الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتنياهو يحاول توريط الولايات المتحدة في حرب إقليمية*

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2024 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


أعتقد أن طبيعة الرد الايراني وحجمه ونتائجه تؤثر على السيناريوهات المستقبلية، وبخاصة أن الرد كان واضحا ومعلنا وجاء في سياق الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس بعد استهداف القنصلية الايرانية في دمشق. طهران أرادته ردا محدودا ومضبوطا والتزمت ذلك، وأوصلت رسائل واضحة بهذا الشأن لكل من يهمه الأمر، بينما هدفت إسرائيل إلى كسر قواعد الاشتباك القائمة، وخلط الأوراق وتقديم نفسها كضحية تواجه تهديدا وجوديا. ايران رفضت كل التهديدات والتلميحات التي طالبتها باستيعاب الضربة وعدم الرد ومن ضمن ذلك ما قاله الرئيس الأميركي بايدن "لا تفعلوا ذلك" لكن ايران ردت لتثبت أن كل هذه التهديدات لا تردعها، التصدي الاسرائيلي للرد الايراني لم يكن ممكنا بدون ان ترمي الولايات المتحدة وحلفاؤها بثقلهم، وتتولى القوات الأميركية نفسها مسؤولية الجزء الأكبر من الرد، هنا تكون إسرائيل قد كبلت نفسها بقيود من صنع يديها: الرد كان مشتركا من قبل تحالف تتزعمه الولايات المتحدة، وبالتالي سوف يكون من الصعب على إسرائيل القيام بخطوات منفردة، وبات لزاما عليها تنسيق خطواتها مع من تصدوا نيابة عنها، وحين تبرد الرؤوس الحامية سيتبين أن نتنياهو حاول جر المنطقة إلى مواجهة مفتوحة وزج الولايات المتحدة في هذه المواجهة ولكنه لم ينجح.
تاثير ما جرى يمكن أن يقرأ من عدة زوايا، مبدئيا ليس من مصلحة الشعب الفلسطيني أن تضيع قضيته وتختفي وراء اشتعال لهيب حرب اقليمية أو عالمية، في هذه الحالة سوف تستفرد قوى اليمين الفاشي الاسرائيلية بغزة كما بالضفة، وتواصل تنفيذ اجنداتها بما في ذلك حرب الإبادة والتهجير والتدمير في غزة. لكن في المقابل فإن اسرائيل تعودت على استباحة حدود البلدان العربية وتوجيه الضربات لمن تشاء وهي تشعر أنها في حل من الرد والمساءلة، فقط بيانات وتهديدات واحتفاظ الضحايا بـ"حق الرد في المكان والزمان المناسبين". هذه المعادلة تغيرت، وما جرى في الرد الايراني كما في طوفان الأقصى يثبت أن اسرائيل لا يمكنها خوض حرب ليوم واحد من دون دعم أميركي مطلق ومشاركة مباشرة في الحرب، هذه الحقيقة تهز مكانة اسرائيل، وتجردها من الهالات الاسطورية التي تحيط بها ويظهر أنها قابلة للضرب ومنكشفة أمام خصوم متعددي القدرات سواء دول او تنظيمات من أنصار الله في اليمن الى المقاومة الفلسطينية واللبنانية وتشكيلات سياسية عراقية وصولا لدولة ذات وزن اقليمي مؤثر كايران. هناك جانب آخر وهو ان اسرائيل تحاول تقديم نفسها بصورة الضحية التي تواجه خطرا وجوديا لكن ذلك لا ينطلي على الجميع، تسارك الأنظمة الغربية لدعم اسرائيل لكن كل ذلك لا يمكن له أن يمحو صورة الفظائع وجرائم الحرب.
من الواضح أن نتنياهو معني بخلط الأوراق وتصدير أزمته الناجمة عن فشله في تحقيق أهداف الحرب على غزة، ولذلك هو يحاول إطالة أمد الحرب وتوسيعها، لكن هذه باتت لعبة مكشوفة لاصدقاء اسرائيل وحلفائها كما لأعدائها، واقع الحل أن قوى اليمين المتطرف والفاشي مثل ايتامار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش وبعض قادة الليكود، يفرضون أجنداتهم على إسرائيل، واسرائيل تجر الولايات المتحدة الى مواجهة لا تريدها وليست في مصلحتها، فهل يعني ذلك أن بن جفير وسموتريتش يستطيعات فرض أجندتهما الجنونية على العالم؟ هذا أمر مشكوك فيه، وهناك قوى وأوساط في اسرائيل تدرك أن ما قام به نتنياهو من عدوان على القنصلية لم يكن خطوة ضرورية ولا مدروسة، وأن كلفة التصدي للرد الايراني النفسية والمادية والسياسية سوف تكون أضعاف الفائدة التي جنتها اسرائيل ن ان كان ثمة فائدة، من استهداف القنصلية، لذلك ليس من المتوقع أن تنجر الولايات المتحدة ألى تكتيكات نتنياهو ومناوراته، حتى في موضوع النووي الايراني والعلاقة مع ايران فإن أميركا لها استراتيجية مغايرة تقوم على الاحتواء وأقصى ما يمكن ان تمارسه الضغط الاقتصادي والمقاطعة، وليس الانجرار الى حروب لا نهاية لها.
*مقابلة مع وكالة صفا الفلسطينية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح