الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بشار الأسد والترديد الببغائي

نصر اليوسف
(Nasr Al-yousef)

2024 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


أعتقد أنه معلوماً للجميع أن روسيا من أغنى دول العالم، إن لم تكن أغناها على الإطلاق. فروسيا تملك موارد بشريه كبيرة على مستوى عال من الأهلية العلمية. وهي تملك خيرات باطنيه لا تضاهي من النفط والغاز والذهب والفضة والألماس والألمنيوم والنحاس ووو وكل المعادن المذكورة في جدول "ميندلييف".
لكن روسيا مصابة بدائين خطيرين – ضعف الإدارة الاقتصادية، والفساد!!
غالبية الحاشية المحيطه بالرئيس فلاديمير بوتين – فاسدة. فقد كان الكثيرون يستغلون مناصبهم الحكوميه للثراء الشخصي، وكان آخرون يستغلون قُـربهم من أصحاب القرار لكي يطوروا أعمالهم ومصالحهم على حساب المال العام. وكان هؤلاء وأولئك يكَـدّسون ما يكسبونه (غالباً بطرق غير شرعية تماماً) ويذهبون به إلى "الغرب". إذ تقدَّر الأموالُ الروسية المستثمَرة في الغرب بمئات مليارات الدولارات...
ورغم العقوبات التي يفرضها الغرب بين فترة وأخرى، كان الناتج القومي الروسي (من حيث القدرة الشرائية) قبل عام 2014 يحتل المرتبة السادسة عالمياُ.
على خلفية انضمام (أو ضم) شبه جزيرة القرم، سنة 2014، فرض الغرب عقوبات إضافية على شخصيات اعتبارية وفيزيائية روسية، فتراجع تصنيف الناتج القومي الروسي (من حيث القدرة الشرائية) إلى المرتبة الـ10 وأحياناً إلى الـ11
وعلى خلفية ما يسمى بـ"العملية العسكرية الخاصة" التي أطلقها بوتين في شباط/فبراير 2022، فرض "الغربُ الجمعي" (ابتداء من أستراليا في أقصى الشرق، مروراً باليابان وكوريا الجنوبية، ثم أوروبا، ثم الولايات المتحدة وكندا) عقوبات لم يسبق لها مثيل في التاريخ على كافة فروع الاقتصاد الروسي - استيراداً وتصديراً- وعلى كل من له علاقة بإدارة أيّ منحى من مناحي الحياة في روسيا - سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وقضائياً وفنياً وووو إلخ. فجُـمِّـدت مئات المليارات وصودرت مئات أخرى، ومُنِع الآلاف من الشخصيات الروسية من السفر إلى دول "الغرب الجمعي" ومن تحريك حساباتهم وإدارة أصولهم هناك.
هذا الأمر أرغم الشركات الروسية على الاعتماد على نفسها في إنتاج ما يلزمها محلياً بعد أن أصبح استيراده مستحيلاً. وساهم في وقف نزيف رؤوس الأموال بصورة شـبه تامة... وما هي إلا سنة واحدة ونصف السنة حتى رفع "البنك الدولي" تصنيف الناتج القومي الروسي (من حيث القدرة الشرائية) إلى المرتبة الأولى على المستوى الأوروبي، والـ5 عالمياً (بعد الصين ثم الولايات المتحدة ثم الهند ثم اليابان).
هذه الحقائق، دفعت الرئيس الروسي إلى تكرار القول بأن "العقوبات الغربية المُغـلّظة انعكست إيجابياً على روسيا، لأنها اضطرتنا للاعتماد على أنفسنا، ولأنها ساهمت في وقف نزيف رؤوس الأموال".
سمع بشار الأسد تصريحات بوتين، فرددها – في المقابلة الأخيرة – كما يردد الببغاء جملاً دون أي فهم لما تعنيه. لم ينتبه هذا المخلوق إلى أن روسيا تملك من القدرات الذاتية ما يمكّنها من الاستغناء عن الشرق والغرب. فهي تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث امتلاك مصادر الطاقة (نفط ومشتقاته، وفحم، وغاز، وطاقة نووية). كما تحتل المرتبة الأولى عالمياً في مجال تصدير الحبوب، والرابعة في مجال تصدير اللحوم، وووو....
فكيف انعكست العقوبات المفروضة على النظام في سوريا إيجابياً على الاقتصاد السوري؟
من الواضح أن بشار الأسد لا يشعر بما يعانيه الشعب من نقص في كل شيء. ومن المستحيل أن تتمكن سوريا من استعادة عافيتها بالاعتماد على قواها الذاتية، خاصة بعد أن نهب النظام وأذرعُه كل خيرات البلد، ودمروا كل بنيتها التحية، وهجروا القوة العاملة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو