الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا نجد تحت قمصان أصحاب حقوق الإنسان؟

فلورنس غزلان

2024 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا نجد تحت قمصان أصحاب حقوق الإنسان؟ :ــ
يتباهى الجلاد بارتكاب الجريمة، ويتفاخر بأعداد الضحايا والسجون وازدحام الزنازين، يتبرأ من البراءة في عيون الأطفال ، ثم يُحَّرض الجحيم على الاشتعال في كل زاوية من زوايا البيوت المصابة بالذعر تحت هزات الحمم المنهمرة فوق أرصفة المدارس والمشافي حيث يزرع طهاةُ السلاح بنادقهم ويلاحقون طرائدهم الخارجة للتو من هذيانها الدهري،ومن موتها المصيري.
كم أتوق لهدنة تمد جسراً بين موتي وحياتكم، بين حربكم ولغتي المترنحة تحت نعال الجنود السكارى بمجد الموت، أكتفي من أيامي المحشورة بين فكي جاذبية الروح للبقاء وجاذبية الموت المحتوم لو انهزم الحلم ، أتوق لوقفة طفل يحمل قميصه راية يرسم عليها مايريد دون خوف أو وجل،يحمل صحنه المليء بالطعام ...أجتاز معه أبواباً نسيتُ مواقعها،ومفاتيح ضاعت بين البقايا، لكني أكتشف أنها تذكرني، انها تعرفني !ففي حضرة التلاقي تحيا ذاكرة الحجارة وتنطق القيامة من مهد المسيح إلى لحدي الدمشقي،..فيعود ولع الحياة مع تعويذة لايعصيها الجسد المذاب في أسيد الحنين والمحبة، تخرق قواعد الكيمياء وقواعد الطوفان الموتي...لأني مؤمنة بأن للحب معجزاته الخارقة.
أمشي مع الأطفال وبقاياي ، مع ندوب العمر وجثث تنطق بالبطش ورعب الأرقام ، مع رعب الاحتمالات كذلك، نتوغل جميعنا في دهاليز القرابين الموسومة بوشم الوطن، والمنذورة بحكم المكان وعصا السلطة،وخريطة "شعب الله المختار"! نذرع التاريخ جيئة وذهاباً ولانجد لحالنا تفسيراً أو تعليلاً، فغابة الكون تنام بدعة وسكينة تترك بيننا وبينها مسافة من الكلام المنمق والواعد بغنائم الفرسان المتعثرة بالمؤامرة!والمصابة بلوثة ( الهولوكوست)- وما ترتكبه سلطة (الدفاع عن النفس)، في فلسطين وسلطة الكرسي الأسدي في دمشق يفوق الهولوكوست المعلوك بآفاق خيالية....تباغتني ضربة شمس شتائية الطقس مبهورة بموتي فأسقط...أسقط مبهورة بقدرة العالم على إخفاء شهواتهم تحت قمصان حقوق الانسان.
تنتحب مني بقايا روح تتيه في حقول المبارزة السياسية، أسألها: ..هل يمكن للوقت أن يؤثث معنا طريقاً للمحبة والكرامة؟ للعدل الضائع على دروب مديح الساسة وأبلسة الثقافة؟، هل الحلم الفليطيني والسوري مستحيل للحد الذي يعتبره العالم ترفاً يخرق قواعد الاستعباد والاستبداد والاستقطاب؟، أو يفتك بموازين الأجندات العالمية والمناطقية لمن يسهروا على حراسة معابد السياسة والمصالح وطقوسها، التي أوهمونا بأنهم مالكي مفاتيح جناتها ؟
كيف يمكن للدماء أن تصمت وهي مَن كتب التاريخ ورسم الخرائط؟ كيف يمكن للحجر ألا يتحول لقذيفة بيد طفل اعتمر قبعة الحرية؟ كيف يمكن لهذا العالم الصامت أمام بكاء امرأة ثكلى وطفل يتيم، أن يستمر باستهلاكه لمفردات تقدس الكذب وتتستر على القاتل...وتظل وفية لغيبوبتها أمام شهوة سفاح لايردعه ضمير ولا يوقفه خُلق إنساني؟!
قررت أخيراً أن أحمل ريشة الريح وأغادر المنفى...حيث أعيد الماضي لوهج الحاضر وأبعث في الحجر روحاً من زفيري المكبوت إلى أن يهطل موتاً فوق أضرحة من تصورتهم صناع المستقبل، أسحب منهم هويتي وأستقل عن خطاياهم وأهيم في دروب الأطفال..وحدهم من لايتقن لعبة السياسة والتوازنات.
فلورنس غزلان ــ باريس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو