الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
يا أردوغان لو زرتنا لوجدتنا .. نحن الضيوف وأنت رب المنزل !!
رياض سعد
2024 / 4 / 23مواضيع وابحاث سياسية
جر الاحتلال التركي العثماني الطويل العراق الى دوامة الويلات والنكبات والازمات , بدءا بالتفريط في الأراضي العراقية التاريخية لصالح دول الجوار , والتهاون بحماية الحدود الرافدينية المعروفة ؛ ومرورا بتحويل العراق الى حاضنة للغرباء والدخلاء والاجانب والمماليك والسبايا والغلمان والمرتزقة من مختلف الاصقاع ؛ وملجأ وملاذا للمجرمين , والمطرودين ,والمهاجرين المتسولين , والزوار المتدينين القاطنين قرب المراقد الدينية ؛ ومنذ ذلك الوقت نشأت عوائل ( الچي ) وارتبط وجودها في العراق فضلا عن مصالحها بالدولة العثمانية , وبعد افول نجم الامبراطورية العثمانية ؛ بعضها انسحب مع القوات العثمانية المندحرة الى تركيا , والبعض الاخر هام على وجهه , متنقلا بين مدن وعواصم العالم , والبعض الثالث وهو الاكثر ؛ فضلوا البقاء في العراق , وغيروا القابهم وجلودهم , وتشبثوا بأذيال المحتل البريطاني ؛ فهم كانوا ولا يزالون عملاء مزدوجين لأكثر من جهة ؛ وسنلاحظ تكرار امثال هذه التصرفات من قبل هذه العوائل والشخصيات الهجينة ذات الجذور الاجنبية والاصول غير العراقية ؛ وقد تعاونت هذه الشراذم وشذاذ الفئة الهجينة مع تركيا طوال 83 عام تقريبا - 1921 / 2003 - , وقدموا للأتراك مختلف التنازلات والامتيازات ؛ بدءا بالاستيلاء على الحدود والمناطق الشمالية العراقية و مرورا بحصة تركيا من نفط كركوك ؛ وصولا للاتفاقيات والامتيازات الاقتصادية بين الجانبين والتي تصب في صالح الجانب التركي , وانتهاءا بالتدخل التركي السافر في العراق وخرق اجواء العراق والتعدي على حدوده واراضيه ؛ بحجة الاتفاقيات الامنية المبرمة مع نظام صدام ؛ لمطاردة عناصر حزب العمال الكردي .
واستمرت عمالة هؤلاء الشراذم للأتراك الى هذه اللحظة , فهم وعلى الرغم من خلافاتهم واختلافاتهم وتعدد ارتباطاتهم الخارجية واجنداتهم السياسية ؛ يجلسون جلوس الاتباع الاذلاء , مطأطؤ رؤوسهم عند ولي نعمتهم القديم الجديد , وقد وضعوا ايديهم على ارجلهم وكأنهم تلاميذ في مدرسة ابتدائية ؛ اتباعا لحركات الوفد التركي المرافق لاردوغان ؛ حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ؛ صامتون هادئون لا يتحركون ؛ كأنهم خشب مسندة ؛ وقد اختفى صراخهم وتبخرت غطرستهم ومعارضتهم , وخبا صوت وطنيتهم وقوميتهم التي طالما صدعوا رؤوسنا بها كذبا وزورا وتمثيلا وتدليسا ... ؛ ليت شعري ان كانت هذه الصورة لا تعكس مفهوم الذيول ومعنى التبعية ؛ فكيف تكون العمالة والتبعية والخيانة ؟!
لأول مرة اشاهد مضيف اشبه بالضيف ؛ ولسان حال القوم كما قال الشاعر : يا أردوغان لو زرتنا لوجدتنا ... نحن الضيوف وأنت رب المنزل ...!!
في عقر دارنا يجتمع عدونا التركي الذي طالما جرعنا غصص المشاكل والويلات والاعتداءات ؛ وصدق اسلافنا عندما قالوا : (لا يأتي الشر الا من ارض الروم - تركيا الحالية - ) بالساسة والمسؤولين والموظفين المحسوبين على العراق والطائفة السنية الكريمة ؛ وخلفه العلم التركي , وكأنهم رعايا اتراك او جالية عثمانية في عهد السلطان العثماني ؛ وان كان البعض منهم هكذا في حقيقة الامر ؛ الا انهم الان يصرخون ليل نهار: بأنهم اولاد قحطان وابناء عدنان وحماة الديار ...!!
وبما ان السياسة الخارجية قائمة على مبدأ التعامل بالمثل ؛ لعل سائل يسأل : هل يستطيع السياسي الشيعي العراقي ان يجتمع بالشيعة الاتراك ؛ او السياسي الكردي العراقي بالاكراد القاطنين في تركيا – مثلا - ؟!
وماذا لو اجتمع الرئيس الايراني بالساسة الشيعة في بغداد ؛ وبهذه الطريقة والكيفية وخلفه العلم الايراني فقط ؛ وماذا لو تزينت الكاظمية بالأعلام التركية مثلما تزينت الاعظمية بالأعلام التركية ... , هل سيسكت السنة والاكراد ؛ ام تقوم الدنيا ولا تقعد , وكيف ستكون ردة فعل الاعلام العربي والمحلي ...؟!
ومن سمح للرئيس التركي ان يتعامل مع العراق والامة العراقية ؛ بمنطق القوميات والاعراق والطوائف ؛ وهل يقبل اردوغان , قيام الحكومة العراقية بتشجيع النعرات القومية والطائفية في بلاده ؛ وان كان اردوغان يقبل بذلك ؛ فلماذا جاء للعراق للتنسيق مع العراقيين من اجل مكافحة الحراك الكردي التركي ومحاربتهم والتضييق عليهم ...؟!
ولعل ثمار هذا الاجتماع الطائفي المغلق ؛ ستظهر بعد حين , لاسيما وان تركيا لا تخفي اطماعها في الموصل وكركوك ؛ وان لم تتحرك الحكومة العراقية الان لسد كافة الثغرات الامنية والتدخلات السافرة التركية ؛ فمتى تتحرك ؛ عندما يحمد القوم السرى ...؟!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. باميلا إلكيك تفتح قلبها بكل صراحة لرابعة الزيات
.. إيران: تسليم ألف مسيّرة إستراتيجية للجيش • فرانس 24 / FRANCE
.. قوات درع السودان تحتفل بدخولها إلى مدينة ود مدني
.. بالخريطة التفاعلية.. مسرح العملية المركبة التي أعلنتها القسا
.. إعلام إسرائيلي يبث مشاهد لمروحية تُجلي جنودا مصابين في غزة