الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إِنَّهَا تَسْقُطُ وَكَفَى

عبد الله خطوري

2024 / 4 / 23
الادب والفن


أقفُ على حافةالوجود، أين تتراصُّ اللحود في صمت مهيب .. أنظرُ أسفلَ أرى شقوقا سحيقة وشعابا ضيقة متشابكة حادة في آنحدارها .. أنزل أصعد أتسمر أتناول ما تصادِفُ يدايَ من حجارة صغيرة أو كبيرة ألقي بها في قعر وادٍ بلا قرار مصغيا إلى حسيس مصائر متباينة تهوي بأعمار ترتطم وآلمصادفات على عجل دون إرادة آلمريدين .. منها ما يصل إلى إحدى الضفتين في خط عمودي معانقا خيوطا دقيقة لمياه ضحلة ترقرق بفتور وعياء، منها ما يركن في حِضن جذع شجرة سنديان أو فجوة من فجوات حفرَتْها عوامل تعرية متعاقبة، منها ما ينعرج بين خشاش الأحراش كأفعى مدربة تنساب تزحف على مهل في بحث مُضْنٍ صَبور عن فريسة ما تجود بها مسالك طريق بلا طريق، منها ما يدب دبيب حلازين حائرة آستفاقت من بياتها على وقع نداوة كاذبة آنبجست ذات ضحى من آب بلا أوان .. منها ما يكتفي بلحظات آنطلاقته الأولى إذْ يُقْذَفُ من يمناي أو يسراي لِيُخْسَفَ عالقا في أول حاجز يصادف سبيلَه إلى شَفير هاوية مبهمة تماما مثلما يحدث لما تموت أبدان آلأنام لا نعرف عن ما بعد مواتها شيئا ... كانتْ أعمارُ حركة الحَصوات متباينةً، تبتدئُ من قبضةٍ متعرقة في راحتي، وتنتهي بشكل مختلف في الوتيرة والإيقاع، لكن المسارَ العام يظل واحدا موحدا، الاتجاه نفسه، من فوق لتحت، من أعلى لأسفل .. إنها تسقط وكفى .. وكمْ كنتُ أشفقُ على بعضها يقبع بلا قدرة أو قوة في عراء بلا حول بلا عزاء تحت لظى أشعة شمس عمودية خارقة، في الوقت الذي تمكن غيرها تفيُّؤَ ظلال أفنان وارفات وآرتشاف مياه عيون ريانة والتنعم بآستحمام ذي دَعة في بِرك تياهة السيلان .. لِمَ إذن كل هذا الاختلاف ؟؟لِـمَ تموت الفراشات صغارا ؟؟ لِمَ تُطْمَسُ ديدانها تُدَاسُ تُعْفَسُ تحت أقدام آلعافسين في عز بيلسنات نيسان آلربيع ؟؟ لِمَ صوت آلحصوات أصم أبكم لا يكاد يبينُ ؟؟ لِمَ سقوطها في جرف القيعان مُدَويا بصدى يتواتَرُ يتفاقم في صَلف جائر وسُعَار ؟؟ أمَا مِنْ نهاية لكل هذا الالتباس ؟؟ لِمَ كل هذه الدّوامة من الزّلازل والتشنجات تخترق مفازات آلزلال دون إرادة الحَباب أو رغبة رذاذ القطرات ..؟؟.. إرادة ..؟؟.. لا إرادةَ هنا .. مفرغة هي مصائر الأعمار من ماهية كينونتها من كل شيء يمكن أن يُعْطِيَ معنى ما لتواجدها في المسماة حياة ..؟؟.. حياة ..!!.. لا حياة لها لا حياة لي لا حياااااة لنا .. إننا نسقط وكفى ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب