الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوعد الصادق : مسرحية هزيلة ام جبن عربي ؟

محمد رضا عباس

2024 / 4 / 21
القضية الفلسطينية


هددت ايران إسرائيل ونفذته في عملية " الوعد الصادق ". رمت ايران بأكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ نحو إسرائيل , ووقفت مع إسرائيل كلا من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا في صدها , وبعض الدول العربية مباشرة وغير مباشرة . لم يستحي احد من هذه الدول من وقفته مع معتدي , ولكن خرجت أصوات نشاز من بعض الدول العربية بدعم من زعمائهم تشك في العملية معتبريها " مسرحية هزيلة "! أي ان ايران قد اتفقت مع امريكا وإسرائيل على الضربة وعلى توقيتها ومكانها .
طبعا , انا لا اتحدث عن الشعوب العربية , لان قلوبهم بلا شك تغلي حزنا وهم يشاهدون إخوانهم في غزة من أطفال ونساء وشباب يقتلون , ولا من ينقذهم من ايدي ناس تمرسوا على القتل ولانتقام . اني اتحدث عن الحكام العرب المولين للصهيونية والاعلام العربي المساند لهم والذي خرج بدون مستحى يقلل من شان الضربة الإيرانية ويعتبرها " مسرحية هزيلة".
هذا الانكار العربي كان متوقعا من بشر هم بالأساس من دعم إسرائيل ضد شعب غزة . وكيف بهم يدعمون ايران وقادتهم قبلوا بالتطبيع ؟ وكيف سيدعمون ايران وان بلدانهم يحاورون الكيان الصهيوني في وسط القتل الجماعي لأبناء فلسطين؟ وكيف يدعمون ايران واصبح مستقبل بلدانهم بيد الغرب المتغطرس؟ هناك مثل متداول في العراق يقول " ما ينوش العنب بيده يقول حامض" . بالطبع من يتخاذل من دعم اخوانه وهم في اشد الحاجة له , سوف يتحجج بشتى الحجج . فقد كانت حجة الحكومة الأردنية هو خوفها على مواطنيها من انفجار الصواريخ في الجو على مواطنيها , ولكن لم تخف على شعبها عندما اسقطت بعض المسيرات من سماءها ؟
اخرون , اعتبروا الرد الإيراني سوف يعرض السلم في الشرق الأوسط الى الخطر , وكان الشرق الأوسط لم يعش في خطر منذ انبثاق الدولة العبرية ! والغريب ان هؤلاء ساكتون عن استمرار الهجمات الصاروخية الإسرائيلية ضد لبنان وسوريا ! بل اعتبر احدهم ان الهجوم الإيراني انقذ نتنياهو من السقوط ! انه لا يريد ان يقول ان الضربة الإيرانية اسقطت القناع عن وجوه حكام العرب .
واخرون من اعتبر ان الحرب هي حرب إسرائيلية – فارسية ولا حاجة التدخل فيما بينهم . فقد خرجت أصوات معروفة من تقول " اللهم اضرب الظالمين بالظالمين ". لماذا , لان كلا البلدين يريدون الشر بالأمة العربية . بكلام اخر , نسى هؤلاء القضية الفلسطينية والتي تعد محور القضايا في الشرق الأوسط . ونسى ان هناك شعب يذبح كل يوم , ولا يريدون ان يعرفوا ان عدو عدوي صديقي.
واخرون يقولون ان ايران وإسرائيل يعملون يد بيد لاحتلال الامة العربية , وما عملية " الوعد الصادق " الا تمثيلية ابطالها ايران وامريكا وإسرائيل . أصحاب هذا الراي يقول لو كانت ايران صادقة في عمليتها لما اخبرت أمريكا بموعد الضربة قبل ثلاث أيام من العملية . والحقيقة ان ايران اخبرت العالم بموعد الضربة حتى يتجنب الطيران المدني العالمي سماء الشرق الأوسط . والحقيقة الأخرى , هي كيف تكون تمثيلية وان تقارير عالمية تؤكد ان كلفة الرد على الهجوم الإيراني كانت بين مليار ومليار ونصف دولار . وكيف يفسر هذا المخيم هروب نصف مليون إسرائيلي لتجنب الضرر نحو الحدود المصرية ؟ اذا كنت لا تستحي قل ما شئت .
على كل حال , لقد اكدت عملية " الوعد الصادق" ان بعض العرب قد ربط مصيره بمصير إسرائيل , وان هذه الدول استطاعت بمرور الزمن حماية عروشهم من خلال اعلام مزيف وإعلاميين ماجورين لا يهمهم الشرف العربي والتسويق الى شعار " بلدي أولا" , وهو شعار بائس لأنه لا يوجد هناك حياد بين الحق والباطل . ان من يدعو بلدي هو الأول , انما يقبل بالاعتداء على بلد اخر طالما وان بلده سليم , ولكن ان هؤلاء البشر لا يفهمون انهم سيكونون الضحية الثانية , ولا يفهمون ان الكرامة خير من الف جبل من ذهب. الغرب لم يصرح بانه يقف على الحياد عندما تعرضت حدود إسرائيل في خطر يوم 7 تشرين الأول , وانما وضع كل امكانياته تحت تصرف إسرائيل.
وان كانت جميع مشاهد الدمار في غزة , حقيقية , ولكن بعض الاعلام العربي اخذ استخدامها لترويع المواطن العربي وأصبحت عبارة عن درس لكل من يريد معارضة الكيان الصهيوني , بان بلاده سوف تكون الثانية ان رفعوا شعار التحرير . وهكذا , خرجت أصوات من المساجد في بعض الدول الإسلامية وهي تدعو لقادتهم العمر الطويل والتوفيق لقدرتهم على تجنب بلادهم الدمار او العيش بسلام . هؤلاء هم العدو للقيم الإنسانية.
والحقيقة , ان شعب لبنان يستطع ان يعيش بأمان وازدهار اذا سكت عن ارضه . ويستطع السوريين العيش بسلام و رفاه اقتصادي لو سكتوا عن ارضهم المحتلة . ويستطيع الفلسطينيون ان يعيشوا بسلام واطمئنان ورفاه لو سكتوا عن حقوقهم .
من رام وصول الشمس حاك خيوطها . ان الذين يقفون ضد طموح أبناء فلسطين في التحرر من العبودية والاذلال , انما يقف بالضد من جميع الحركات الشعوب من اجل لتحرير. انهم يقفون بالضد من شهداء مصر الذين دافعوا عن ارضهم عام 1956 و 1967 و 1973. ويقفون بالضد من استشهد من الجزائريين والليبيين والعراق في حروب التحرير .
قبل المطبوعون ام لم يقبلوا . الفلسطينيون ومن معهم يرمون وصول الشمس وانهم يحيكون خيوطها , في وسط مصاعب جمة , ولكن الحق بجانبهم , وما ضاع حق وراءه مطالب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة