الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمة الحزب الشيوعي التركي TKP في مؤتمر النشاط الشيوعي الاوروبي حول حالة حقوق العمال في أوروبا وتجربة النضال الشيوعي

النشاط الشيوعي الأوروبي

2024 / 4 / 23
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي 2024: تأثير الحروب والصراعات المسلحة على العمال والكادحين، والحركة النقابية


ما زال الرأي العام العالمي متأثراً إلى حد ما بالاعتقاد السائد منذ زمن طويل بأن أوروبا هي مركز الديمقراطية والرخاء. لكن الحقيقة التاريخية حول الديمقراطية والازدهار الأوروبيين تميل إلى الغموض: إن مصدر المكاسب السياسية والاجتماعية في القارة كان كفاح حركة الطبقة العاملة القوية والمتجذرة في جميع أنحاء أوروبا. مع تراجع هذه الحركة في التسعينيات، تمت إعادة هيكلة السياسة، و طرد العمال من السياسة وتم تقليص حقوق الطبقة العاملة. واليوم، تعمل التناقضات داخل النظام الإمبريالي وأزمة الرأسمالية المتفاقمة على جلب هجمات أوسع نطاقاً على حقوق العمال على الأجندة في أوروبا كما في أماكن أخرى. وترافقت هذه الهجمات مع صعود الحركات الفاشية في جميع أنحاء أوروبا. إن انتشار اليأس بين العمال يفتح الباب أمام التطرف اليميني. ومن خلال استهداف العمال المهاجرين، فإن السياسات الفاشية لا تؤدي إلى تقسيم الطبقة فحسب، بل تدفعهم أيضا إلى توجيه غضبهم نحو إخوانهم وأخواتهم المهاجرين بدلا من التركيز على عدوهم الحقيقي، الطبقة الرأسمالية. ومن ناحية أخرى، فإن الحركات الإصلاحية في مسرح "السياسة اليسارية" الأوروبي تبذل قصارى جهدها لتوجيه الطبقة العاملة نحو حلول زائفة داخل النظام و حجب السياسات القائمة على الطبقة و استبدالها بسياسات الهوية الليبرالية.
 
لقد أصبح الاتحاد الأوروبي، بكل آلياته، وخاصة المفوضية الأوروبية، منذ عقود هو الفاعل المهيمن في الهجمة الرأسمالية المنظمة ضد الطبقة العاملة. منذ عام 1992، أدى الاتحاد الأوروبي، بسياسته التسلطية المتزايدة المتمثلة في "مراقبة الاقتصاد الكلي" للمالية العامة في البلدان الأعضاء، إلى جعل العمال فقراء وعرضة للاستغلال. ومن المعروف أن العديد من الحقوق المكتسبة مثل المفاوضة الجماعية، والمعاشات التقاعدية، وساعات العمل المستقرة، والتأمين ضد البطالة، وما إلى ذلك، تتعرض للهجوم من قبل بيروقراطية الاتحاد الأوروبي نفسها. وبينما تعمل الحكومات على تحويل سوق العمل إلى حديقة ورود بلا أشواك بالنسبة للطبقة الرأسمالية، فإن عضوية الاتحاد الأوروبي تصبح عذرها الرئيسي. يواصل الاتحاد الأوروبي تهديد الطبقة العاملة في كل من البلدان الأعضاء وغير الأعضاء باعتباره مركزًا إمبرياليًا يعمل على حماية مصالح رأس المال الأوروبي.
 
منذ أزمة عام 2008، قام ملايين العمال غير المنظمين، تحت تأثير الظروف المعيشية المتدهورة، بالعديد من المظاهرات الكبيرة والصغيرة في العديد من البلدان، ومن وقت لآخر، نفذوا مقاومة وإضرابات جماهيرية. وفي مواجهة الحراك المتزايد للطبقة العاملة، تلجأ قوى رأس المال إلى المزيد من عنف الدولة من ناحية وتكثف هجومها على عقول العمال من خلال الحركات الفاشية بإثارة كراهية الأجانب أو بدائل اليسار الزائف من ناحية أخرى. . ومهما كانت التدابير التي يتخذونها، فإن الأزمة المتفاقمة والتناقضات المعقدة والتهديد بالحرب بسبب آثار المنافسة الإمبريالية تكشف بشكل أكبر عن إمكانات ثورية لدى الطبقة العاملة. أحد أوجه القصور الكبيرة في جميع أنحاء أوروبا هو التأثير المحدود للشيوعيين على الجماهير العاملة. أمام الشيوعيين فرصة وواجب لإعطاء بعد سياسي لتحركات العمال وربطها بخيار الاشتراكية.
 
في تركيا، و منذ التسعينيات، تم التأكيد على إمكانية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي باعتبارها المشروع المهيمن الذي من شأنه أن يضع البلاد على المسار الصحيح. لسنوات عديدة، قيل للعمال إن تركيا إذا انضمت إلى الاتحاد الأوروبي، فإنها سوف تتقدم على مستوى الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ سيرتفع مستوى الرفاهية وسيتم اكتساب الحقوق الاجتماعية المختلفة. وقد تجرأ المثقفون الليبراليون الأتراك وبعض الجماعات السياسية اليسارية، المتشابكة مع اليسار الأوروبي، على إضفاء الشرعية على هذه الحكاية الخيالية بشعار "أوروبا العمال". وبينما تم اشغال العمال بهذه القصة، نفذت العديد من الإصلاحات الليبرالية مع بدء مفاوضات العضوية الكاملة في عام 2005 على أساس "التوافق مع مكتسبات الاتحاد الأوروبي". وفي السنوات الأخيرة، تضاءل الأمل في العضوية الكاملة. علاوة على ذلك، فإن تدهور الظروف المعيشية في الدول الأوروبية، وعنف الدولة المتزايد ضد العمال، وكراهية الأجانب، وإثارة الحروب في دول الاتحاد الأوروبي المركزية، والبيروقراطية في الاتحاد الأوروبي، أدت إلى حد ما إلى تقويض الصورة السابقة للاتحاد الأوروبي في عيون العمال الأتراك. ومع ذلك، وفي مواجهة الأطروحات الليبرالية التي لا نهاية لها والتي تقول إن الاتحاد الأوروبي هو الخلاص الوحيد لتركيا، لا يزال يتعين علينا توضيح حقيقة أن الاتحاد الأوروبي هو منظمة سياسية إمبريالية ومعادية للعمال تابعة للطبقات الرأسمالية الأوروبية. وفي مواجهة الوهم القائل بأن الاتحاد الأوروبي هو ملاذنا الآمن، يتعين علينا أن نعزز اطروحة أن تركيا الاشتراكية قادرة على الوقوف على قدميها، بعيدا عن تأثير جميع المراكز الإمبريالية.
 
تعرض أردوغان لضربة قوية في الانتخابات المحلية الأخيرة في تركيا. إن القيادة التمكينية لرئيس بلدية إسطنبول المعاد انتخابه، أكرم إمام أوغلو، في المعارضة تدفع جزءًا كبيرًا من الشباب المتعلم إلى رؤية "الحضارة" الأوروبية باعتبارها أملًا في مواجهة المناخ السياسي الذي خلقه حزب العدالة والتنمية، و الموالين لأردوغان وبيروقراطيته الفاسدة والجاهلة. هناك بعض النقاط التي يجب أخذها في الاعتبار هنا: على الرغم من اختفاء الهيبة القديمة للاتحاد الأوروبي في تركيا، إلا أن هناك شعوراً بالعزلة عن مشاكل العمال الأوروبيين. وفي مقابل ذلك، من واجبنا رفع مستوى الوعي حول نضالات العمال في البلدان الوسطى في أوروبا. علاوة على ذلك، علينا أن نبين أن نشاطات الاحتكارات الأوروبية في الاقتصاد التركي هي أحد أهم أسباب الفقر الكبير في تركيا، بالتوازي مع فقدان حقوق الطبقات العاملة الأوروبية. إن النضال من أجل البقاء للعمال الماهرين وغير الماهرين الذين هاجروا من تركيا في الماضي والذين هاجروا مؤخرا إلى أوروبا يجب أن يرتبط بنضالات العمال الأوروبيين. ومن ناحية أخرى، بدأ رأس المال التركي الكبير، الذي يدعم حزب العدالة والتنمية في تركيا منذ سنوات، بالاستثمار في بلدان مختلفة، وخاصة في أوروبا الشرقية. نحن بحاجة إلى مزيد من البيانات حول كيفية اشتباك هذه المجموعات الرأسمالية مع الطبقة العاملة هناك، وإلى تحديد خطوط الصدع ومتابعتها.
 
يدعو حزب TKP إلى التأميم ضد غزو رأس المال الأجنبي للبلاد وإلغاء جميع الاتفاقيات مع الدول والمنظمات الإمبريالية. ونعتقد أن القناة الرئيسية لتعزيز الخيار الاشتراكي في تركيا هي تعزيز علاقات حزب TKP مع الطبقة العاملة. يجب على العمال أن يثقوا في حزب TKP وأن يجدوه إلى جانبهم في ردود أفعالهم ضد تزايد البطالة والفقر وارتفاع تكاليف المعيشة وفي نشاطاتهم ضد الظلم الذي يعانون منه في أماكن العمل. وهذا ممكن فقط من خلال تطوير علاقات ملموسة للغاية داخل الطبقة العاملة. يعد نظام العمل غير المستقر والمرن، والذي أصبح سائدًا في جميع البلدان الأوروبية، أحد أكبر التحديات التي تواجه حقوق ونضال الطبقة العاملة في تركيا. يعمل TKP على تطوير أسلوب عملي ومرن وفقًا للهيكل المتغير لمكان العمل وظروف العمل.
 
هناك مبادرات تنظيمية مختلفة داخل الطبقة العاملة التركية، والتي هي بالفعل غير منظمة إلى حد كبير. تعكس المبادرات الكبيرة والصغيرة البحث عن التنظيم في المناطق التي لا يوجد فيها تنظيم نقابي تقليدي أو حيث تكون النقابات القائمة غير فعالة. شبكة التواصل والتضامن والنضال "التنفس تحت أعناق أرباب العمل" (سنشير إليها من الان بـ PE، اختصارها باللغة التركية) التي أطلقتها TKP تفتح الطريق أمام العمال الذين يجتمعون حول المشاكل المشتركة في مكان العمل، مجال من مجالات عمل أو قطاع ما للنضال معًا من خلال تشكيل تنسيقية أو لجنة دون الخضوع للقيود القانونية. يمكننا أن نعطي أمثلة متنوعة . في صيف 2022 وشتاء 2023 خصوصًا ، قدمت تنظيم PE بين عمال النقل تجربة مهمة. في هذا القطاع المتنامي، حيث دورة رأس المال مرتفع للغاية، هناك استغلال مكثف للعمال. على الرغم من أن شركات الشحن الكبرى وظفت سائقي النقل كعمال لحسابهم الخاص، إلا أنه كان من اللافت للنظر أن PE كانت رائدة في رد الفعل الطبقي ضد فقدان الحقوق. في المناطق الوسطى من أنقرة، في صيف عام 2023، تحققت مقاومة العمال ضد تعاون أرباب العمل مع النقابة من خلال PE؛ وكما نرى في إضراب "ليزيتا" المستمر (شركة إنتاج لحوم الدجاج)، نظم العمال ضد كل أنواع هجمات رب العمل، وكان الشيوعيون معهم منذ بداية الإضراب من خلال تنظيمات PE وبذلوا قصارى جهدهم لانجاح الإضراب.
 
في الختام، تقع على عاتق كل حزب من أحزابنا مسؤولية القيام بالتدخل الأكثر فعالية لتنظيم الطبقة العاملة وفقا لاستراتيجية ثورية، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف السائدة في بلده. ومن ناحية أخرى، فإن إحياء الشيوعية في البلدان المركزية للنظام الإمبريالي وتحولها إلى خيار مرة أخرى أمر ضروري للتحول الشامل للحركة الشيوعية في أوروبا والعالم. ونعتقد أنه يتعين علينا، كأحزاب تناضل في أوروبا، أن نطور استراتيجية مشتركة تجاه هذه المراكز.

المصدر
صفحة الحزب الشيوعي التركي

https://www.tkp.org.tr/en/agenda/contribution-by-tkp-to-eca-conference-on-the-situation-of-workers-rights-in-europe-and-the-experience-of-the-communists-struggle/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز