الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية مقتطفات 136

آرام كربيت

2024 / 4 / 20
الادب والفن


المظلوم
يتحمل المظلوم جزء كبير من الظلم الواقع عليه، لأنه لم يعمل على قيادة حياته، لم يفكر في نتائج الظلم الذي يحمله وسيحمله لأولاده من بعده.
لا يكفي أن نضع الحق على الظالم وحده، أليس الجهل ظلم، انعدام الوعي ظلم، البحث عن السلامة الأنية ظلم؟
أول من يهرب من مجابة الظلم هو المظلوم نفسه، لا يريد وجع الرأس أو تعريض حياته للخطر المباشر، لهذا يؤجل مظلوميته إلى الأمام، إلى المستقبل، بعدها يحملها لأولاده.
لقد ارتضى المظلوم أن يبقى هامشيًا، تافهًا، لا قيمة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية له.
مسؤولية الخراب الاجتماعي، والانقسام الاجتماعي، هو مسؤولية الظالم والمظلوم، وعلينا أن لا نحمل جهة واحدة هذا الخراب، علينا أن لا نعفي المظلوم من المسؤولية.

صنع التاريخ
كنا نحلم بامتلاك المستقبل، والعيش فيه، تسبقنا الأماني والرغبات، أن نكون هناك، أن نتجاوز الزمن والحاضر، لنفرح به كأطفال صغار في أيديهم لعبهم الذي حلموا بها قبل قدوم العيد بأيام.
اليوم، مضى الماضي، وتلك الأمنيات. والزمن المجنون ما زال يرحل قلقًا، كدمية دميمة، كمرجوحة صدئة، مكسورة.
وصنع التاريخ الذي فكرنا به، وحاولنا ترويضه وفق مقاساتنا، وأفكارنا المسبقة الصنع يتهاوى أمام أعيننا، وكأننا استيقظنا من كابوس على كابوس لم يكن يخطر في بالنا.
إلى متى يلسعنا الزمن بسوطه، بمطرقته دون قدرة على ضبطه؟
يا ليتنا بقينا في الأحلام، على الأقل كنّا نحلم في ترويض الزمن والعيد القادم، ونبني عليه قلاع البقاء واستمرار الحياة كما هي في الذاكرة البعيدة.
هل كنّا في وهم، يبدو أننا كنّا.
والناس بالعموم، أكثر واقعية من مثقف حالم يرفرف فوق أجنحة الواقع ويعوم عليه.

الرموز جزء لا يتجزأ من ترسيخ العبودية
طوال التاريخ أو عبره، عمل الإنسان على خدمة الرموز، تنازل عن ذاته طوعًا، منحه للأخر، أصبح خارجًا، ليبجل هذا الخارج عنه كأن هذا الخارج هو الحقيقة أو الأصل وهو الظل.
في الحياة الزائفة دائمًا الظل يأخذ مكان الأصل.
كل الاستهلاكيات هي ظل، سعي لإرضاء الرموز في كل مجالات الحياة.
هذا الاغتراب سيبقى ما دامت الوحدة بين الظل والأصل في تنازع.

الهوية هي مربط خيلنا
نحن لا نخاف على أنفسنا من الديمقراطية، أنما نخاف على انتزاع الهوية منّا.
الهوية في المقام الأول ونحن في المقام الثاني.
إننا نتنازل طوعًا عن إنسانيتنا ووجودنا، ونخدم الفكرة، وكأن الفكرة هي سبب وجودنا في الحياة.
نحن لا نخاف على الإنسان فينا، فهذا الأخير مدمر، هذا نعرفه تمام المعرفة، أنما نخاف على جملة الأخلاقيات الخاضعين لها، كخارج، كقيمة خام، القيم التي جاءتنا من الماضي والمحيط.
فالمرأة أو الرجل الذي تتزوج أو يتزوج من الأخر دينيًا أو قوميًا، نتحسر عليه، لا حبًا بهما وأنما على خروجهما من القطيع، والارتماء في قطيع أخر.
لهذا لن يكون لدينا مجتمع مدني أو حريات فردية أو جماعية، لأننا نعشق ما نحمله من قناعات، ونكره أنفسنا أو نذلها أو نتنكر لها إذا ذهبت عنّا.
التناقض بين الأنا والقناعات، وكيفية التوفيق بينهما، يدخلنا في دهاليز النفاق والزيف.
الحرية أن تكون أنت أنت في المقام الأول، والقيم والأفكار في المقام الثاني، وليس العكس.

