الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بايدن والدوله الفلسطينيه وحوار الايس كريم

عصام أبوبكر

2024 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


بايدن والدوله الفلسطينيه وحديث الأيس كريم

فوجئت بحديث الرئيس الأمريكي بايدن الهلامي عن الدوله الفلسطينيه وهو يتناول الايس كريم وهي رساله مبطنه للعرب مغزاها هكذا ستكون الدوله الفلسطينيه تذوب في اسرائيل كما يذوب الايس كريم في فم الرئيس الأمريكي بايدن وهو يتحدث عن الدوله الفلسطينيه وهو الحديث القديم الجديد الذي يستدعيه أي رئيس أمريكي عند أي عمليه عسكريه تقوم بها امريكا او اسرائيل ضد الفلسطينين لتخدير العرب فهو حديث يذوب مع الوقت مثل الايس كريم الذي يذوب في فمه عند تناوله وهو يتحدث عنها وهي رساله بعدم الجديه عند الحديث عن الدوله الفلسطينيه فالحقيقه لن تكون هناك دوله فلسطينيه

والناظر الي حجم المساعدات الامريكيه التي تقدم لإسرائيل علي مدار تاريخها والذي تجاوز ال 300 مليار دولار أغلبها مساعدات عسكريه وارسالها اكثر من 10 الاف طن من الاسلحه الي اسرائيل منذ ٧ اكتوبر كان آخرها مساعدات عسكرية بقيمة 26 مليار دولار فضلا عن مذكرات تفاهم تتجاوز ال 33 مليار دولار في الوقت التي تحظر فيه إرسال أي أموال إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) التي تدعم اللاجئين الفلسطينيين يعلم أن حديث بايدن عن الدوله الفلسطينيه حديث غير جدي

وقد تعد محاولة السلطه الفلسطينية الحديث عن دوله فلسطينيه والتوجه الي مجلس الأمن وهي تعرف تماما ان الفيتو الأمريكي في انتظارها هي محاول عبثيه لا جدوي منها ولا طائل من ورائها وحتي لو اعترفت كل دول العالم بالدوله الفلسطينيه ولم توافق عليها امريكا فلن تكون هناك دوله فلسطينيه وحتي الدول التي اقرت انها ستعترف بفلسطين فهي لم تحدد مكانها وحدودها وشكلها وعلي أي اساس ستقوم وهل هي داخل فلسطين ام خارجها وما هي ملامحها أسئله كثيره تحتاج الي اجابات فالواقع ان هذه الدول تعترف بدوله فلسطينيه هلاميه غير معروفة الملامح ولا وجود لها

لكن علي ارض الواقع لا يوجد ما يؤشر الي قيام دوله فلسطينيه بل العكس صحيح كل المؤشرات تدل علي انتهاء الدوله الفلسطينيه فبالنسبه للضفه الغربيه عادت الي مرحلة ما قبل أوسلو ولم يسمح باستخدام المناطق الفلسطينيه او فلسطين وإنما هي تجمعات سكانيه ناطقه بالعربيه داخل الضفه علي شاكلة عرب ٤٨ او عرب القدس كما بدأ يظهر بقوه مصطلح يهودا والسامره بديلا عن الضفه الغربيه اما بالنسبه لغزه فقد انتهت بعد 7 اكتوبر بعد أن تم تدميرها بالكامل وكان هذا هو الهدف الحقيقي من الحرب علي غزه والغزيون مألهم إما الي التهجير القسري او الطوعي أذن عن أي دوله يتحدثون!!؟

فالواقع يقول ان القضيه الفلسطينيه انتهت مقابل امتيازات اقتصاديه ولن يكون للفلسطينين دوله داخل فلسطين فاسرائيل التي لا تري نفسها جزءا من القانون الدولي وبالتالي لا يسري عليها كما انها لا تعترف بقرارات مجلس الأمن ولا تنفذها وينظرون الي أنفسهم باعتبارهم شعب الله المختار لن يسمحوا بإقامة دوله فلسطينيه علي حدودها وقد صرح بذلك كثير من قادتها واخرهم نتنياهو الذي قال ان إقامة دوله فلسطينيه يعني القضاء علي إسرائيل

ولا ادل علي ذلك من ان الحكومه الفلسطينيه الجديده بقيادة الدكتور محمد مصطفي وهو أستاذ اقتصاد فلسطيني أمريكي من المتوقع ان تكون اداره مدنيه فلسطينيه خدماتيه اقتصاديه وليست سلطه فلسطينيه لها سياده وإنما سيكون دورها خدمي فقط ويقتصر علي تقديم خدمات للسكان الفلسطينيين كما ستكون اداره اقتصاديه دورها رفع المستوي الاقتصادي للمواطن الفلسطيني وإدارة السكان الفلسطينيين بشكل اقوي لكن دون أي سلطات سياسية فهي إدارة خدميه اقتصاديه فقط دون سياده علي الأرض

ان أسوء قرارين تم اتخاذهم نيابة عن الشعب الفلسطيني عن طريق فصائل اما منتفعه وأما غير واعيه ساعدوا للأسف في تصفية القضيه الفلسطينيه عن جداره وانهاء حلم الشعب الفلسطيني بإقامة الدوله الفلسطينيه هما اتفاق أوسلو والذي كان خطأ ياسر عرفات والذي دفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا لهذا الاتفاق من حصار وفساد وجدار ومفاوضات استمرت لمدة ٣٠ عاما دون تحقيق اي نتيجه تذكر وانقسام داخلي بين حركة فتح وحماس
والثاني وهو قرار 7 اكتوبر الذي قامت به حماس التي ابتلعت الطعم والذي قضت به علي غزه بالكامل فنتنياهو هو من دعم حماس وقواها وكان يسمح كل شهر بدخول ٣٠ مليون دولار من قطر الي حماس عبر جهاز الشاباك الاسرائيلي
صحيح ان السنوار والعارورى من جهزا لسيناريو7 اكتوبر بدعم إيراني لكن اغمضت الاستخبارات الإسرائيلية الشاباك والموساد أعينهم عن السيناريو بل بالعكس سهلوا عملية دخول عناصر حماس الي غلاف غزه وشاركوا عناصرهم في ذلك للحصول علي المبرر لأعلان الحرب علي غزه بهدف القضاء علي حماس

لكن الهدف الحقيقي هو تدمير غزه بالكامل وتهجير سكانها خارج غزه والتي بها أكبر كثافه سكانيه فلسطينية 2،4 مليون نسمه والتي كانت تؤرق اسرائيل لدرجة ان اسحاق رابين رئيس وزراء أسرائيل الأسبق قال مقولته الشهيره " أتمني أن أستيقظ من النوم وأجد غزه قد ابتلعها البحر" وتصفية القضيه الفلسطينيه نهائيا وبالتالي لا حديث عن أي دوله فلسطينينه مستقبلا لانه ببساطه لا دوله بدون شعب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