الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إطار تفاهمات جديدة بين الولايات المتّحدة والنظام الايراني حول قضيّة - الملف النووي -- علاقات وسياقات وأهداف !! الجزءالثالث.

نزار فجر بعريني

2024 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


في تناقضات الموقف الإسرائيلي!!إ
التساؤل الرئيسي الذي احاول مقاربة إجابات موضوعية عليه ، لايقتصر على طبيعة العلاقات البينيّة الناتجة عن الصراع حول الملف النووي :
هل فشلت السياسات الإسرائيلية، وربّما ما تزال ، في إدراك طبيعة معادلة السيطرة التشاركية الإقليمية والسورية بين الولايات المتّحدة والنظام الايراني- وهو ما وضع سياساتها بين ٢٠١١ ٢٠١٤ ، في تساوق مع جهود واشنطن، لكنّها بدأت تلمس اخطارها المباشرة ، بعد تقدّم أذرع السيطرة الإيرانية خلال ٢٠١٥ ٢٠٢٠!
الفشل السياسي الإسرائيلي لم يقتصر على إدراك طبيعة معادلة السيطرة التشاركية الإيرانية الأمريكية فحسب ، بل وفشل أيضا في إدراك طبيعة المصالح الإيرانية الأمريكية في التدخّل الروسي صيف ٢٠١٥( كما فشل تاريخيا في نهاية سبعينات ومطلع ثمانينات القرن الماضي في إدراك خطورة بدائل هزيمة اليسار اللبناني / الفلسطيني التي نتجت عن غزواتها المتتالية ،إضافة إلى اهميّة الوصول إلى " تسوية سياسية " خلال التسعينات مع النظام السوري، قادرة على " تحييد " الحلقة السورية في تمدّد أدوات مشروع الإقليميّة الإيراني )،وهو ما يفسر خيبة أمل تعويل القيادة الإسرائيلية على قيام شراكة ناجعة مع روسيا لمواجهة التمدّد الايراني، وقد باتت اليوم تصارع وحيدة ، وتخوض حرب وجودية داخل مجالها الاستراتيجي الحيوي ، بعد نجاح الجهود الإيرانية في نقل معارك الحرب إلى تخوم الدولة ، وداخل مواقع سيطرتها السياسية والعسكرية.
هل يفسّر مسلسل " الفشل "ما باتت تشكلّه المليشيات الإيرانية من طوق حول عنق " الكيان "-في غزّة وجنوب لبنان / سوريا ، وفي الضفّة- وحالة الصراع الداخلي الإسرائيلي حول أفضل سبل مقاربة سياسيات الولايات المتّحدة تجاه الملف النووي، وتطبيع العلاقات السعودية الإيرانية؟
على أيّة حال، إذا كان "انسحاب" الرئيس "ترامب "من" الاتفاق الشامل المشترك حول البرنامج النووي الإيراني "في ٢٠١٥ قد سمح لطهران بتصنيع وامتلاك مواد نووية ( وهو ما جعله خطأ استراتيجيًا ، من وجهة النظر الإسرائيلية !)، تمكّنها من تصنيع قنبلة واحدة على الاقل ،وفقا لشهادة وزير الدفاع الإسرائيلي ، فإنّ أي إطار اتفاق جديد وفقا للمسار الحالي ، يؤدّي إلى تغيّر أو إعاقة مسار تعزيز إيران لجهودها النووية يُعَد إيجابيًا من وجهة النظر الإسرائيلية الواقعية !(٢).
من جهة ثانية، ترتفع أصوات داخل "المؤسسات الأمنية" الإسرائيلية، تطالب بضرورة معارضة إسرائيل لأي اتفاق لا يشتمل على مطلب "تفكيك قدرات إيران بأكملها"!
لسان حالهم يقول إنّ "اتفاقًا جيدًا يجب أن يعيد إيران إلى الوراء، وليس تجميد الوضع الحالي"، وأنّ " ما مارسته إسرائيل" من ضغوط على الولايات المتّحدة في السنوات الأخيرة لعدم العودة إلى الاتفاق مع إيران كان على أمل التوصل إلى اتفاق أفضل !!. يبدو جليّا انّ كلا الطرفين على حق ، وفقا لمقتضيات الأمن القومي الإسرائيلي. إذ تُدرك الجبهة " السياسية المتفائلة " جيّدا أن نافذة الفرصة للتوصّل إلى مثل اتفاق ٢٠١٥ ا قد أُغلقت، وإصرار إسرائيل المستمر على "اتفاق أفضل" سيجعل الأمور تسوء أكثر !!
تباين وجهات النظر الإسرائيلية حول ما قد ينتج عن إطار التفاهمات الجديدة من تحدّييات للأمن القومي الإسرائيلي تكشف جوانب أخرى من العلاقات بين الأطراف ، خاصّة على صعيد العلاقات الإسرائيلية الأمريكية!
إذ يعتقد البعض في مراكز البحوث و وصناعة القرار أنّه "يجب على إسرائيل أن تدرك أن عدم اتخاذ أي إجراء هو أسوأ خيار استراتيجي من بين الخيارات المتاحة حاليًا، وأنّ المعارضة الإسرائيلية المستمرة لأي نوع من الترتيبات أو الاتفاقيات المتعلقة ببرنامج إيران النووي تضر بقدرة إسرائيل على تنفيذ سياسة فعّالة بالتعاون مع الولايات المتحدة لمنع إيران من تحقيق القدرة النووية، لذلك، يجب أن تدعم جهود الولايات المتحدة لتعزيز إطار التفاهمات، وعدم مواصلة المعارضة لهذه الجهود على أمل التوصل إلى نتائج أفضل. يعوّل هؤلاء على أهميّة دعوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض في إطار تعزيز التعاون مع الإدارة بشأن القضية النووية وتضييق الفجوات التي اتسعت مؤخرًا. يجب أن تقف إسرائيل مع الولايات المتحدة في مواجهتها لإيران، حتى إذا كان الإطار الجديد الناشئ ليس مثاليًا من وجهة نظرها.
وجهة نظر أخرى تميل أكثر فأكثر نحو نهج "الاعتماد على الذات"، بما يسمح لإسرائيل عمليا بتطوير خياراتها العسكرية المستقلة. يعتقد أصحاب هذا الموقف أنّه "يجب على إسرائيل استخدام الوقت الممنوح من قبل هذا الإطار الناشئ للتحضير بشكل أفضل لمواجهة البرنامج النووي، من حيث الفعالية التشغيلية ومن حيث الردع الإسرائيلي".، مدركين لحقائق "التراجع النسبي" في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة ، (٣)وما ينتج عنه من " تقليل فعالية الردع العسكري المشترك" .
يرى المدافعون عن وجهة النظر الواقعية انّه من الموضوعية الاعتراف بإيران" كدولة ذات عتبة نووية " ، وبالتالي ضرورة العمل على ما تتطلّبه مواجهة الأخطار من إعداد عسكريً مناسب ؛ دون التقليل من اهميّة فرصة " كسب ما يمكن أن تحصل عليه إسرائيل من مساعدات أمنية وعسكرية أمريكية، ترتبط بالحاجة للتعامل مع استمرار تهديد البرنامج النووي الإيراني، والعمل على دمج مثل هذه المكافآت في مذكرة التفاهم بشأن الشؤون الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة، والتي من المقرر تجديدها في عام 2028؛ إضافة إلى الاستفادة من مكافأة أخرى لإسرائيل ، المتمثّلة بعلاقات التطبيع مع المملكة العربية السعودية، وما تتضمّنه من فرص بناء وتعزيز التعاون العسكري والنووي، خاصّة إذا قبلت إدارة الولايات المتحدة مطالبة السعودية بقبول حالة "العتبة" الإيرانية مقابل الموافقة الأمريكية على تخصيب اليورانيوم في السعودية . من وجهة نظر السعودية ، قيام علاقات طبيعية مع إيران في ظل قبول الولايات المتّحدة حقيقة سيطرتها على" دورة التخصيب"، لا يفترض عدم وجود ما يمنعهم من الحصول على مثل هذه السيطرة !!
ضمن هذا الإطار، يعتقدون بوجوب استمرار إسرائيل في الضغط على الولايات المتحدة للحصول على ضمانات ملموسة لمنع التقدم المحتمل في برنامج إيران النووي، والمطالبة بضمانات تعود بالفائدة من واشنطن في حال حدوث اتصالات مستقبلية بين إيران والولايات المتحدة، وتتعلق بأمن حدودها وقدرتها على التعامل مع التهديدات المحتملة. في نفس الوقت ، الحفاظ على العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة هو جزء أساسي من الردع الإسرائيلي ضد إيران. لذلك، يجب على إسرائيل دعم سياسة الولايات المتحدة، خاصة في سياق اتصالاتها مع إيران، من أجل تعزيز قدرتها على التعامل مع التهديد العسكري المشترك. في الوقت نفسه، يجب على إسرائيل العمل على استغلال الفرصة لتحقيق المزيد من المكاسب، سواء في إطار ترتيبات أمنها مع الولايات المتحدة أو في مواجهة التفاهمات الناشئة مع إيران وأي اتفاقات مستقبلية.
في النهاية، يجب على إسرائيل أن تعطي أولوية للتهديد الإيراني على جميع التحديات الأخرى، بما في ذلك التجديد القضائي، لتمكين التحضيرات المثلى للتعامل مع أكبر تهديد لها.
_________________________
(١)- في الواقع، تتلقى إيران أموالًا قد تصل إلى حوالي 20 مليار دولار من الأموال المجمدة. على الأرجح، ستخصص معظم هذا المبلغ للاحتياجات الداخلية وإعادة التأهيل الاقتصادي، بينما قد يتم توجيه جزء صغير إن وجد إلى بناء القوات المسلحة والترسانة الإقليمية. تُعزز هذه التقديرات بوجود آليات أمريكية للتحكم في الأموال – حيث تم الإبلاغ عن أن الأموال ستنقل إلى حسابات يمكن لواشنطن مراقبتها. ومع ذلك، ليس من المستحيل أن تتمكن إيران من تجاوز المراقبة الأمريكية لدعم جهودها لتحقيق المزيد من القوة.
(٢)-
لسان حال اصحاب هذا الرأي يقول:
صحيح أنّ التفاهمات الجاري العمل عليها تبتعد بشكل كبير عن اتفاقية البرنامج النووي لعام 2015 ولا تدّعي حل مشكلة البرنامج النووي الإيراني وفقا لوجهة النظر الإسرائيلية، ولكن أي تغيير في الاتجاه الحالي الذي يسمح لإيران بتجميع مزيد من المواد المخصبة بنسبة تزيد عن 60% أو تخصيب اليورانيوم فوق هذا المستوى يُعَدّ خطوة إيجابية بالنسبة لإسرائيل، وأفضل من الوضع الحالي الذي يعني تقدّم إيران نحو الحصول على سلاح نووي بدون آليات ردع.
(٣)-
لأسباب بعيدة ترتبط بطبيعة العلاقات التشاركية " الإستراتيجية " بين الولايات المتحدة والنظام الايراني؛ علاوة على ما يظهر من تباينات حول قوانين "تجديد النظام القضائي "المقترحة من قبل الحكومة ؛ والصراع حول القضية الفلسطينية وتوسيع المستوطنات، وشروط التسوية السياسية الأمريكية الشاملة، التي تكرّس الوجود الإيراني ، وحالة السيطرة السورية والإقليمية التشاركية، على حساب العلاقات التاريخية مع إسرائيل..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف