الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضربة الإيرانية مناورة أفشلت دولة

علي جواد

2024 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


عند قراءة تاريخ الحروب نرى الكثير من مشاهد الاستعراضات وأبهار العدو في ساحات القتال وهذا يعتبر من كلاسيكيات فنون الحروب التي شاعت بين الجيوش المتصارعة قبل البدء بالالتحام الفعلي، ويبقى عالق في الأذهان أهم مشهد في تاريخ السينما العربية مقطع المبارزة للفلم الخالد "الرسالة" قبل معركة بدر وكيف تقدم الفرسان للمبارزة، هذا في الحروب القديمة أما الوقت الحاضر تعتبر المناورات الحربية من أهم مظاهر إعلان الحروب وهي أكثر الطرق الشائعة لتهيئه الجيوش ولإيصال إشارات أو رسائل قبل الدخول في الصراعات الفعلية ورمي الجيوش بثقلها وعتادها وبنفس الوقت زيادة احتمالات التفاوض وإمكانية تغير المواقف فيما بين الأطراف المتنازعة.
الضربة الإيرانية أعلن الجميع عنها أنها معلومة ومتفق عليها ثم أن إيران نبهت وعرفت أكثر من جهة وطرف بالضربة وحتى أعلن عن الأماكن والأوقات، ولن يعرف حاليا ما هي تفاصيل الاتفاقات السياسية حيث ما زالت الأسباب الحقيقية محصورة بين مكاتب القيادات العسكرية عما جري الاتفاق عليه بالتفصيل، لذا؛ يصح أن نطلق على ما حصل أنها مناورة حربية بالعتاد الحي وهذا أصح منها أن تكون ضربة عسكرية فعلية حتى وإن سقط فيها قتلى فهي لم تتوفر فيها عوامل لكي تعتبر ضربة عسكرية مباغتة أو مؤثرة، ويمكن أن يكون السبب الرئيسي عن تنسيق إيران مع الإدارة الأمريكية قبل هذه الضربة أن من ضمن نطاق الأماكن المستهدفة من إيران في الأراضي الإسرائيلية تواجد أهم وأغلى سلاح لأمريكا في التاريخ بل على الكرة الأرضية حاليا وهو المقاتلة إف 35 وخشية إيران من استهداف هذا السلاح قد يعني مواجهة حتمية ومميتة مع كل ثقل أمريكا لو حصل إي ضرر إذ إن كلفة خوذة الطيار لهذه الطائرة لوحدها تعادل سعر سرب من الطائرات الحربية المعروفة، وقد تم اعتبار أن هذه المناورة أو الفعالية فاشلة في جوانب عديدة منها:
- غياب الدقة
- ظهور عدم جهوزية الأسلحة التي تمتلكها إيران لكي تعتبر تهديدا فعليا
- تكنولوجيا المسيرات التي تمتلكها إيران تبين أنها مخترقة من قبل إسرائيل والدليل هو إسقاط أغلبها
- منظومة الصواريخ قديمة جدا تعود لحقبة الستينيات وتعتمد التقنيات الروسية القديمة التي تختلف تماما عما تستخدم روسيا الآن في أنظمة صواريها الحالية
- انكشاف مواقع منصات الإطلاق في داخل إيران وخارجها
- الغلطة التي لا تغتفر وهي الضربة جاءت مباشرة من الأراضي الإيرانية وبالتالي سيكون الرد إلى الداخل الإيراني
- الرسالة التي أريد أن تصل هو مدى جدية التهديدات الإيرانية وعرف العالم أجمع أن إيران غير جادة في الدخول إلى الحرب مع إسرائيل
- الغرض من الضربة هو سياسي وليس لغاية عسكرية أو أسلوب من أساليب التهديد لكن الموضوع برمته كان عن محاورة سياسية أريد منها الاستعراض فقط وليس الاستفزاز الذي قد يؤدي إلى تصعيد غير مسيطر عليه

لهذا الحد يعتبر هو السقف الحقيقي لإيران في هذا النزاع واي شيء بعده يعتبر جراءة وتعديا خطيرا لا تمكن معرفة نتائج التصعيد المتوقعة من كل الأطراف ، والنجاح الوحيد في هذه الضربة هو اكتساب إيران صفة العدو لإسرائيل رسميا في إعلان واعتماد هذا الموقف وتم تسجيل هذا في الأمم المتحدة وهو اعتداء رسمي وواضح من دولة على دولة أخرى وممكن تكون من نتائجه فرض تعويضات نقدية لإسرائيل ومعنوية يتوقع بعدها صدور اعتذار رسمي من الحكومة الإيرانية، والدرس الذي تعلمته الحكومة الإيرانية هو أن تحمل ألم صفعات الضربات الإسرائيلية أهون وأخف بكثير من مذاق مذلة خسارة حرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل