الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة طوفان الأقصى تنقل قضية تحرير كافة الأسرى الفلسطينيين من دائرة المناشدة إلى دائرة الإمكانية الواقعية

عليان عليان

2024 / 4 / 20
القضية الفلسطينية


معركة طوفان الأقصى تنقل قضية تحرير كافة الأسرى الفلسطينيين من دائرة المناشدة إلى دائرة الإمكانية الواقعية
بقلم : عليان عليان
تمر الذكرى أل (50) ليوم الأسير الفلسطيني، في خضم معركة طوفان الأقصى التي دخلت شهرها السابع ، سطر فيها رجال المقاومة ولا زالوا يسطرون ملاحم وانتصارات غير مسبوقة دفاعاً عن الأرض والمقدسات ، ومن أجل تحرير الأسرى الفللسطينين الذين باتوا على موعد مع الحرية ، بعد أن رفعت فصئل المقاومة شعار "الكل مقابل الكل "، وبإصرارها في المفاوضات غير المباشرة مع العدو الصهيوني على تحرير كافة الأسرى بما فيهم أصحاب المؤبدات والأحكام العالية.
تعيش الحركة الأسيرة في هذه المرحلة ، ظروف هي الأقسى منذ حرب حزيران 1967 واحتلال الضفة الغربية ، وذلك بعد معركة طوفان الأقصى التاريخية في السابع من أكتوبر ، إذ إنه بالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية الصهيو أميركية التي أدت إلى ارتقاء ما يزيد عن 33 ألف شهيد ، وإضابة ما يزيد عن 75 ألف فلسطيني وارتقاء 462 فلسطينياً في الضفة ،واعتقال ما يزيد عن 800 مواطن فلسطيني من الضفة الغربية ، واعتقال أعداد كبيرة من أبناء وبنات قطاع غزة ، أقدمت حكومة العدو من خلال الدور النازي الذي يضطلع به الوزير الإرهابي " إيتمار بم غفير"بوصفه وزيراً للأمن في الكيان الغاصب ، إلى اتخاذ أشد الإجراءات الانتقامية بحق الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال ، للتعويض عن هزائمها أمام فصائل المقاومة في قطاع غزة ، وفشلها في تحقيق أي هدف من أهداف الحرب النازية على قطاع غزة ومن ضمنها الإفراج عن الأسرى الصهاينة بالقوة المسلحة.

ووصلت الأمور بإيتمار بن غفير ، ، أن يقترح تطبيق عقوبة الإعدام على الأسرى الفلسطينيين لمواجهة مشكلة اكتظاظ السجون، وأن يعبر عن فرحته جراء موافقة حكومة الكيان الصهيوني ،على اقتراحه ببناء نحو 1000 مكان إضافي لاحتجاز الأسرى الفلسطينيين.

لقد جرى التضييق على الأسرى بكل الوسائل ، من زاوية منع الزيارات ، والإهمال الطبي المتعمد، ومنع الكانتينا ، ومنع الاستحمام ، وعدم توفير الأغطية اللازمة وعدم توفيبر وجبات الطعام بشكل يسد رمق الجوع ، وحشر أعداد كبيرة في زنازين ضيقة ومنع مشاهدة التلفاز ، وعزلهم بالكامل عن العالم ،واللجوء إلى عمليات التنكيل الجسدي بهم وقتل بعض الأسرى بدون أسباب موجبة، ناهيك عن لجوء مصلحة السجون الصهيونية إلى نقل قيادات الأسرى مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات إلى معتقلات غير معروفة للصليب الأحمر الدولي .
لقد باتت الظروف تزداد قساوة على الحركة الأسيرة ، في إطار سياسة ممنهجة يتبعها الارهابي بن غفير ، لحرمان الأسيرات والأسرى من أبسط الحقوق التي نصت عليها اتفاقات جنيف الرابعة ، كل ذلك وسط انشغال العالم أجمع بما يدور في قطاع غزة الأشم من حرب إبادة وتجويع ، تتصدى لها فصائل المقاومة بمقاومة غير مسبوقة في تاريخ حركات التحرر الوطني
ولم يقتصر الأمر على الأسرى السابقين ، بل تعداه بشكل أكثر قساوة على المعتقلين الجدد من قطاع غزة من رجال ونساء ، الذين لاقوا أشد أنواع التعذيب بذريعة الحصول على معلومات عن قيادات وكوادر فصائل المقاومة المسلحة ، حيث حرموا من الطعام والشراب لعدة أيام ، و من الأغطية اللازمة لاتقاء برودة الطقس ، وتم تقييد أيديهم بشكل قاتل لعدة أيام ،ما أدى إلى بتر أيدي بعض الأسرى لاحقاً ، ناهيك عن حشر العشرات منهم في زنازين ضيقة لا تتسع لبضعة أشخاص.
وقد كشفت ورقة المؤسسات المعنية بقضية الأسرى ، في ضوء شهادات لأسرى داخل السجون وآخرين أفرج عنهم، عن تصاعد جرائم الاحتلال ضد الأسرى منذ 7 أكتوبر، من حيث كثافة التعذيب والتنكيل والإجراءات الانتقامية التي مورست عليهم داخل السجون، ما أدّى إلى ارتقاء 16 أسيراً وآخرهم الأسير القائد وليد دقة الذي حرم من العلاج بعد استفحال مرض السرطان في جسده ، إضافةً إلى استشهاد 27 أسيراً من أبناء قطاع غزة، داخل سجون الاحتلال، فيما يواصل الاحتلال رفضه الإفصاح عن مصير الآلاف من أبناء القطاع، منهم نساء وأطفال ما زالوا رهن الاعتقال في السجون والمعسكرات.

إحصاءات الأسرى

أعلنت المؤسسات الفلسطينية، وهي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير ومؤسسة الضمير، أنّ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي قد بلغ أكثر من 9500 أسير وأسيرة، وذلك في ظل استمرار حملات الاعتقال التي تشهدها المناطق الفلسطينية المحتلة.
ووفقاً للبيانات التي نشرتها المؤسسات، فإنّ أعداد الأسيرات الفلسطينيات قد شهدت زيادة ملحوظة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث وصل عددهن إلى 80 أسيرة ،كما شهد عدد المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال ارتفاعاً غير مسبوق تاريخياً، حيث بلغ عددهم أكثر من 3660 معتقلاً، بينهم 22 امرأة وأكثر من 40 طفلاً.
وبشأن الأسرى الأطفال، أفادت المؤسسات بأنّ عدد الأطفال المسجونين في سجون الاحتلال بلغ أكثر من 200 طفل، موزعين على سجون عدة منها "مجدو"، و"عوفر"، و"الدامون".
وبحسب المعطيات المتوفرة لدى المؤسسات المعنية، فإنّ 24 طفلاً من غزة معتقلون في السجون، وهم جزء من إجمالي عدد الأطفال المسجونين في سجن "مجدو".
ولفتت المؤسسات، إلى أنّه وعلى الرغم من التقارير الصادرة،لا توجد معلومات مؤكدة بشأن وجود أطفال آخرين من قطاع غزة في المعسكرات، وذلك في ظل استمرار جريمة الاختفاء القسري.

