعهم صوت الأخير: لا تتعبوا أنفسكم .. من غيري كل شيء ليس له معنى .. فكلكم تنتهون إليّ .. تطول الحكاية أم تقصر .. فالنهاية لا محال ترتسم فوقي .. الكل ينتظر قدومي .. أنا البحر وما أنتم سوى أمواج .. بعدتم أم قربتم .. ستنتهون إليّ ..
لم يعد يُسمع إلا صوت صراخهم وهتافاتهم بعد اشتداد المعركة بينهم بعد أن بلغت القلوب الحناجر .. بعد لحظات امتدت أصابع رقيقة لتمزق الورقة وترميها في النار مع سطورها الفارغة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع


.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي




.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????


.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ




.. الذكرى الأولى لرحيل الفنان مصطفى درويش