الخيال والحقائق
الخيال كان رغبة الإنسان في الوصول إلى الحقائق.
لقد كان لديهم الرغبة في الطيران، في التواصل واختصار المسافات، أن يعرف البلاد البعيدة، العوالم الأخرى.
واشتغل الفلاسفة على الخيال أيضًا، لمعرفة العوالم الأخرى، أما أن هؤلاء الأنبياء فهم ماديون، مرضى بجنون العظمة، يحبون السيطرة والوصول إلى الثروة وإخضاع الأخرين لاطماعهم.
واعتقد أن وجود الأنبياء كذبة من الاساس.

للمقدس حراس
إن حراس المقدس والمدافعون عنه، يتعاملون معه كأنه ملكية خاصة لا يجوز الاقتراب منه.
يخافون عليه، كخوفهم على طفل صغير لا يقوى على حماية نفسه او الدفاع عنه.
يخافون أن يخدش أو يمس بسوء.
يريدونه متعاليًا، كتلة صماء، طاقة ضبابية لا تجف ولا تنضب، معزول عن شرطه التاريخي وتاريخ وجوده، ولهذا يرفعونه إلى مكان متواري لا يلمس ولا يشم ولا ينقد.
هذا المقدس، الصنم، يلغي الإنسان وكينونته ويحوله إلى مجرد كائن مستلب لا حول له ولا قوة.
إن فضاءات النقد مطلوب، أن يعرى المتواري والمخبأ، الملتبس والمتقوقع في خموده.
إن يفتح الباب واسعاً على مجالات كثيرة لدخول الحياة والحرية.
كل النصوص التي تفكك قابلة للحياة، وما عداه موت سريري طويل الأجل.
نصوصكم الجميلة من الخارج، لن يكتب لها الحياة، إن لم تدخلوا في جوفها وتعروها، وتعرفوا إلى أين تؤدي طرق ممراتها.
لا يغوينك لغتها، أو جمالياتها، فليس كل جميل يمكنه أن يسمو ويرتقي إلى العلا.

الائتلاف حكومة ظل في حالة كمون
سيبقى الائتلاف تحت الوصايا الأمريكية إلى حين نضوج القرار الأمريكي لفرض الرؤية التي تراها، ومع هذا أغلب الذين يتنطحون للحوار لا يعرفون أن هذه المعارضة مجرد بقايا موضوعة على الرف، كخبز بايت لليوم القادم.
إن نضوج القرار الامريكي لم يحن بعد، يجب أن يتم التوافق عليه مع الرؤية الإسرائيلية والمصلحة الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية.
السلطة أو النظام القائم في سوريا والائتلاف أو المعارضة، عائمان، أنهما باقيان للضرورة من أجل تسيير الأعمال إلى إشعار أخر.
كل من يريد أن يغير من الخارج يدرك تمامًا أن الرؤية الأمريكية هي التي ستسود في النهاية وستفرض على السوريين.
وأغلب المعارضين، رياض الترك وميشيل كيلو وبرهان غليون، والشقفة وسهير الأتاشي والعبدة والبحرة، يدركون هذا الأمر، أنهم سياسيون محنكون، بيد أنهم ارتضوا على أنفسهم أن يكونوا مجرد كركوزات في المزاد السياسي الإسرائيلي الأمريكي.
هناك فارق بالعمل في الداخل والخارج، لو كان أي واحد من هؤلاء، ناضل في الداخل، داخل سوريا، كنت سأصم فمي بالصمغ.
كل من اشتغل مع الائتلاف، يده ملوثة بالدم السوري، يدًا بيد مع السلطة القذرة.
ميشيل كيلو ليس جاهلًا، أنه مثقف ثقافة عالية جدًا، ومترجم من طراز رفيع لأمهات الكتب العالمية، لكن أن يضع نفسه في خدمة مصالح الخليج وتركيا والولايات المتحدة فهذا مخجل.
لا أستطيع أن احترمه مهما كان مقامه، هو وكل من على شاكلته.
عينا أن لا نكذب على أنفسنا، بدك تعمل ثورة، يجب أن ترفض كل الأنظمة العربية ومنها النظام السوري، والأنظمة الأقليمية.
لا أفهم كيف يمكن أن نعطي شهادة حسن سلوك لمن ينام في الفنادق الخمس نجوم على حساب حرية الشعب السوري المسكين واللاجئ والمهان والجائع، ويتنقل على حساب الخليج، الذين تاجروا بالمنطقة منذ أن وجدوا وعملوا على ترييف سوريا ومصر والعراق، وحاربوا كل نفس حر وراغب في التحرر.
معقول واحد مناضل محترم، يضع نفسه في خدمة الأخوان المسلمين، تجار السياسة والزيف؟

في السياسة
في السياسة لا يوجد إنسان طيب، أو إنسان سيء. في السياسة أنت موقف، وفي هذا الموقف الذي تمثله، لي رأي فيه. هذا الرأي فيه ليس شخصيًا، أنما رأي سياسي.
عندما تشتغل سياسة سأقاتلك سياسة، صراع لا حدود فيه، هذا حقك وهذا حقي. ولا مجاملة في أخذ الحقوق.
السياسة صراع مصالح، فيها موت أو حياة، فيها حرب وكسر عظم، فيها دول ترتقي وتصعد إلى القمة، وفيها دول تنهار من القمة إلى الأسفل كألمانيا.
جميع الحروب والثورات التي خاضتها الدول والشعوب جوهرها سياسي، وفي عمقها دفاع عن المصالح.
من يستهين بالمواقف لا يعتد به، ومن لا يدافع عن موقفه لا يعتد به.
الجنرال جياب خاض حربين كبيرتين ضد الاحتلال الفرنسي والاحتلال الأمريكي، وفعلها رفيقه هوشيه منه إلى أن انتصرت فيتنام دون تنازل في العام 1975 وكسرت أنف امريكا وكسينجر تحديدا، وخاض ماو تسي تونغ حربًا طويلة أمتدت على طول خمسة وثلاثون ألف كيلومتر قطعها على الأقدام على أمتداد الصين في صراع مرير ضد الاحتلال الياباني والقوميين المتعاونين مع الخارج إلى أن انتصرت الثورة في العام 1949.

الإنسان والطبيعة
منذ أن ودع الإنسان مملكة الطبيعة، وهو يعيش آلام الفقد والحرية والأطمئنان.
حاول وما زال يحاول جاهدًا تفسير سبب هزيمته الداخلية دون أن يطرق باب الحرية والحقيقة.
لجأ إلى الفلسفة لتفسير الحياة، أسباب أمراضه واضطرابه وقلقه وتوتره، بيد أنه لم يفلح.
أسس علم النفس لمعالجة أمراضه، للالتفاف على الحقيقة، وبرر حروبه وصراعاته الذاتية دون جدوى، ولم ينفعه علم الاجتماع وبقية العلوم الإنسانية لمعرفة هذه الغربة الداخلية الكامنة فيه.
يعلم السبب، بيد أنه يتعامى عن طرح الحقيقة، لأنه غير قادر، أو لأنه غير راغب في ترك الزيف والمدنية الزائفة.
الإنسان مستمتع بهذا الإذلال الذي هو فيه، ويتذمر في الوقت نفسه منه، يحب القيد ومن داخل القيد الذي كبل نفسه فيه يريد الحرية، يريد الحياة الزائفة ويتكلم عن حبه للحقيقة.
من الموقع المزيف، يناضل للوصول إلى الحقيقة، يا لهذا التناقض الكاذب.
كل الفلسفات جاءت لتكذب على الحقيقة، لتكذب على الحرية.
والحرية هي اللاستقرار واللاسكون.