نحو استراتيجية وطنية لتحرير الأسرى ودعم قضيتهم
ما يجب قوله بعد استعراض أساليب العدو التنكيلية بالأسرى،إثر الهزيمة التي تلقاها العدو الصهيوني في السابع من أكتوبر 2023 ، وإثرالهزائم المتتالية لقوات الاحتلال في قطاع غزة على مدى سبعة شهور ، أن هذه الأساليب لم تفت في عضد الأسرى بل زادتهم إصراراً على التمسك بثوابتهم الوطنية، وبنهج المقاومة سبيلاً رئيسياً لدحر الاحتلال، ناهيك أن الأسرى تمكنوا بعنادهم وبصلابة انتمائهم الوطني والقومي من تحويل المعتقلات إلى مدارس لتخريج الكوادر النضالية، وإلى رافعة للنضال الفلسطيني خارج المعتقلات.
لقد أشبعتنا السلطة الفلسطينية "مراجل" على امتداد الفترة السابقة بشأن إثارة قضيتهم وبقية قضايا شعبنا أمام محكمة الجنايات الدولية، لكننا نسمع منها جعجعةً ولا نرى طحنا، فهي تقدم خطوة وتتراجع خطوات في هذا الموضوع حرصاً على عدم إغضاب الإدارة الأمريكية، وعدم القطع معها خاصةً وأنها باتت تعول عليها في بث الحياة مجدداً في المفاوضات مع الكيان الصهيوني.
فالأسرى الذين يقفون بكل شموخ في المتراس الامامي، دفاعاً عن الامة وقضيتها المركزية، لم يفقدوا البوصلة رغم عتمة السجن وقسوة السجان، ولم يفقدوا الإيمان بعدالة قضيتهم، قضية تحرير الوطن من الماء الى الماء وقضية تحرير الإنسان، ما يقتضي ترجمة الوفاء لهم ولصمودهم بخطوات محددة وملموسة على نحو:
أولاً: أن يترجم المفاوض الفلسطيني الذي يقود المفاوضات غير المباشرة مع العدو بوساطة مصرية وقطرية ، الهدف الرئيسي الذي حدده في معركة طوفان الأقصى ألا وهو تحرير كافة الأسرى والأسيرات الفلسطينيات من المعتقلات الصهيونية.
ووفق المفاوضات التي تقودها حركة حماس ببراعة ، فإن المفاوض الفلسطيني في تعامله مع صيغ باريس الثلاث، لم يتنازل قيد أنملة عن تحرير كافة الأسرى ، ناهيك أنه يوظف ورقة الأسرى الصهاينة باقتدار من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة وانسحاب العدو بشكل كامل من القطاع ، وعودة كافة النازحين الفلسطينيين من الجنوب إلى الشمال ، وإيصال المساعدات لكافة أرجاء القطاع ، وإعادة بناء ما دمره العدوان الصهيو أميركي على قطاع غزة.
يذكر أن المقاومة سبق وأن تمكنت من خلال الفعل المقاوم ، عبر أسر جنود صهاينة، من تحرير الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال، كما حصل في عمليات التبادل التي أجرتها فصائل المقاومة الفلسطينية عام 1968، 1985، وفي عمليات التبادل التي اجراها حزب الله في الأعوام 1998، 2004، 2008 بعد أسر العديد من جنود الاحتلال، وفي عملية تبادل الأسرى عام 2011 بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني عندما أطلقت حركة حماس سراح الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط" مقابل إطلاق سراح (1027) أسير وأسيرة فلسطينية.
ثانياً: أن تبني فصائل المقاومة على مخرجات معركة السابع من أكتوبر التاريخية باتجاه إفشال خيار التسوية البائس، الذي تضطلع به السلطة الفلسطينية ، والذي خلق انقساما عمودياً وأفقياً في صفوف شعبنا بما فيه الحركة الأسيرة، والاستمرار في النضال ضد الاحتلال بشتى الوسائل، وفي المقدمة منها الكفاح المسلح، من أجل القضية التي أسروا وتحملوا ولا يزالوا يتحملون عذابات الأسر من أجلها، ويمضون سني حياتهم في معتقلات الاحتلال بقناعة منهم وعن طيب خاطر.
فاستمرار الفعل المقاوم يشكل ركيزة أساسية لصمود الأسرى ورفع معنوياتهم، وانحسار الفعل المقاوم ينعكس بالسلب على صمودهم، ويغري العدو للتمادي في قمعهم والتنكيل بهم.
ثالثاً: دعم صمود الأسرى الفلسطينيين، بتوفير المخصصات المالية اللازمة لتلبية احتياجاتهم واحتياجات أسرهم لهم، خارج آليات البنوك التي باتت تنفذ أوامر وتعليمات سلطات الاحتلال، وأن لا تعود السلطة الفلسطينية لعمليات الاقتطاع من هذه المخصصات.....
رابعاً: العمل على تطوير أساليب دعم الأسرى وتظهير قضيتهم عالمياً، والاستفادة من من المناخ الذي وفرته معركة طوفان الأقصى على صعيد الرأي العام الشعبي العالمي ، والعمل على أن يترافق شعار تحرير فلسطين مع شعار الحرية للأسرى في المسيرات التي تنطلق في مختلف مدن وعواصم الدول المختلفة في أوروبا وأمريكا وأمريكات اللاتينية ووآسيا و إفريقيا، والتأكيد على
إن استمرار الكيان الصهيوني، في اعتقال الأسرى الفلسطينيين والعرب، ينتهك القوانين والمعاهدات وخاصة البنود 76،77،78،94 من معاهدة جنيف الرابعة وكافة نصوص اتفاقية جنيف الثالثة، والبند 14 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والبند 36 من ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل الخاصة بأسرى الحرب، يرتب على المجتمع الدولي، العمل على تحرير جميع الأسرى والمعتقلين من السجون الاسرائيلية.
وأخيرا يتوجب على فصائل المقاومة وكافة مؤسسات المجتمع المدني أن تضع قضيىة الأسرى على جدول أعمالها اليومي ، وأن لا تتعامل مع قضيتهم في سياق مناسبي سواءً في يوم الأسير الفلسطيني والعربي ، أو في حال حصول إضراب للأسرى في مواجهة تحديات الجلاد الصهيوني وتنكيله بهم.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو