الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر فلسطين في برلين

المهدي المغربي

2024 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


مؤتمر المحاكمة.
الاسباب و الأهداف.

على ما يبدو للوهلة الأولى ان النقطة الأساسية في المؤتمر هي محاكمة الدولة الألمانية الامبريالية لكونها الداعم الأساسي في أوروبا لجيش الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين المغتصبة.
إنها تدعم كيان الإجرام سياسيا و ديبلوماسيا و إعلاميا و لوجيستيكيا و اقتصاديا و عسكريا و مخابراتيا
إلى انها تنصب نفسها أي الدولة الألمانية محامية و مظلة وفائية أمام منتقديها في المحافل الدولية و المنابر الإعلامية المشحونة بهوس الدعاية الصهيونية.
محاكمة هذه الدولة يدخل في نطاق الصراع الذي تخوضه القوى الحية المساندة للحق الفلسطيني في العالم و في ألمانيا تحديدا حيث على أرضها ينظم المؤتمر. هذا الصراع الذي تتقاطع فيه المواقف السياسية إلى اقصى درجة التعارض.
إيمانا من هذه الفعاليات بأن قضية فلسطين هي قضية تصفية الاستعمار
دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها ففي ذلك وضوح المواقف و كذلك وضوح آليات تقرير مصير الشعب الفلسطيني على أرضه المسروقة و الدولة الألمانية لها يد في كل الدمار و الإبادة التي تعرضت لها الأطفال و النساء الفلسطينيات و الشيوخ العزل و مازالت تتعرض لها بعدة طرق مختلفة.
السياسة الصهيونية هدفها هو تهجير و طرد سكان غزة و هذا المبدأ الاجرامي الاستعماري ليس بالجديد أبدا فمنذ 1947 كان هدف عصابة الهاغانا التي على أساسها بني هذا الكيان هو طرد العرب الفلسطينيين من أرضهم و إدخال مرتزقة غزاة محلهم و السطو على ممتلكاتهم و أراضيهم بقوة النار و الدم و القتل.
ان أكذوبة "الصهيونية حركة تحرر" لن تنطلي أبدا على أحرار العالم المتنورين

ان الصهيونية ليست مفهوما دينيا أو أخلاقيا أو تعبيرا أدبيا مجرد بل
الصهيونية هي مشروع استعماري امبريالي هدفه هو زرع الحروب و استغلال أراضي و ثروات الغير و دعم الكيانات و الأنظمة العدوانية و دولة ألمانيا بما انها كذلك اذا وضعناه في الصورة تنطبق عليها هذه المواصفات التي هي من ستحرجها و تجعلها ان عاجلا أم آجلا تعيد النظر في أسلوب التسويق الادعائي المغرض
خصوصا اذا أعطت محاكمة المؤتمر أكلها.
علما ان المحاكمة الحقيقية يكون مصدرها هو الحراك الجماهيري الشعبي على مستوى كل الاقطار التي تسعى إلى تتويج نضالاتها بالانتفاضة الكبرى.
لما تنزل الناس للشوارع و تصرخ في وجه الظلم و الإستعمار و تعلوا حناجرها بصوت الحرية و الاستقلال لدولة و شعب فلسطين اذاك ستكون الدول المدعمة للاحتلال أمام مرمى الحسم مع النفاق السياسي تحت ضغط الشارع المنتفض و الجماهير المنظمة.

الدولة الألمانية لن تعير لنا اي اهتمام الا اذا كنا في مستوى تنظيم و تحريك الشارع و ضمان الاستمرارية و التصعيد و الرفع من سقف الشعار. بل قس على ذلك كل الشوارع المؤدية إلى فضح صهيونيتها لباقي الشعب الألماني و لباقي شعوب الأقطار الأوروبية.

ان ولاء الدولة الألمانية
للوبي الصهيوني الذي لا يحتكم إلى أي نوع من المنطق الا منطق الاستعمار و التنكيل و القتل. ان هذا الولاء الأعمى الذي يبصر فقط ما يريد لن تكون عاقبته الا المزيد من توريط نفسها في مستنقع الإجرام و جرها إلى صف الدول المعادية للانسانية.

نحن لا ننتقد جزافا لكن من منطلق سياسي واضح و صريح تماما كما علمتنا مبادىء الديموقراطية نوجه كتاباتنا و ملاحظاتنا و انتقاداتنا. بناء على هذا الأساس بات واضحا على ان هذا الخط هو خط المعادلة الصعبة خط ألنقد السياسي الموجه خط المقاومة خط النفس الطويل و خط السعي وراء تحرير الأرض المحتلة فلسطين بالطرق الممكنة التي تراها انتفاضة الشوارع في ألمانيا و في أوروبا و في العالم.
أن إرادة الشعوب مهما طال الزمن لن تقهر.
و الثورة الفلسطينية هي جد مؤمنة بهذا المبدأ و هي كذلك قدوة لحركات التحرر العالمية و مدرسة في النضال.

