الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد التدمير والإحراق، خطر الإغراق يهدد العاصمة القديمة ومناطق اخري

محمد الصادق

2024 / 4 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


طالعت في الميديا ان كشفا بالأمواج الصوتية اظهر وجود عدد كبير من التصدعات تحت قاع البناء الخرساني لسد النهضة، مما يعني أن حجم التسريب المتوقع أثناء ملء بحيرة السد سيكون ضخما جدا، مما يؤثر علي جسم السد الذي يتوقع تآكل اساسه، ومن ثم انهياره.

هذل بالطبع ربما يشكل كارثة اخري اكبر من الكوارث التي صنعتها العبثية.
إنهم يستعدون قريبا لملء جديد مخيف، فضغط المياه يتزايد ويتزايد كلما زاد حجم المياه المختزنة،
والادارة الاثيوبية لا زالت تصر علي رفض التعاون مع الدول المتضررة.

ربما العناية الألهية تريد ان تنقذ سكان الخرطوم من كارثة اخري اكبر تحت عنوان:
"عبث الأنسان بأخيه الإنسان"
المدينة كانت تعاني كل سنة من فيضان النيل في شهور الخريف،
وبالرغم من جهود "التتريس" لكن الأضرار تقع باستمرار، لأن معظم المباني السكنية مبنية بمحاذاة النيل، لا يفصلها عنه سوي كيلومتر او اثنين، واحيانا تضيق الي امتار فقط من شاطئ النهر.
ايضا كانت هناك ظاهرة تضرر بعض المناطق من البحيرات الجوفية التي تتجمع من السيفونات التي عمت بلواها كل احياء الخرطوم، غنيها وفقيرها، فخطورة تلك السيفونات لم تكن تقتصر فقط علي تلويث مياه النيل والمياه الجوفية التي تعتبر المصادر الوحيدة لمياه الشرب، انما كانت تحدث تهدّمات للمباني في مناطق مثل ابي روف وشمال بحري.

فإذا كانت الأضرار تحدث بسبب فيضان عادي فما بالك باستفاضة عالية الأمواج قوية التيار، وكل الناس شاهدت قوة وضخامة التدمير التي تسببه السيول الناتجة من انهيار السدود، كما حدث في انهيار السدين اللذين دمّرا مدينة درنة الليبية.
ولا يخفي علي الناس ان النهضة العملاق يفوق سدي درنة بآلاف المرات!!

الله تعالي يقول في كتابه:
{وَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۖۡۚ}
ربما اراد الله ان يُصاب سمار النيل بأخف الضررين، فالإخراج من الديار والتشريد والتشتيت في القِبَل الأربعة للدنيا، وفي كل بقاع الأرض، والإفقار والتجويع والإمراض والتجهيل والإسترهاب، والتجريد والحرمان من كل الخدمات من مياه وكهرباء واتصالات ... الخ
كل ذلك ربما افضل -و لو قليلا- من الكارثة التسونامية التي يمكن ان يسببها النهضة اذا لحق به الدمار.

والكارثة ان لم تحدث اليوم فبلاشك أنها سوف تحدث غدا، ولذلك مرة اخري نقول أن كارثة العبثية يمكن ان تكون فرصة لإيجاد معالجة جذرية لتهديد السدّ، حيث يمكن عمل كورنيش "عالي متين" يفصل بين النهر والمساكن، كما أن الفرصة مواتية ايضا لسنّ قانون يسمح بمصادرة بعض المساحات لصالح المشروع، فرغم التدمير الكبير الذي حدث لكن لا زال هناك مزايا ايضا حينما تكون البداية من الصفر أو من تحت الصفر!!

ها نحن نعود للتفاؤل، لكن كما ذكرنا من قبل، هذا لن يحدث الا عن طريق ادارة "وطنية" بمعني الكلمة، وذلك بالطبع بعد الوصول لتسوية سياسية تضمن استقرارا في الحكم لعقدين ثلاثة عقود علي الأقل.

الدول لا تبني في يومين او ثلاثة، انما يحتاج الأمر للنظر بعيدا نحو الأمام والتخلي عن سياسات رزق اليوم باليوم.
أنه من العيب ان افضل الإنشاءات والأنجازات التنموية لدينا لا تزال هي التي أسسها المستعمر، والسبب اننا كلما نمضي الي الأمام تأتي الحروب والنزاعات فتجرنا عقودا أو ربما قرونا الي الوراء:

متي يبلغ البنيان يوما تمامه
اذا كنت تبني~ وغيرك يهدم
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
مقالات ذات صلة:
الزمان لن يرجع: الخرطوم لن تعود.. الناس لن تعود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة