الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلاح النووي الإسرائيلي... الصامت الفصيح

رائد حماد

2006 / 12 / 6
القضية الفلسطينية


كلنا نعلم أننا هزمنا في الحرب الفلسطينية الأولى عام 1948 ولكن أحدا منا نحن العرب جميعا لا يعرف كيف هزمنا ولماذا هزمنا فالموضوعية ظلت غائبة عن محاسبة النفس وعن نقد الآخرين وفي غياب الموضوعية دبت الفوضى في صفوفنا وطللنا نحن العرب لا نعرف ماذا نريد أما ما تسمى إسرائيل فقد عرفت ماذا تريد وجدت في السعي إلى تحقيقه والدول الأجنبية دوما تعرف مصالحها في بلادنا وتسعى إلى تأمينها أما نحد فقد استعضنا عن العمل بالقول فأطلقنا بعض النعوت على الدول المعادية بأنها مزعومة ولقيطة واستعنا على سوء الحال بالانتظار حتى يحين موعد الجولة الثانية دون تخطيط أو إعداد .
في ذلك الوقت أي في عام 1948 م بدأت ما تسمى إسرائيل تتحول إلى دولة نووية فقد قام فرع التخطيط والبحث في وزارة الدفاع الإسرائيلية بعملية مسح للكشف عن الموارد المعدنية في صحراء النقب فعثروا على احتياطي كبير من رواسب الفوسفات التي تحتوي على اليورانيوم وفي اقل من عام أتمت إسرائيل وضع برنامجها النووي ونظمت مجموعة من العلماء الشباب ضمن هيكل خاص في وزارة الدفاع وبعثوا للخارج للتخصص في مختلف فروع العلم النووي في كل من بريطانيا وأمريكا وهولندا وسويسرا وأنشئت كذلك دائرة للطبيعة النووية في معهد وايزمان في رخوبوت .
والآن تمتلك إسرائيل مفاعل ديمونة النووي والعديد من القنابل النووية وأيضا الذرية وتسعى جاهدة لتطوير سلاحها النووي وترسانتها العسكرية والدفاعية ففي عام 1980 م صرح فرانسيس بيرين الرئيس السابق للجنة الطاقة الذرية الفرنسية قائلا: إننا متأكدون بان لدى إسرائيل أسلحة نووية وان لديهم الإمكانية لإنتاج قنبلة أو قنبلتين سنويا .
واعترف بيرين بان فرنسا ساعدت إسرائيل في بناء مصنع لاستخلاص البلوتونيوم .
وهنا يطرح السؤال نفسه : لماذا لم تقم إسرائيل بإجراء تجارب نووية معلنة وأبقيت على التهديد النووي صامتا ؟ لا شك أن مصالح إسرائيل نفسها هي التي حددت ذلك الخيار من خلال عوامل عديدة مهمة من اهمها
الافتقار الى مساحة شاسعة من الارض غير ماهولة لاجراء التفجير عليها دون تعريض السكان لخطر الاشعاع النووي وايضا ان اجراء التجربة النووية سيفقد اسرائيل جزءا من مخزونها النووي وايضا ارتفاع التكلفة المالية لانشاء موقع التجربة النووية وتجهيزه والاهم من ذلك سيضع التفجير الحكومات العربية تحت ضغط شعوبها لتحقيق التوازن النووي مع اسرائيل وسيسهل السبيل امام هذه الحكومات للحصول على مساعدة الاصدقاء او طلب ضمانات دولية تحد من امكانية استخدام اسرائيل للاسلحة النووية وايضا الثمن السياسي الذي ستدفعه اسرائيل عند اعلانها عن قوتها النووية سيفوق الفوائد التي ستحصل عليها من خلال التفجير مثل تحديد المعونات التي تحصل عليها من خلال التفجير مثل تحديد التي تحصل عليها من الدول الاخرى وايضا سيحد التفجير النووي من قدرة اسرائيل على ابتزاز امريكا للحصول على كميات ضخمة من الاسلحة التقليدية المتطورة .
كل هذا يستدعي وقفة من المجتمع الدولي ومن كافة مراكز حقوق الانسان من اجل الكشف عن السلاح النووي الاسرائيلي والعمل على تفكيكه اما الامر الذي يثير الدهشة وقوفنا نحن العرب فاغري الافواه عندما كان نيتناهو يستثر غضب العالم من بنادق افراد الشرطة الفلسطينية بزعم انها تهدد امن ومصير اسرائيل دون ان يشير احد من العرب الى الترسانة النووية الاسرائيلية التي شلت الارادة السياسية العربية هذا للاسف دفع البعض الى التماس السلام مع اسرائيل والسلام في مضمونه العربي هو استعادة الاراضي المحتلة تحت شعار تبناه العرب دون تبصر وهو الارض مقابل السلام اما السلام فمتروك لاسرائيل لتضع مواصفاته .
اما حان للسلاح النووي العربي والاسلامي ان يقول كلمته للعالم ام انه يعج في سبات عميق ولا يريد احد ان يحركه او يعكر عليه احلامه
ولكن هناك في الجانب المشرق في زمن العجز العربي يخرج الفلسطيني متحديا السلاح النووي والترسانة الحربية العسكرية الصهيونية بسلاحه المتواضع وبصواريخه محلية الصنع ليعيد العزة للعرب ويشكل تحد كبير لاسرائيل ويجعل سديروت مدينة اشباح وتعجز اسرائيل في ايجاد حل لصواريخ المقاومة وصواريخ القسام لقد اتبثث المقاومة الفلسطينية بان اسرائيل نمر من ورق فهيا يا امتي افيقي من سباتك ومزقي النمر الورقي قبل ما يتكلم الصامت الفصيح !! .
الصحفي الفلسطيني- رائد حماد
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني
قطاع غزة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قارورة مياه تصيب رأس #دجوكوفيتش بعد تأهّله


.. الداخلية العراقية تؤكد عزمها ملاحقة عصابات الجريمة المنظمة ف




.. مخاوف من تلف المواد الغذائية العالقة أمام معبر رفح بسبب استم


.. واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أميركية في غزة




.. قصف وإطلاق نار مستمر في حي الزيتون جنوب مدينة غزة