في المسألة الإعلامية.
عموما على المرء ان يشارك و يكون ذات فاعلة في الصراع الدائر على الميدان يصنع الحدث و يتعرف جيدا و عن قرب عن الحقائق و يستطيع ان يحدد كذلك الاتجاهات التي تتشابك فيها المادة الاخبارية.
لأن الإعلام الرجعي الخائن المطبع و الاعلام الغربي عموما و الإعلام الألماني المتصهين لا يخدم سوى اجندة الاحتلال و السياسة الراسمالية الإمبريالية التوسعية.
و الحراك ليست له قنوات خاصة به قادرة على ان تغطي مساحة اعلامية و تتنافس مع أباطرة الإعلام السوقي المرتزق.
إعلامنا فقط عبر التلفون المحمول لمن استطاع لذلك سبيلا و في ذلك كذلك رسالة.
مشكلة العقلية الألمانية انها لا تمشي بالصراع الى ابعد نقطة حيث تظهر المسؤولية التاريخية في احتلال فلسطين انها تقف عند الوضع القائم في أفق البحث عن تسوية و كان المسالة مجرد خلاف حدود بعض الأمتار زائدة من هنا و ناقصة من هناك...
ليس هكذا تحلب الابل يا ام عمير!


عندما نتسال عن الأسلوب القمعي و التضييق و المنع الذي تنهجه الدولة الألمانية تجاه نشطاء و مناضلات الحراك الفلسطيني أيا تكون جنسياتهم نتاكد ان البوليس الألماني يطبق توصيات اللوبي الصهيوني المتحكم في دواليب و كواليس الدولة العميقة و ان خوفهم كل الخوف هو أن يتحرك الشارع الألماني و يستيقظ من سباته و يركز على تناقضات سياسة الدولة و تخبط حكومتها في مستنقع الفضائح و ما زاد الطين بلة هو دعوتها إلى سياسة التسليح العسكري و توظيف 200 مليار اورو لأجل الحرب و دعم الدول الحربية امام انفجار الأسعار و الغلاء الفاحش و انتشار الفقر أكثر مما كان عليه إلى مستوى ان الطبقة الوسطى صارت تنافس سكان الطبقة السفلى في مشاكلهم و هذا حال و
مصير المجتمعات في النظام الرأسمالي الذي باستمرار يحفر قبره بيده.

ان الدولة الألمانية في التركيز على قمع المتظاهرين و طردهم من شغلهم تحت ذرائع واهية و التضييق على شعاراتهم الثورية و تهديدهم هي بتعبير آخر رسالة معكوسة إلى
الشارع الألماني الذي بات يشهد مظاهرات تلو المظاهرات بفضل الصدى الفلسطيني الأكثر وضوحا في خطابه السياسي و ان خروج الشارع المتضامن هو سيف ذو حدين من جهة فضح الإجرام الصهيوني و من جهة اخرى فضح صهيونية الدولة التي لم تعد تعير اهتمام لمعاناة الألاف الأسرى في سجون العار و لا لأرواح الأطفال بالآلاف و النساء بالآلاف التي اتت عليهم جرافات و مزنجرات الاحتلال بلا رحمة و لا شفقة و في المقابل لا نسمع من الإعلام الألماني الا شعارات "السلام" الجوفاء
و خطاب ان "الاستعمار من حقه أن يدافع عن نفسه"!!! انها المهزلة السياسية و الضحك على الذقون و هذا المكر لن ينطلي علينا مهما تلونت أشكال التسويف و التدليس الممنجة و خطابات التمويه.

القمع لا يرهبنا و القتل
لا يفنينا....
ثورة فلسطين تحيي النضال فينا....


اذا أفشل الصهاينة المؤتمر على يد أجهزة البوليس الألماني هذا لا يعني إفشال إرادتنا.
جائت الوفود من كل جل المناطق من ألمانيا و من خارجها الا الطبيب الفلسطيني الذي قدم من لندن و احتجزوه في مطار برلين مانعينه من الدخول إلى ألمانيا كإجراء تعسفي مبكر قبل انطلاق أشغال المؤتمر الشيء الذي أثر على المؤتمر من حيث الصدى الإعلامي و رغم ذلك تم افتتاحه
تشكل من فعاليات سياسية مستقلة فلسطينيين و اجانب و المان من ائتلاف طلاب الجامعات من مجموعة الصوت "اليهودي"* المدافع عن الحق الفلسطيني كذلك من فعاليات يسارية مستقلة.
الساعة الثالثة مساء من يوم الجمعة تطوق محيط قاعة المؤتمر بالبوليس ليس هذا فحسب و إنما البوليس المسلح في كل حين يدخل من باب و يخرج من باب مخترقا القاعة ذهابا و ايابا في سلوك استفزازي مباشر استنكره الجميع من الحاضرين و لا حولة و لا قوة له فقط في كل مرة ترفع الشعارات تعبيرا عن السخط. البوليس بكل سلوكه الفاشي تدخل حتى في لائحة المدعوين للمؤتمر واقفين فوق رؤوس المنظمين و هم من يسمحون و لا يسمحزن بالدخول إلى القاعة مع العلم أنهم يدعون ان حضورهم لتأمين المكان و ليس وضع الرقابة المطلقة على المنظمين و على سير الأشغال و على المدعوين
مثلا استاذ التاريخ الذي أراد إلقاء كلمة عبر الزوم لم يكمل ثلاثة دقائق فتدخلوا تعسفا و أوقفوا الكهرباء كي ينقطع البث.
حتى مجرد الكلمات صارت ترهبهم و تقض مضاجعهم و تخلق لهم أزمة تجعلهم يتصرفون بهستيرية قصد التنكيل و القمع في اتجاه تطبيق المنع التعسفي
أمام الباب الرئيسي لمدخل القاعة تجمهر العشرات من المدعوين إلى المؤتمر لانهم تم منعهم من الدخول صحفيون و مترجمات و مشاركون و كل الوقت كانت ترفع الأصوات منددة بهذا الخرق السافر لأبسط الحقوق على أرض دولة ألمانيا. التي تدعي جزافا شيء اسمه الديموقراطية!!!
و فعلا صاروا يخرجون الناس من القاعة و يحبروننا على الانسحاب و الابتعاد عن بناية المؤتمر هكذا بكل وقاحة يدفعوننا بعنف مستخفين بكل مشاعرنا ان هذا القمع ضد الحراك الفلسطيني تجاوز كل المقاييس أنه اجرام ممنهج مدروس و مخطط له سلفا من قبل أن نقدم على أية حركة سواء في الشارع او في القاعات.
بعد ثلاث ساعات من الوقوف الممل أمام البناية توجهنا مجموعات مجموعات إلى مخيم المؤتمر حيث نصبت خيام المبيت و منصة و مطبخ توالت الكلمات و الأغاني و حلقات نقاش متعددة و متفرقة هنا و هناك في نفس الساحة الخضراء أمام البرلمان الالماني الذي يبعد بعشرات الامتلر فقط حيث تفرخ سياسة الكيل بمكيالين
و النفاق و السلام المغشوش و الإجراءات التعسفية القمعية الصهيونية ضد نشطاء الحراك الفلسطيني المتعددي الجنسيات و التوجهات فقط قضية واحدة تجمعنا الا و هي تحرير فلسطين من الغزاة أعداء الإنسانية أعداء الثورة. أعداء الحرية


شكرا على كل المجهودات التي بدلت كي تصبح هذه المبادرة واقعية.
الشريحة المثقفة مشكورة تجتمع في برلين من أجل فلسطين و محاكمة الدولة الألمانية و و الاستنكار والاعتراض على دعمها للاستعمار الصهيوني.

هذه مقدمة رؤوس الاقلام شجعتني على طرح مجموعة من الأسئلة الموضوعية
مفادها تنوير الأفكار و جعلها أكثر ارتباطا بالميدان

اولا
ما قوة تأثير المؤتمر كحدث في القرارات السياسية للدولة الألمانية؟

ثانيا
هل الحراك الذي تصاعد منذ نصف سنة استوفى شروط تقديم عريضة
محاكمة الدولة و الوقوف الند للند؟

ثالثا
و هل بالفعل وصلت قوة الشارع إلى هذا النوع من الضغط السياسي؟

رابعا
الا نحتاج إلى تنسيقية موسعة على صعيد جل المدن الكبرى التي يكون لها ثقل وازن في تحريك الجماهير أكثر و التفافها على نصرة القضية؟

خامسا
اليس هذا الإجراء بمتابة ضمان نتائج أكثر تشجيعا و مصدر قوة جماهيرية منظمة؟

سادسا
الا يحتاج الحراك إلى شعبية حقيقية تشارك فيها بانتظام كل الشرائح الاجتماعية بمختلف اعمارها من منطلق الإيمان بعدالة القضية الفلسطينية ثم سمو الروح النضالية على أعلى مستوى؟

سابعا
أليس الالتفاف حول الخط الثوري الفلسطيني و توقيع بيان الحد الأدنى ما بين كل المكونات على صعيد المانيا هو اللبنة الصلبة الإضافية في تمثين صرح الحراك الشعبي؟

كل هذه الأسئلة مطروحة لاغناء النقاش الرفاقي و و وضع النقاط على الحروف في جو تسوده الروح التضامنية ما بين الفلسطينيين و باقي مكونات الحراك العظيم.

اذا كانت هناك مقترحات تساؤلية أخرى و إضافات
يكون جيدا

يتبع في الموضوع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