الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة بين الإفلاس الكبير وغياب التنازلات!

يحيى الصباح

2024 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


في ظل التطورات المتسارعة في غزة، تبرز الحاجة الماسة لتحليل الديناميكيات السياسية والعسكرية التي تحكم هذا الصراع في بقعة من بقاع العالم. المقاومة الفلسطينية، التي طالما نُظر إليها كصوت للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، تجد نفسها اليوم في موقف لا تُحسد عليه؛ فالخيارات المتاحة أمامها ليست محدودة فقط، بل ربما معدومة، خصوصًا بعد الرد الإيراني الذي كشف عن برجماتية تفوق التوقعات، مما أكد للمجتمع الدولي أن إيران ليست دولة تحكمها العواطف، بل تعمل بحذر وفقًا لمصالحها، حتى وإن تعارض ذلك مع سيادتها أو مبادئها الداعمة للمقاومة.

غزة، التي كانت تتكئ على الحائط الإيراني، تجد نفسها الآن وحيدة تواجه مرحلة جديدة من الصراع تتسم بزيادة العنف. المقاومة، التي كانت في الماضي قادرة على التفاوض من موقع قوة، تجد نفسها اليوم محاصرة بسياسات معقدة وتحديات لوجستية تحد من قدرتها على العمل بفعالية.
على عكس الشركات التجارية التي تقدم تنزيلات لتجنب الخسائر المالية مع الحفاظ على عملائها، فإن المقاومة لا تستطيع أن تقدم أي "تنازلات" عن مقاومتها أو أن تتخلى عن أهدافها الأساسية دون أن تخسر مصداقيتها ودعم شعبها. هذا التصميم هو محاولة لتفادي ما حدث مع السلطة الفلسطينية وحركة فتح، التي قدمت تنازلات بحكم الواقع فخسرت جزءًا كبيرًا من ثقة شعبها وتعرضت مصداقيتها للتشكيك. الآن، صراع حماس لا يقتصر على مواجهة إسرائيل فقط، بل يتعداه إلى صراع للحفاظ على مكتسباتها، ولا سيما الثقة الشعبية التي باتت محل شك بين أبناء غزة.

يُطلق على هذه المرحلة التي تمر بها حماس الآن "الإفلاس الكبير"، وهو ليس إفلاسًا اقتصاديًا فقط، بل إفلاسًا استراتيجيًا ناتجًا عن فقدان الخيارات. وهذا يفرض على المجتمع الدولي والإقليمي مطالبة حماس بتغييرات جذرية!
تثير هذه الحقيقة سؤالًا جوهريًا حول مدى استعداد المقاومة لأية تغييرات قد تفرضها مخرجات سبعة أكتوبر. هل كانت هناك في حسابات المقاومة، إلى جانب جاهزيتها العسكرية، استراتيجيات محددة للتعامل مع هذه التغييرات الجذرية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و