الدين مزق انتماء الإنسان
السبب الأول في تمزيق الإنسان من الداخل هو ثقافة الدين، وله أسبابه وغاياته الدنيئة.
لقد حوله إلى قطعتين منفصلتين، روح وجسد. في داخله إله وشيطان. والجنس أحد الشياطين الذي يجب بتره من جذوره وتحويل الجسد إلى وظيفة إنتاجية.
ثقافتنا كلها تتمحور حول كيفية توظيف هذا البتر في عقل وضمير هذا الإنسان.
بمجرد أن يولد الطفل في بيئتنا يجري العمل على تكسيره، وتمزيقه من الداخل.
يسهر الأهل والخلان والجيران على المولود الجديد، معتمدين على الثقافة الدينية، على قصقصة أجنحة الحرية الكامنة والنابتة في داخله إلى أن يخرج لنا كيانًا مبتورًا مشوهًا. مالكًا خصاءه النفسي والعقلي في يده وعقله، ومفتخرًا به.
يدجن ويتحول إلى كائن مطيع، قطيعي موظف.
هذه الحضارة، والدين جزء أساس منها، تعمل على قصقصة البراءة من نفس وعقل الإنسان
إن البتر الجنسي هو أول شيء تقوم به ثقافة الكبت.
هذه الثقافة تجرده من هذا الجمال المفتوح على الجمال، بكلمة حرام أو عيب، وهذا المكان الأمن يجب أن لا يمس إلا بقرار فوقي.
البتر هو أول شيء تفعله الحضارة الأبوية، فهي تجرده من العري الجميل خوفًا من الانكشاف.
كل واحد منّا يحمل جرحه المدمى في يده. دمه النازف ويسير فيه في تقاويم ذاته. هذا الجرح لا يلتئم في الزمن الحاضر وفي المدى المنظور.
يبقى هذا الوجع مستمرًا ما بين الكائن ما قبل البتر وما بعده. ففي الأول هو النقاء والطبيعة والجمال وفي الثاني هو الخواء والفراغ والاستفراغ.
ففي الفراش أو على الفراش أو تحته، في عقلك الباطن تحلق الثقافة، ويسترخي البتر فوقك في أجمل اللحظات الحميمية. وبه ترى عبوديتك الحقيقة عندما يعمل عقلك المبتور بدلًا من عقلك وجسدك الحر.
الجسد مراوغ، يمنحصك السعادة، السعادة المبتورة مؤقتًا، لأنك لا تعرف السعادة قبل البتر، لهذا تشعر بالخواء والخوار والفراغ بمجرد أن ينتهي الجسد من أداء عمله.
ولا تعرف، ولن تعرف أنك مبتور يا مبتور، لأن البتر أضحى جزء منك، من عبوديتك الملتصقة بك
إن البتر الأول هو مفتاح شخصيتك يا ابن الحضارة المبتورة.

مأزق الإنسان
إن البشرية، تعيش مأزقاً وجودياً، وحضارياً، في ظل التلوث السياسي والاجتماعي والبيئي الذي تعاني منه، نتيجة تراكم الأخطاء، والتهرب من المعالجة على المستوى العالمي.
إن إلقاء عبء هذا المأزق على منطقة الشرق الأوسط وحده، وأفغانستان، ومحاولة الهروب إلى الأمام من استحقاقات الترابط المصيري للبشرية، وأدوات تفكيره المتقاربة لن يحل المشكلة.
إن رمي الثقل كله علينا، والتبرء مما يحدث، لن يجدي نفعًا، لأن الاستحقاقات القادمة، ستفرض نفسها، وربما تودي الى حدوث كوارث، يذهب ضحيتها، أمم وشعوب كاملة، في الشرق والغرب، بما فيها الولايات المتحدة.
وإن غداً لناظره قريب.

الأخلاق
ما دام أن هناك الشيء ونقيضه في الوقت ذاته، فهذا يدل على الخلل في القيم الأخلاقية.
عندما يوجد مفهوم الصدق وإلى جوار مفهوم الكذب، هذا يدل على ان البنية الأخلاقية التي نتعامل معها مهتزة، وقناعاتنا مهتزة.
المجتمع السليم أو البعد الإنساني السليم يفترض أن ينتج مفهوم الصدق ليدل على الخط الصحيح لحياة البشر.
منبع الأخلاق سياسي، والسياسة منتج لا يعتد به.
يفترض أن الأخلاق لا تتجزء، ويجب أن ينبع من إرادة حرة.

مملكة الحرية
منذ أن ودع الإنسان مملكة الطبيعة، وهو يعيش آلام الفقد والحرية والأطمئنان.
حاول وما زال يحاول جاهدًا تفسير سبب هزيمته الداخلية دون أن يطرق باب الحرية والحقيقة.
لجأ إلى الفلسفة لتفسير الحياة، أسباب أمراضه واضطرابه وقلقه وتوتره، بيد أنه لم يفلح.
أسس علم النفس لمعالجة أمراضه، للالتفاف على الحقيقة، وبرر حروبه وصراعاته الذاتية دون جدوى، ولم ينفعه علم الاجتماع وبقية العلوم الإنسانية لمعرفة هذه الغربة الداخلية الكامنة فيه.
يعلم السبب، بيد أنه يتعامى عن طرح الحقيقة، لأنه غير قادر، أو لأنه غير راغب في ترك الزيف والمدنية الزائفة.
الإنسان مستمتع بهذا الإذلال الذي هو فيه، ويتذمر في الوقت نفسه منه، يحب القيد ومن داخل القيد الذي كبل نفسه فيه يريد الحرية، يريد الحياة الزائفة ويتكلم عن حبه للحقيقة.
من الموقع المزيف، يناضل للوصول إلى الحقيقة، يا لهذا التناقض الكاذب.
كل الفلسفات جاءت لتكذب على الحقيقة، لتكذب على الحرية.
والحرية هي اللاستقرار واللاسكون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع