الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوجه شرقا أو غربا ؟

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 4 / 23
القضية الفلسطينية


يتردد هذا السؤال كثيرا توازيا مع تفاقم ازمة نظام الحكم في البلدان العربية ، نتيجة الخطر المزدوج الذي يحيق بها ، الآتي من الدول النفطية الخليجية من جهة و من المشروع الاستعماري الغربي المتمثل بالاستيطان الإسرائيلي و الهيمنة على شرقي و جنوب المتوسط من جهة ثانية يضاف إليه محاولات ترميم الطوق العازل ( الذي تأسس في سنة 1955 من دول باكستان ، إيران ، العراق و تركيا ) منعا لوصول القوى الشرقية الكبرى إلى مجال المشروع المذكور .
من نافلة القول أن إيران استطاعت بواسطة الثورة أن تخرج من الهيكلية التي وضعتها الدول الاستعمارية في المنطقة ،لا شك في هذا الصدد أن عوامل اجتماعية وطنية تضافرت على انضاج شروط هذه الثورة وانجاحها . نجم عنه إجراءات اتخذت لرأب صدع الهيكلية او تعديلها ، تمثلت كما هو معلوم بالحرب على إيران من أجل اسقاط نظام الحكم الجديد فيها ، و بالحرب على أفغانستان التي كانت في الواقع حربا استفزازية وهجومية ضد الاتحاد السوفياتي وإيران ، فعجلت انهيار الأوضاع في الأول و فشلت في زعزعتها في الثانية. و لكننا لسنا هنا بصدد تناول هذه المسألة ، فنكتفي بهذه الإشارة ، لننتقل إلى مأزق نظام الحكم في البلدان العربية ، ما يهمنا هنا تحديدا بلدان الهلال الخصيب و مصر ، حيث يبدو أن نظام الحكم فيها ، جميعا ، فقد حرية تقرير السلوك الواجب اتباعه و خيار السير في الاتجاه الملائم ، علما أنه خاض في سنوات 1950 معارك حامية الوطيس واستطاع الإفلات من حلف بغداد و زرع الأمل بمواصلة النضال الوطني و صولا إلى إنجاز الدولة الوطنية ، و لكن هذا الأمل ما لبث أن تبدد كما لا يخفى .
من البديهي أن هذا الفصل لا يتسع لمقاربة جميع القضايا التي ظهرت خلال ممارسة نظام الحكم في البلدان المعنية ، السلطوية و الفاشلة بوجه عام ، و المتفرعة من و جهة نظرنا ، من جذع مشترك يتمثل بضعف الانتماء الوطني أو بعدم تبلور هذا الانتماء نتيجة توقف سيرورة تكوين المجتمع الوطني الواحد في البلاد . لا جدال حول هذه المسألة بعد ما شاهدناه من تفكك مجتمعي في السنوات الأخيرة .
و بالتالي فإن أقصى ما نصبو إليه هنا هو اجتذاب النظر إلى الحالة الاجتماعية المهلهلة التي تكاد أن تكون معوّقا صعبا من الخروج من المأزق الوجودي الذي و قعت فيه شعوب هذه البلدان .
و في مختلف الأحوال ،الرأي عندنا ان الشرق تغير ، فروسيا السوفياتية تختلف عن روسيا اليوم ، و لكن الحصار الغربي الرأسمالي المضروب حولها ما يزال قائما . كان الاتحاد السوفياتي يعتمد على " حتمية " الانتقال إلى الاشتراكية و سيلة جماهيرية ثورية لردع و اسقاط الرأسمالية المتوحشة ، اما اليوم فإن روسيا باتت مهددة في وجودها نتيجة تراجع الحركات الجماهيرية عالميا ، أمام قدرات وعنف و تغول الرأسمالية الجديدة ، مما اضطرها لإيقاظ الانتماء الوطني و الاحتماء به .
اما المشرق العربي المتوسطي فمن الواضح ان الفشل في معالجة المسألة الوطنية في أقطاره ،شجع الاستعمار الجديد على استباحته ، نهبا لثرواته الاحفورية في البحر و اليابسة ، و مجالا استراتيجيا لإبعاد منافسيه الشرقيين ، روسا و الصين .
اللافت أيضا ، في هذا كله ، أن دول الاستعمار الجديد ، تطلب من البلدان الخليجية أن تفضل طريق الهند على طريق الحرير !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب